دبي - صوت الامارات
أكد معالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، رئيس المؤتمر العام الثامن عشر لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، أمس، الدور الكبير الذي تضطلع به الإمارات في صياغة
مستقبل تحولي قطاع الصناعة العالمي من خلال مبادراتها العالمية، لافتاً إلى دعم دولة الإمارات لخطة التنمية المستدامة لعام 2030 ونشر الابتكار والتنمية الصناعية الشاملة والمستدامة على المستوى العالمي، وتسلم المزروعي أمس رئاسة المؤتمر العام الثامن عشر لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) والذي يقام في قصر الإمارات في أبوظبي ويستمر حتى الخميس المقبل، تحت شعار «الصناعة 2030 - لنبتكر ونتواصل ونبني مستقبلاً أفضل».
وألقى المزروعي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر في قصر الإمارات بعد انتخابه رئيساً له، بحضور مجموعة من رؤساء الدول وكبار الوزراء بما في ذلك أندريه راجولينا، رئيس جمهورية مدغشقر، ومحمدو إيسوفو، رئيس جمهورية النيجر، ويوثام نابات ناوكا، نائب رئيس وزراء جمهورية فانواتو، وأكثر من 800 وزير ومسؤول من 170 دولة.
مؤكداً أن هذا الانتخاب يؤكد ثقة اليونيدو والأعضاء في دولة الإمارات.
ولفت إلى أن دولة الإمارات استطاعت في وقت قياسي بناء قاعدة صناعية متطورة وتحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة، مما عزز مكانتها كنموذج عالمي ملهم للدول النامية.
وأفاد بأن المؤتمر سيختتم أعماله يوم الخميس المقبل بتبني «إعلان أبوظبي»، والذي سيدعو إلى تعميق الشراكة مع القطاع الخاص وإلى المزيد من التعاون الفعال بين المنظمات الدولية والإقليمية وبين الشركات وقادة المجتمع المدني وغيرهم من الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي.
وكانت جلسة المؤتمر العام الثامن عشر لليونيدو بدأت صباح أمس بانسحاب أعضاء المكتب العام وانتخاب أعضاء جدد، حيث ترشح نحو 9 شخصيات دولية في 3 قوائم.
وأعرب المزروعي عن شكره لألينا كوشينا، سفيرة روسيا البيضاء، الرئيسة السابقة للمؤتمر العام، على جهدها الكبير منذ توليها رئاسة الدورة السابعة عشرة للمؤتمر العام في العام 2017.
مناسبة فريدة
وأوضح المزروعي أن تشريف دولة الإمارات وأبوظبي باستضافة المؤتمر العام الثامن عشر لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في أبوظبي يعد شهادة على الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في دعم خطة التنمية المستدامة لعام 2030 ونشر الابتكار والتنمية الصناعية الشاملة والمستدامة على المستوى العالمي، كما تدل استضافة المؤتمر العام في أبوظبي على ثقة منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في قدرة الإمارات على استضافة حدث بهذه الأهمية، الثقة التي تعززت خلال السنوات الأخيرة من خلال التعاون المشترك مع اليونيدو في العديد من المبادرات مثل القمة العالمية للصناعة والتصنيع، المبادرة المشتركة بين وزارة الطاقة والصناعة الإماراتية ومنظمة (اليونيدو).
وأكد أن دورة هذا العام من المؤتمر تشكل مناسبة فريدة لمنظمة اليونيدو، حيث تعتبر هذه المرة الرابعة التي يعقد فيها المؤتمر خارج المقر الرئيسي للمنظمة في فيينا منذ أن أصبحت وكالة متخصصة، والمرة الأولى التي يستضاف فيها المؤتمر في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال: إن وجودنا هنا اليوم، كدول أعضاء، يؤكد التزامنا بالتعاون المشترك والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ودعم منظمة (اليونيدو) في جهودها الهادفة إلى تحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة.
وواصل قائلاً: «بصفتنا دولاً أعضاء في منظمة (اليونيدو)، يتوجب علينا تكثيف جهودنا لبناء قطاعات صناعية متقدمة قائمة على المعرفة والابتكار.
وسنطلع خلال الأيام المقبلة على التقدم الذي أحرزته الدول في إطار جهودها لتحقيق الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة والذي ينص على «بناء بنية تحتية مرنة، وتعزيز التصنيع الشامل والمستدام وتعزيز الابتكار».
ولفت إلى أنه تحت شعار «الصناعة 2030 – لنبتكر ونتواصل ونبني مستقبلاً أفضل»، يوفر المؤتمر العام لمنظمة (اليونيدو) منصة لاستكشاف التحديات والفرص المرتبطة بدور كل من تقنيات الثورة الصناعة الرابعة؛ وتمكين المرأة في القطاع الصناعي؛ والابتكار في قطاع التكنولوجية النظيفة؛ وتعزيز العمل المناخي والانتقال للطاقة النظيفة؛ ودور المجمعات الصناعية المستدامة والتنمية المدنية الصديقة للبيئة في بناء قطاع صناعي شامل ومستدام.
