الوكالة الدولية للطاقة

أكدت نشرة " أخبار الساعة " أن الوكالة الدولية للطاقة تحتل موقعا مهما في منظومة اتخاذ القرار في أسواق الطاقة العالمية .. مشيرة إلى أن هذه الوكالة التي تأسست خلال عام 1973 وضمت حينذاك ست / 16 / دولة و يبلغ عدد أعضائها الآن / 28 / دولة .. تعد المنصة الرئيسية لتنسيق سياسات الطاقة في الدول الصناعية الكبرى المستهلكون الرئيسيون للطاقة في العالم ما يعني أنها بمنزلة الصوت المعبر عن الفاعلين الرئيسيين في جانب الطلب العالمي على النفط والطاقة بشكل عام.

و تحت عنوان " توقعات إيجابية لأسواق النفط العالمية " قالت إن هذه الوضعية تزيد من ثقل ووزن ما يصدر عن الوكالة من تقارير وتوقعات بشأن أسواق النفط والطاقة العالمية و ينطبق هذا الأمر بتأكيد ما صدر مؤخرا عنها من توقعات بشأن مستقبل الطلب العالمي على النفط إذ رجحت الوكالة أن يؤدي الانخفاض الحالي في أسعار النفط العالمية إلى إجبار المنتجين من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط " أوبك " و من بينهم الولايات المتحدة الأمريكية على خفض إنتاجهم العام المقبل و بأعلى وتيرة في أكثر من عقدين بما يعيد التوازن إلى سوق النفط المتخمة بالمعروض.

وبينت النشرة - التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات و البحوث الاستراتيجية - أن الوكالة أكدت في ثنايا تقريرها الصادر تحت عنوان " تهاوي أسعار النفط يكبح الإنتاج العالي التكلفة.. من إيجل فورد في تكساس إلى روسيا و بحر الشمال " .. أن الخطوة التي اتخذتها منظمة " أوبك " بالإحجام عن خفض الإنتاج - نهاية العام الماضي - بدأت جني ثمارها المنشودة .. وقد عززت الوكالة توقعاتها بالقول إن تراجع إنتاج الدول غير الأعضاء في " أوبك " سيسفر عن فقدان المعروض العالمي ما يربو على نصف مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضافت أنه في المقابل رجحت الوكالة أن يقفز معدل نمو الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري إلى أعلى مستوياته في خمس سنوات ليسجل / 1.7 / مليون برميل يوميا.

وأوضحت أن هذه التوقعات تنطوي على الكثير من الدلالات بشأن مستقبل أسواق النفط العالمية في الأجلين القصير والطويل ولاسيما في ما يتعلق بالوضعية التوازنية بين جانبي السوق المتمثلين في الطلب العالمي على النفط والعرض العالمي له إذ بينما تعاني السوق فائضا في العرض الآن بسبب النمو الكبير في العرض والضعف الشديد في الطلب فإن الأمر سيتغير في المستقبل القريب مع تراجع حجم المعروض من جانب ونمو حجم الطلب بشكل لافت للنظر من جانب آخر .. لافتة إلى أن هذا من شأنه القضاء تدريجيا على ظاهرة فائض المعروض وعبئه الثقيل لتنتقل الأسواق شيئا فشيئا نحو وضعية توازنية جديدة أفضل من الوضعية الحالية و لتبدأ الأسعار في الارتفاع تدريجيا ومن ثم الاستقرار في نهاية المطاف.

وأشارت إلى أن هذه التطورات ستشيح عن أسواق النفط العالمية ما يعتريها من ضبابية منذ فترة و ستضبط حركة الأسعار أكثر مما هي عليه الآن و ستجعل مهمة اتخاذ القرار المتعلق بالأسواق أكثر سهولة سواء تعلق الأمر بالمنتجين أو بالمستهلكين .. وفي المجمل ستصبح الأسواق أكثر كفاءة في تأدية أهدافها.

وقالت " أخبار الساعة " في ختام مقالها الافتتاحي .. إنه إلى جانب ذلك تعطي هذه التوقعات دليلا جديدا على محورية دور منظمة " أوبك " كداعم لاستقرار أسواق النفط العالمية ولاعب رئيسي في صياغة سياسات الطاقة التي هي ركن أساسي من أركان السياسات الاقتصادية العالمية كلها .. كما تؤكد هذه التوقعات أن أوبك تتحلى بقدرة كبيرة على التفاعل الآني مع أي تطورات مخلة بتوازن أسواق النفط العالمية عبر إقرار السياسات والإجراءات التي ما تلبث أن تعيد الاستقرار لها مجددا من أجل أن تكون الأسواق عاملا محفزا وداعما لاستقرار الاقتصاد العالمي.