المؤتمر العاشر لمعهد حوكمة

 انطلقت في دبي اليوم الثلاثاء أعمال المؤتمر العاشر لمعهد حوكمة بمشاركة لفيف من أبرز خبراء الحوكمة وقادة الأعمال وصناع القرار في المنطقة والعالم تزامنا مع الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس مركز دبي المالي العالمي لمركز حوكمة.

ودارت نقاشات المؤتمر الذى يحمل شعار "ثقافة الشركات: المكون السري" حول الثقافة المؤسسية في المنطقة والممارسات ذات الصلة بمجال الحوكمة ودور صناع القرار في المؤسسات من رؤساء تنفيذيين وأعضاء مجالس إدارة علاوة على المدققين الداخليين وغيرها من الاختصاصات المعنية داخل المؤسسات في وضع ركائز الثقافة المؤسسية ومتابعتها ورصد مدى الالتزام بتطبيقها وقياس نتائجها والأساليب والأدوات التي يتم توظيفها في تقييم الثقافة المؤسسية وتعديلها بما يسهم في مساعدة الحكومات والمؤسسات على تحقيق قيمة مستدامة وبعيدة المدى مع ضمان استمرارية المساءلة للملاك وأصحاب المصالح الرئيسيين.

وأظهر المؤتمر - الذي عقد في فندق أرماني دبي برج خليفة وشارك فيها أكثر من 200 خبير ومختص في مجال الحوكمة من داخل المنطقة ومختلف دول العالم - أن تطور مفاهيم وأسس الحوكمة بات ملزما بدراسة التحديات التي تواجه تطبيق الحوكمة وسبل التنفيذ السليم والدقيق لقواعدها إذ لم يعد الأمر يتعلق فقط بمجرد إدراك أهمية الحوكمة والعمل على وضع قواعد جديدة لها.

 وشدد سعادة حمد بوعميم رئيس مجلس إدارة معهد حوكمة خلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر على أهمية الثقافة المؤسسية الجيدة للشركات ..

وقال : " ليس من السهل تعريف الثقافة المؤسسية لكننا جميعا ندرك معنى الثقافة المؤسسية الجيدة من خلال معايشتنا لها وهي تشكل المكون السري الذي يربط الناس داخل الشركات ويخلق التماسك بين الموظفين ويعزز مفهوم الملكية المشتركة لأهداف الشركة ورؤيتها".

و أكد سعادته الحاجة الماسة إلى الثقافة المؤسسية الجيدة للشركات من خلال عرض بعض الأمثلة للشركات التي أسفرت ثقافتها الضعيفة على أزمات مالية كبيرة.. داعيا جميع مجالس الإدارة وكبار التنفيذيين لاستكشاف من خلال المؤتمر الطرق لتبني وتأسيس ومراقبة الثقافة المؤسسية المناسبة في مؤسساتهم.

و أكدت سعادة منى غانم المري نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين خلال الكلمة الرئيسة للمؤتمر أن دولة الإمارات قدمت منذ وقت مبكر نموذجا رائدا في مجال الحوكمة إذ يتضح ذلك جليا من خلال تتبع مسيرة التطوير التي مرت بها الدولة خلال العقود الأربعة الماضية والتي شهدت انجازات كبيرة قامت على المفاهيم الأساسية التي ترتكز عليها الحوكمة قبل أن يطورها العالم بمفهومها وقيمها الحالية وربما تجسدت بدايتها فكرة المجلس التقليدي الذي كان ساحة للإدلاء بالأفكار والمشاركة في صنع القرار وعلى أعلى المستويات في الدولة.