وبدعم من دولة الإمارات، يصاحب دورة هذا العام من المؤتمر معرض تفاعلي مصغر يسلط الضوء على أحدث الممارسات التكنولوجية والصناعية التي يتم تسليط الضوء عليها لتشجيع المشاركين على الحوار المثمر واستكشاف فرص الشراكات المحتملة التي تهدف إلى الارتقاء بالقطاع الصناعي.
إعلان أبوظبي
وقال إنه ضمن الجهود الداعمة لخطة التنمية المستدامة للعام 2030، نتوقع أن يختتم المؤتمر أعماله بتبني «إعلان أبوظبي»، والذي سيدعو إلى تعميق الشراكة مع القطاع الخاص وإلى المزيد من التعاون الفعال بين المنظمات الدولية والإقليمية وبين الشركات وقادة المجتمع المدني وغيرهم من الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي.
وقال: «لا شك في أن المؤتمر العام منصة فريدة تتيح للدول الأعضاء العمل معاً لوضع الحلول لبعض أكثر قضايا التنمية الصناعية إلحاحاً».
وأشار إلى أنه على مدار نحو نصف قرن وبالتحديد 9 ديسمبر 1971، تاريخ انضمام الدولة إلى عضوية الأمم المتحدة فقد التزمت دولة الإمارات بدعم أجندة الأمم المتحدة الهادفة لنشر السلام وتحقيق الازدهار في جميع أنحاء العالم، واحترام القوانين والقواعد الدولية، وتعزيز التنمية المستدامة على المستويين المحلي والعالمي.
وقال: «أولت قيادتنا الرشيدة، منذ تأسيس دولتنا الفتية قبل نحو 50 عاماً، أهمية كبيرة للاستثمار في رأس المال البشري كخطوة أولى على طريق بناء دولة قوية قادرة على مواجهة تحديات المستقبل، كما تبنت دولة الإمارات رؤية شاملة ومتكاملة لبناء اقتصاد متنوع ومستدام قائم على المعرفة، يلعب فيه القطاع الصناعي الذي تقوده كوادرنا الوطنية المتميزة دوراً أساسياً في تحقيق رخاء وازدهار الدولة.
ولفت إلى أنه من خلال هذه الرؤية، وعلى مدى عقود قليلة فقط، تمكنت دولة الإمارات من تحقيق تنمية صناعية متنوعة بعدما كانت تعتمد على النفط بشكل رئيس، وتواصل الدولة مسيرة التقدم في القطاع الصناعي وتعمل بقوة على رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي وتعزيز النمو الاقتصادي.
قدرة تنافسية
وأشار إلى أنه نتيجة لهذه الجهود، تقدمت دولة الإمارات 13 مركزاً خلال ثماني سنوات على مؤشر اليونيدو للقدرة التنافسية الصناعية، والذي يقيس أداء 150 دولة حول العالم. وأظهرت بيانات المؤشر أن الإمارات تبوأت المرتبة الواحدة والأربعين على مؤشر أداء التنافسية للعام 2018، مقارنة بالمرتبة الرابعة والخمسين في العام 2010.
كما حققت الإمارات المركز الأول إقليمياً والخامس عالمياً ضمن أكثر الدول تنافسية في العالم. وأوضح أن مبادرة «مئوية الإمارات 2071» تؤكد على أهمية بناء اقتصاد قادر على منافسة أقوى الاقتصادات العالمية.
ولتحقيق هذا الهدف، تسعى الدولة إلى رفع إنتاجية الاقتصاد الوطني، ودعم الشركات الوطنية للوصول إلى الأسواق الدولية، والاستثمار في البحث والتطوير في القطاعات الواعدة، والتركيز على الشركات التي تعتمد على الابتكار والريادة والصناعات المتقدمة، وتطوير استراتيجية اقتصادية وصناعية وطنية تستشرف المستقبل، وتضع الإمارات في مصاف الاقتصادات الهامة على المستوى العالمي، وتحسين المستوى المهني للكوادر الوطنية، وتكريس ثقافة العمل الجاد والابتكار، وتشجيع تصدير المنتجات المتقدمة لمختلف أنحاء العالم.
مبادرة مشتركة
ونوه المزروعي إلى أن القمة العالمية للصناعة والتصنيع، المبادرة المشتركة بين دولة الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، تشكل أكبر دلالة على التزام دولة الإمارات بريادة الحوار العالمي حول مستقبل القطاع الصناعي العالمي في ظل الثورة الصناعية الرابعة، وقد عززت شراكتنا مع اليونيدو عبر هذه القمة علاقات العمل الوثيقة بيننا ولعبت دوراً رئيسياً في استضافة دولة الإمارات للمؤتمر العام لمنظمة.
