القاهرة - سهام احمد
بدأ راشد الزعابي، قبل ثلاثين عاماً بتأسيس مشروع "كافتيريا"، صغير الحجم، ليبدأ مشروعه الخاص، الذي ما لبث أن تطور خلال هذه السنوات، ليصبح اليوم مالكاً لأكثر من 40 فرعاً لسلسلة كافتيريات معروفة، ومنتشرة في العديد من المواقع الاستراتيجية، مثل محطات البترول وغيرها في جميع إمارات الدولة، وتقدم هذه المطاعم وجبات متنوعة، وأطلق عليها اسم "محارة البحر"، ليصبح علامة مميزة في عالم تقديم الوجبات السريعة، ويحرص الزعابي على الإشراف بنفسه على فروعه إيماناً منه بمقولة "أوقف على مالك ولا عشرة من عُمالك"، وجاء اختياره لـ"محارة البحر"، كاسم تجاري لمشروعه انطلاقاً من حبه للبحر وارتباطه به، في جميع مراحل حياته التي قضاها، بين إمارتي رأس الخيمة وأبوظبي.
يقول راشد الزعابي، عن بدايته: "عشت أول ستة أعوام من عمري في إمارة رأس الخيمة، قبل أن تنتقل أسرتي للعيش في أبوظبي، ونتيجة لمعيشتي بين إمارتين يشكل البحر جزءً مهماً من جغرافيتهما، تولد في داخلي حب البحر الذي ورثته من والدي رحمه الله، وكنت أعمل في مجال القوارب، وأمتلك قوارب صيد على مستوى أبوظبي، وكان لدي حضانات للسمك، في منطقة البطين أشعر بمتعة الاعتناء بها".
وتابع "فكرة إنشاء مشاريع المطاعم عندي بدأت، حين عزمت مع مجموعة من أصدقائي على إنشاء (كافتيريا)، تقدم وجبات متنوعة في منطقة البطين بأبوظبي، قبل 30 عاماً، وشجعني الدخل المالي الجيد للمشروع، على التوسع لإنشاء مشروعات مطاعم متنوعة".
وحول الصعوبات التي واجهته حين عزم على إنشاء مشروع خاص به قال الزعابي "في البداية لم أضع حسابًا لرأس المال، إذ إنه لديَّ قناعة بأنه مهما كانت رأس المال محدودًا فإنه يصلح لبدء أي مشروع، بشرط توافر العناصر الأساسية، التي تجعل المشروع ناجحاً كالحب والشغف والمعرفة بالنشاط التجاري"، مشيداً بالدعم الذي قدمته له الدوائر الحكومية المعنية في إمارة أبوظبي التي أسهمت في تذليل العقبات أمام أصحاب المشاريع الصغيرة، وبالمبادرات الداعمة التي وجهت القيادة الرشيدة بتنفيذها، والتي تصب في مصلحة وخدمة المشاريع الشبابية الهادفة.
وأشار إلى أنه تطلع بعد مشروعه الأول، وفي ظل توافر رأس المال لديه إلى تحقيق التوسع، في مشروع (الكافيتريا) بمعاونة المقربين منه، وقدموا له الدعم المعنوي والتشجيع، مشيراً إلى أن العروض المقدمة له، من الجهات الحكومية لافتتاح أفرع لمشروعه، بدأت تطرق بابه سواء من إمارة أبوظبي أو من إمارات أخرى، حيث وصل عدد المطاعم والكافتيريات التي افتتحها في أماكن مختلفة بالدولة، إلى 40 فرعًا منها 7 أفرع في محطات تزويد الوقود، مؤكداً أن يتطلع لزيادة عدد الأفرع مستقبلاً في حال توافرت الشروط المناسبة لخطة دراسة المشروع، وبخصوص آلية إدارة جميع هذه الفروع قال الزعابي : "إدارتها وضعت أسسها، كما وفرت الإمكانيات والأفكار، التي أريدها، وكل موظف يعمل معنا أوصل له فكرة أنه شريك بالمشروع، حيث يمنح أسهماً ومجالاً ليتحول من مسمى عامل بالكافتيريا إلى معلم، ومن ثم إلى مدير فرع في حال أثبت حرفية وكفاءة عاليتين بالعمل، إلى جانب منح الحوافز المالية للعمال والإداريين المتميزين، بالمشروع الذين يطرحون أفكار تسهم في تطوير المشروع".
وقال: "لا يقف طموحي عند الوصول إلى امتلاك 40 فرعاً، من مشروع الكافتيريا الخاص بي، بل أتطلع إلى تحقيق المزيد من النجاح والتوسع، مشيراً إلى أنه في افتتاح أحد الفروع سألني أحد الشخصيات المهمة، حين حضر افتتاحه عن طموحي فأجبته سيقف طموحي حين تصبح لحيتي بيضاء كمؤسس مشروع كنتاكي العالمي، وما دامت الأسواق تستوعب مشاريع أكبر، فلا يوجد ما يعوق توسع أي مشروع".
وأوضح: "حاولت المشاركة في مشاريع بسيطة خارج دولة الإمارات، في حين عرضت عليَّ بعض الشركات الدخول معها، لكني رفضت هذا الأمر، حيث يتطلب سفراً دائماً، وهو ما لا يتناسب مع اهتمامي وانشغالي بأمور أبنائي، فأنا لديَّ يقين راسخ بأن الأبناء هم أهم مشروع يمكن للشخص أن يستثمره من خلال تربيتهم وتأهيلهم، أفرادًا صالحين بالمجتمع يخلصون في العطاء ورد الجميل للوطن، لافتاً إلى أن ابنته الكبرى تدرس في الجامعة، بينما أصغرهم لا يتجاور الثالثة عشرة من عمره.
وحول اختياره للأسماء التي يطلقها على العصائر التي تقدمها سلسلة "الكافتيريات" الخاصة به قال الزعابي، "كنت أجتمع مع أصدقائي، حين نبحث عن اسم للعصائر، لكن ومن خلال خبرتي في التعامل مع الزبائن تشجعت للبحث عن أسماء جديدة، وهنا يبرز ذكاء صاحب المشروع في جذب الزبون، حتى لا يشعر بالملل من الأسماء التقليدية للعصائر والوجبات.
وأفاد: "اكتشفت أن العمل الحكومي لا يعتبر عائقاً لنجاح أي مشروع تجاري، بل هو داعم ومكمل له حيث عملت لمدة 23 عاماً باحثاً، في وزارة تنمية المجتمع وفي ذات الوقت، كنت أعمل على إدارة مشاريعي التجارية، موضحًا أنه يشرف بنفسه على سير العمل، بجميع الفروع نظراً لعدم يقينه بأهمية المديرين الإقليميين".
حذر الزعابي الشباب من التسرع عند التفكير بإنشاء أي مشروع، وأن يتجنبوا تقليد الآخرين، في أفكار مشاريعهم، فليست كل الأفكار القابلة للتقليد تكون ناجحة باستثناء المشاريع التي تقدم الوجبات والمشروبات كالمطاعم والكافتيريات، وهذا النوع من المشاريع يقبل عليها شريحة كبيرة من الزبائن باعتبار أن الطعام مطلب أساسي لا يمكن الاستغناء عنه، وأضاف "على الشباب التريث عند الشروع في تأسيس أي مشروع تجاري، وألا يجازفوا بالقيمة الكلية للمال الذي يمتلكونه تحسباً، لتعرضه لأي موقف طارئ، ويعمل حساب الظروف".