أكد السفيرمحمد توفيق سفير مصر لدى الولايات المتحدة أن واشنطن تعمل حاليا على وضع حزمة مساعدات متعددة الأوجه لدعم برنامج مصرالاقتصادي في إطار جهد دولي أوسع نطاقا في هذا الصدد. ونوه بأن البلدين يعملان حاليا على توسيع وتعميق الشراكات الاستراتيجية بينهما لتشمل مختلف القطاعات وأعرب عن ثقته في تعميق شعبي البلدين لمجموعة المصالح والأفكار المشتركة التي يتشاركان فيها. واشار الى أن ثورة يناير أسهمت بصورة رئيسية في دخول المواطن المصري في الخارج في بؤرة الاهتمام الحقيقي للإدارة المصرية. وأوضح أن الحكومة تسعى في الوقت الراهن لبلورة رؤية متكاملة لتعاملها مع أبناء الوطن في الخارج لتمكينهم من استغلال الطاقات الهائلة التي يتمتعون بها وخبراتهم المتراكمة والمتنوعة في شتى المجالات في عملية التحول نحو دولة المؤسسات وسيادة القانون في مصر مشيرا إلى أن أولى الخطوات على هذا الدرب هي اعتماد الرئيس محمد مرسي تكوين مجلس استشاري للمصرين في الخارج ليكون لهم إسهامهم الحقيقي في قضية التنمية في مصر. وأعرب السفيرعن ثقته في أن أبناء مصر في الخارج يمثلون أداة فاعلة لدعم مسيرة التطوير والنهضة المصرية وسلط الضوء على إحدى المحطات الهامة في بداية فصل جديد في علاقة أبناء الجالية المصرية وسفارتهم بعد ثورة ينايروهي تمكن المصريين في الخارج من ممارسة حقهم الدستوري في الإدلاء بأصواتهم سواء في الانتخابات البرلمانية والرئاسية أو الاستفتاء على الدستور ودعا كل من لم يتسن له تسجيل نفسه في قوائم الناخبين في الخارج إلى أن يقوم بذلك على ضوء أن باب التسجيل مفتوح حاليا حتى يتمكن الجميع من التصويت في الانتخابات البرلمانية القادمة وأشارإلى أن ما نراه اليوم من اختلافات في الرأي بين القوى السياسية في مصرما هوالا أمر صحي ونتيجة طبيعية للممارسة الديمقراطية,ومبعثه الحقيقي هو الحرص على المصلحة الوطنية في إطار من تنوع الرؤى, وهو ما يتطلب أن نتكاتف جميعا لعبور هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر. وفي هذا الصدد أكد السفير حرصه على تعزيزالتواصل المباشرمع ابناء الجالية المصرية في أمريكا وتلقى افكارهم ومقترحاتهم لما لذلك من أثر بالغ في استكمال بناء مصر الجديدة القادرة على تلبية طموحات وتطلعات أبنائها في الداخل والخارج. ونوه بأن نجاح مصر في اتخاذ خطوات مختلفة وضرورية على طول الطريق إلى الديمقراطية بطريقة سلمية يبشر بالخير في المستقبل مشيرا إلى أن مصر نجحت في عقد سلسلة من الانتخابات الحرة والنزيهة التي توجت بانتخاب الرئيس محمد مرسى, أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا, واعتماد دستور جديد.. كما أشارإلى أن مصر تمكنت من حل النزاعات السياسية دون اللجوء إلى العنف في نفس الوقت الذى تحافظ فيه على مؤسسات الدولة. ودعا السفير إلى أنه ينبغي أن نضع في اعتبارنا, خلال سعينا لفك شفرة البيئة السياسية النشطة في مصر, أن الحكم الديمقراطي لا يعني قوالب سياسية جامدة بل يتعلق بالسعي إلى التوافق على أرضية مشتركة, مشيرا إلى أن المصريين نجحوا في الاستفادة من تجاربهم وحضارتهم التي امتدت على مدى آلاف السنين لإيجاد حلول لما يعترضهم من مشكلات وأشار السفير بالكثيرمن الفخر إلى تلك اللحظات العظيمة التي غيرت حياة جميع المصريين وألهمت العالم بأسره وهي ثمانية عشر يوما في شهري يناير وفبراير 2011, عندما وقف مئات آلاف من المصريين, شبابا وشيوخا, رجالا ونساء, أغنياء وفقراء,وأناس ينتمون إلى مجموعة متنوعة من التيارات السياسية, حينذاك جنبا إلى جنب في ميدان التحرير وغيره من الميادين المصرية للمطالبة بحقوقهم الأساسية في الحرية والديمقراطية.