واشنطن ـأ ف ب
دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الخميس اوروبا الى تسوية ازمة منطقة اليورو والبحث عن وسائل لتحسين النمو وزيادة الوظائف، مشيدة "بالعلاقة المتجددة" للولايات المتحدة مع هذه المنطقة. وعشية رحلتها الثامنة والثلاثين الى اوروبا، قالت كلينتون في مركز فكري اميركي ان العالم يعتمد على قادة اوروبا لمواجهة التحديات المقبلة، مؤكدة ان الولايات المتحدة لا تدير ظهرها لتحالفاتها القديمة. واضافت كلينتون التي كانت تتحدث في معهد بروكينغز اينستيتوت ان "محور سياستنا في آسيا ليس بعيدا عن اوروبا. بالعكس، نريد من اوروبا التزاما اكبر في آسيا الى جانبنا، لا لنرى المنطقة سوقا مشتركة فقط بل كمحور لالتزام سياسي مشترك". وشددت على العمل الذي جرى معا في القضايا الاساسية من النزاع في افغانستان الى لجم البرنامج النووي الايراني والحربين في سوريا وليبيا والتغييرات المناخية. لكنها حذرت من انه "اذا لم تكن الولايات المتحدة واوروبا قويتين ومستقرتين ومزدهرتين على الامد الطويل، فان قدرتنا على معالجة هذه القضايا ستصبح في خطر". وتابعت انه على اوروبا والولايات المتحدة القيام ببعض الخيارات الصعبة في سعيهما الى اصلاح اقتصاداتهما. واشارت الى ان "منطقة اليورو تنزلق مجددا الى الانكماش بينما بدأت سياسات التقشف تطبق". وقالت ان "تحرك القادة الاوروبيين باتجاه سياسات تشجع على نمو واحداث وظائف امر حيوي للاقتصاد الشامل كله". لكنها اضافت "انها مشكلة اوروبية اساسا تتطلب حلولا اوروبية. لا يمكن ولا ينبغي على اميركا محاولة املاء اي طريقة او وسيلة". وستتوجه كلينتون الى براغ هذا الاسبوع "لمناقشة جهودنا لتشجيع استقلال تشيكيا في قطع الطاقة والدفع قدما بحقوق الانسان والديموقراطية"، ثم الى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء خارجية حلف شمال الاطلسي. وبعد ذلك ستزور دبلن لاجراء محادثات مع منظمة الامن والتعاون في اوروبا. وقالت انها ستزور بلفاست ايضا "لتعيد تأكيد التزام اميركا بايرلندا شمالية تعيش في سلام ورخاء". وقد تكون هذه الزيارة الاخيرة لها الى القارة العجوز قبل انتهاء مهمتها على رأس الدبلوماسية الاميركية مطلع العام المقبل. لكن دبلوماسيين اميركيين كبارا اكدوا ان الولايات المتحدة عليها ايضا ترتيب بيتها الداخلي للمحافظة على موقعها في العالم وضمان الامن. وقالت كلينتون ان "الكثير من الامور التي نقوم بها في العالم مرتبطة بقوتنا الاقتصادية. من تأمين وسائل دفاعية الى الاستثمار في الاسواق الناشئة والمساعدة على التنمية ومواجهة الازمات". وتابعت "لا تهديد اكبر على امننا وشراكتنا عبر الاطلسي من اقتصاد ضعيف في المستقبل على جانبي الاطلسي". وتابعت الوزيرة الاميركية "اذا كنا جادين في تعزيز علاقاتنا الاقتصادية فاننا نحتاج الى بناء اسس اقوى في بلدنا"، موضحة ان "هذا يعني بالنسبة للولايات المتحدة خيارات سياسية صعبة (...) يعني مواجهة التحديات المالية الداخلية". ومع ان زياراتها الى مناطق اخرى في العالم تثير اهتماما اكبر، قالت كلينتون ان جولتها الاسبوع المقبل "تدل على الاهتمام الذي نوليه لشراكتنا عبر الاطلسي". وقالت انه قبل اربع سنوات عندما تولى الرئيس باراك اوباما السلطة خلفا لجورج بوش "كانت هذه العلاقة فاترة. كان هناك متشائمون ومشككون من جانبي الاطلسي". واضافت انه بما ان العلاقات اتخذت مسارا جديدا الآن "نحتاج لان نواصل تركيزنا على مناطق ما زالت شراكتنا فعالة فيها". وتابعت "قد يكون اهم سؤال السنة المقبلة هو ما اذا كان علينا توظيف جهود في علاقتنا الاقتصادية بقدر ما نفعل في علاقاتنا الامنية". وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة تبقى واحدة من عدد قليل من الدول الاعضاء في منظمة التجارة العالمية التي لا تتمتع حتى الآن بوضع الدولة المفضلة مع الاتحاد الاوروبي، معتبرة انه في مواجهة الحواجز التجارية، يحتاج الجانبان الى اتفاق شامل لتحسين التجارة بين ضفتي الاطلسي. واضافت "اذا عملنا على ذلك وعملنا بشكل صحيح، يمكن ان يعزز اتفاق يفتح الاسواق ويحرر التجارة، قدرتنا التنافسية الشاملة للقرن المقبل، ويسمح بخلق وظائف وتوفير مليارات الدولارات لاقتصاداتنا".