واختتم المزروعي كلمته، مشيراً إلى أن استضافة الإمارات لهذا المؤتمر يؤكد على الدور الذي تضطلع به في صياغة مستقبل تحولي لقطاع الصناعة العالمي من خلال مبادراتها العالمية، وتعزيزاً لمكانة دولة الإمارات كنموذج عالمي ملهم للدول النامية، حيث استطاعت وفي وقت قياسي غير مسبوق بناء قاعدة صناعية متطورة وتحقيق التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة، وتأكيداً على دورها الداعم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنسيق الجهود الدولية لمواصلة التنمية المستدامة والشاملة حول العالم.
وتحدث لي يونغ مدير عام اليونيدو حول التحديات التي تواجه العالم، مؤكداً أن قضايا التغير المناخي تحظى حالياً بأهمية كبيرة، مشيراً إلى أنه خلال العام الحالي، وصلت درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها في القطب الشمالي، وكانت السنوات من 2015 وحتى 2019 من السنوات التي شهدت أعلى ارتفاع في حرارة الأرض على الإطلاق.
وقال: شهدنا حركة شبابية عالمية تطالبنا بضرورة معالجة قضايا التغير المناخي، كما يستمر التدهور البيئي، وخطر الفضلات البلاستيكية على المحيطات، والقضايا المرتبطة بتغير المناخ بمعدلات قد تكون لها عواقب وخيمة على البشرية في المستقبل.
تقدم ملحوظ
وأوضح أن ما حققه العالم في قضية الفقر من إنجازات وتقدم ملحوظ أصبح محط الأنظار، مشيراً إلى أنه خلال السنوات الخمس وعشرين الماضية، تمكنا من تقليص عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر مدقع إلى النصف، لكن لا يزال أمامنا الكثير للقيام به.
وقال: «ينمو الاقتصاد العالمي بمعدلات بطيئة. وحتى يومنا هذا، لا يزيد معدل الدخل اليومي لأكثر من 740 مليون امرأة ورجل، بمن فيهم الأطفال، عن 1.25 دولار أمريكي. كما أن الجوع آخذ في الازدياد، حيث يعاني شخص واحد من كل 9 أشخاص من سوء التغذية.
ولا تزال البطالة تشكل تحدياً رئيسياً. ومن بين أولئك الذين لديهم وظيفة، هناك 2 مليار شخص (61%) يعملون بشكل غير رسمي، وغالباً في أنشطة لا توفر لهم إلا القليل من احتياجاتهم المعيشية، وأضاف، لا شك أن التوجه نحو تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة لا يزال يسير بخطوات بطيئة.
ولا يزال هناك تفاوت في الدخل والفرص المتاحة للمجتمعات الإنسانية. وأصبحت الهجرة الدولية حقيقة متعددة الأبعاد لدول المنشأ والعبور والمقصد. بالإضافة إلى ذلك، أدى التأثير المحتمل للثورة الصناعية الرابعة على مستقبل العمل إلى حالة من عدم اليقين.
تحسين الجودة
وأعرب عن فخره بما تبذله اليونيدو من جهود متواصلة لتحسين كفاءة وفعالية عملياتها، ولتحسين الجودة والناتج الإجمالي للقطاع الصناعي، ولكي تحسن اليونيدو من نتائج جهودنا، قمنا أخيراً بتعزيز الشفافية ووضعنا إطار عمل متكامل لتحسين النتائج والأداء.
وقال، بصفتي من المنادين بتحقيق التنوع الاجتماعي حول العالم، فإنني ملتزم شخصياً بإشراك جميع موظفي المنظمة في الجهود المبذولة لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.
حلول للتحديات
تحدث عدد كبير من وفود الدول الأعضاء، حيث استعرضوا التحديات التي تواجه دولهم في قطاع الصناعة، وكشف رؤساء وفود الدول الأفريقية المشاركين، أمس، في اجتماعات المؤتمر العام لليونيدو أن القارة بحاجة إلى تمويلات لمشاريع التنمية الصناعية بقيمة لا تقل عن 600 مليار دولار، مؤكدين أن المساعدات الإنمائية المقدمة للدول الأقل نمواً والفقيرة بالقارة لم تتجاوز 63 مليار دولار خلال العام الجاري.
وشدد لي يونغ المدير العام للمنظمة خلال حواراته في الاجتماع على أن مستوى الفقر في العالم يتزايد خاصة في أفريقيا، مشدداً على ضرورة تعاون المنظمة والحكومات الأفريقية الأعضاء في اليونيدو والقطاع الخاص بهذه الدول لتسخير التكنولوجيا الحديثة لخدمة مشاريع التنمية الصناعية في القارة السوداء.
قد يهمك ايضا
توقيع مذكرة-تفاهم مشتركة بين العراق-والصين لإنشاء محطة-اتصالات فضائية