ونوهت سعادتها إلى أهمية التوقيت الذي ينعقد فيه هذا المؤتمر وتطرقت إلى التحول الكبير الذي شهدته الثقافة المؤسسية في دبي .. وقالت: "ربما لا يدرك الكثير منا أبعاد هذا التطور لأننا نعايشه بصفة يومية كجزء منه ولكن هذا لا ينفي حجم التطور الكبير في الثقافة المؤسسية هنا.. وربما تكون مشاركة الشباب وفتح المجال أمامهم للانخراط في مجالات صنع القرار وتشجيعهم على المساهمة بأفكارهم المبدعة أحد مظاهر هذا التطور".

و ركزت سعادة منى المري على أهمية تطبيق مبدأ التوازن بين الجنسين كمكون رئيس من مكونات الثقافة المؤسسية وعامل مهم من عوامل الحوكمة الناجحة في المؤسسات الأمر الذي توليه القيادة الرشيدة اهتماما كبيرا كان من ثماره المهمة تأسيس مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين.

وأضافت سعادتها: "لا يعد التغيير التحدي الأكبر في تحول ثقافة العمل في المؤسسات ولكن التحدي الحقيقي هو مقدار المقاومة لهذا التغيير.. إلا أن التحول الإيجابي في الثقافة المؤسسية في مختلف أجهزة الدولة لدينا مختلف فهو يحدث من خلال تضمين الجميع وإشراكهم في عملية التغيير دائما نحو الأفضل وبما يعود بالنفع على الجميع في حين رسخت دولتنا مفاهيم جديدة للعمل وجعلت سعادة المجتمع هو الهدف الأسمى الذي تسعى إلى تحقيقه".

ولفتت سعادة منى المري إلى ضرورة اهتمام الشركات والمؤسسات بإعلاء مبدأ المساواة والتوازن بين الجنسين فيها وتأكيده كقيمة أساسية من قيم العمل لما لهذا المبدأ من آثار إيجابية عديدة .

وقالت: " قد حان الوقت كي تتنبه مؤسسات المنطقة لأهمية تحقيق التوازن بين الجنسين في بيئة العمل وتوفير المقومات اللازمة لتفعيل هذا المبدأ وترسيخه ضمن الأسس الرئيسة التي تقوم عليها الثقافة المؤسسية فيها بما يتيح المجال للمرأة أن تسهم بصورة إيجابية في دعم عمليات التطوير ضمن مختلف المجالات".

من جانبه قال الدكتور أشرف جمال الدين الرئيس التنفيذي لمعهد حوكمة: "حققت دبي انجازات طيبة في مجال الحوكمة .. وأكد خبراء الحوكمة والممارسون لها أن الثقافة المؤسسية الإيجابية هي من أهم عوامل نجاح الشركات في تحقيق أهدافها وخدمة المجتمع.. فالتركيز على التشريعات والقوانين ليس كافيا لذا علينا جميعا العمل الجاد نحو تغيير ثقافتنا المؤسسية لكي تكون مفاهيم الحوكمة والاستدامة هي اساس لاتخاذ القرارات وتحفيز العاملين لاحترام القيم المؤسسية والأخلاقية المناسبة لعاداتنا وتقاليدنا الصحيحة".

وأشار الدكتور جمال الدين إلى حرص دبي على لعب دور رائد إقليميا ودوليا في تعزيز قواعد الحوكمة والتحفيز على تطبيقها بدليل استضافة هذا المؤتمر الجامع لخبراء الحوكمة في المنطقة والعالم لمناقشة أفضل السبل والأساليب التي يمكن من خلالها تأصيل الحوكمة كعنصر رئيس في بيئة العمل وتهيئة المقومات الداعمة لها حيث تركز دورة هذا العام على أثر الثقافة المؤسسية في تعزيز مفاهيم الحوكمة وممارساتها.

من جهة آخرى تم على هامش المؤتمر توقيع مذكرة تفاهم بين معهد حوكمة وشركة دبي الجنوب بهدف تطوير ممارسات حوكمة الشركات في دبي الجنوب وشركاتها وشركات المنطقة الحرة وتدريب واعتماد الكفاءات القادرة على الخدمة بفعالية على مجالس الإدارة بتلك الشركات.