الاقتصادي اللبناني البارز عدنان القصار

أعرب الاقتصادي اللبناني البارز عدنان القصار (الخميس) عن شعوره بالفخر والاعتزاز لنيله "جائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية-العربية" من الرئيس شي جين بينغ خلال زيارته إلى مصر في 20 يناير الماضي.وقال القصار الرئيس الفخري للاتحاد العام للغرف العربية رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "لقد تم تكريمي من الجانب الصيني مرات عديدة (..) لكن الجائزة الأخيرة التي منحني إياها فخامة الرئيس شي جين بينغ، تحمل في قلبي دلالات كبيرة."

وسبق أن منح الجانب الصيني القصار "جائزة خمسون سنة صداقة"، حسب ما قال.وأضاف "من هذا المنطلق أعبر عن عميق شكري إلى جمهورية الصين الشعبية وعلى وجه الخصوص للرئيس شي، على هذه البادرة اللافتة والمميزة".وكان الرئيس شي جين بينغ، قد كرم خلال زيارته الى مصر في 20 يناير الماضي عشر شخصيات عربية، بينها القصار، والأمين العام الأسبق للأمم المتحدة المصري بطرس غالي، بمنحها "جائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية"، وذلك لدورها في مجال دعم وتوطيد علاقات الصداقة بين الصين والدول العربية.

وتعد "جائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية" من أهم الجوائز التي تمنح تقديرا لإسهامات الأشخاص في دفع الصداقة الصينية العربية.ولعب الاقتصادي اللبناني عدنان القصار على مدى أكثر من 60 عاما دورا بارزا لتنمية وتعزيز العلاقات العربية-الصينية والعلاقات اللبنانية-الصينية، حسب ما يقول.وتحدث القصار في هذا الصدد عن "مسيرة طويلة" بالعمل التجاري مع شقيقه بدأت بزيارة إلى الصين في العام 1953.

وقال "لقد كانت الصين لنا مدرسة عظيمة، تعلمنا فيها فنون التجارة والتفاوض (..) وأهمية الحرص على أسس ومبادئ توازن المنافع المتبادلة لبناء الثقة والعلاقات الطويلة الأمد، وهي الأسس والمبادئ التي تأسست عليها الصين وعملت لها منذ ذلك الزمن لغاية اليوم الحاضر ولا تزال تمثل عنوانا رئيسيا لتوجهاتها المستقبلية".وتابع ان هذا التكريم "هو وسام شرف وفخر كبير لي لأنه يأتي من رئيس دولة عظمى تعتبر اليوم من بين أهم الدول المؤثرة في العالم سواء على المستوى السياسي أو على المستوى الإقتصادي".

ومضى قائلا أن التكريم "يؤكد على المكانة التي أحظى بها لدى جمهورية الصين الشعبية الصديقة، وعلى تقدير الرئيس الصيني للدور الذي لعبته على مدى أكثر من 60 عاما لتنمية وتعزيز العلاقات العربية-الصينية والعلاقات اللبنانية-الصينية والارتقاء بها إلى ما وصلت إليه اليوم من تطور بارز".وأضاف القصار مؤكدا "سأبقى ما حييت مخلصا للصين".

وكان الاقتصادي اللبناني البارز قد شغل مناصب وزارية في بلاده.فقد شغل القصار منصب وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة عمر كرامي عام 2005، ومنصب وزير دولة في حكومة الوفاق الوطني في الفترة مابين عامي 2009 و2011.وعن جولة الرئيس شي جين بينغ الأخيرة بالشرق الأوسط وخطابه بجامعة الدول العربية، قال القصار إنه "لطالما كانت للصين نظرة خاصة تجاه العالم العربي، اذ ترتبط مع الدول العربية بعلاقات سياسية واقتصادية أكثر من ممتازة تتجاوز العلاقات الدبلوماسية والتجارية الدولية التقليدية لأنها تميزت بالصداقة والإخلاص في جميع مساراتها ومحطاتها على الأصعدة كافة".

وقد انعكس ذلك "خلال الزيارات الأخيرة التي قام بها الرئيس شي جين بينغ إلى كل من السعودية ومصر، حيث لم يقتصر الأمر على توقيع مذكرات تعاون واتفاقيات اقتصادية بمليارات الدولارات بل تم أيضا التباحث الجدي لتنمية العلاقات إلى مستويات تاريخية تستند إلى الرؤية البعيدة النظر للصين تجاه العالم العربي"، حسب القصار.وقام الرئيس شي بجولة شرق أوسطية دامت خمسة أيام زار فيها السعودية ومصر وإيران.

ووقعت الصين والدول الثلاث خلال جولة الرئيس شي المثمرة،52 اتفاقية، تنفيذا للفكرة التي طرحها الرئيس شي في الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي عام 2014 والمتعلقة بالتشارك الصيني العربي في بناء الحزام والطريق والمتمثلة في معادلة "1+2+3" التي تتخذ من مجال الطاقة محورا رئيسيا، ومن مجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار جناحين، ومن المجالات الثلاثة ذات التقنية المتقدمة والحديثة وهي الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة نقاط اختراق.

وخلال زيارته إلى مصر ألقى الرئيس شي خطابا أمام جامعة الدول العربية، أكد فيه أن المفتاح لتسوية الخلافات يكمن في تعزيز الحوار.ورأى في خطابه أن السبيل إلى حل المعضلة في الشرق الأوسط يكمن في تسريع عجلة التنمية وأن جميع الأسباب التي أدت إلى الاضطرابات والتوترات الحالية في الشرق الأوسط ترتبط في الأساس بالتنمية.ووصف القصار خطاب الرئيس شي بأنه "مشجع جدا ويبعث على الأمل" كونه "يجسد رغبة صادقة بتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي مع البلدان العربية إلى جانب عمق العلاقات التاريخية والمواقف السياسية الصينية المؤيدة للقضايا العربية".

وتابع "نحن نؤيد ونتبنى كل ما أعلنه الرئيس شي، بشأن رؤيته لتطوير التعاون الاقتصادي بين الجانبين العربي والصيني".وكان الرئيس شي قد اتفق وقادة الدول الثلاث على تنسيق خطط التنمية الخاصة ببلادهم والسعي وراء تعاون متبادل النفع في إطار مبادرة الحزام والطريق التي تضم الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الـ21.ويرى القصار أن "تفعيل تشابك الاقتصادات العربية مع الصين" في إطار هذه المبادرة "سوف يفتح الباب واسعا أمام تعزيز مجالات النمو للجانبين ولدور مشترك ووازن في سلاسل القيم العالمية ولمواقع أكثر شأنا لكل من الصين والعالم العربي على الخارطة الاقتصادية العالمية الجديدة".

وأعرب عن سعادته الشديدة لأن لبنان "سيكون في موقع أساسي لطريق الحرير الجديد وأن يستعيد دوره التاريخي كمحور رئيسي لهذا الطريق الذي يعاد إحياؤه والذي كان منذ الأزمنة الغابرة يبدأ في الصين ويصل إلى لبنان ومنه إلى سائر أنحاء أوروبا وما بعدها من بلدان من خلال أجدادنا الفينيقيين الذين برعوا في التجارة وفي صناعة الأرجوان لصبغ الحرير المنتج في الصين وإعادة تصديره إلى كافة أنحاء العالم."

وحول اقتراحاته ورؤيته المستقبلية بشأن تفعيل العلاقة والتعاون بين العالم العربي وجمهورية الصين الشعبية، رأى القصار أن الوثيقة الرسمية التي أصدرتها الحكومة الصينية مع بداية العام الحالي تحت عنوان "سياسة الصين تجاه الدول العربية"، "يمكن البناء عليها كثيرا".ووصف الوثيقة بأنها "استراتيجية وأساسية بشأن سياسة الصين تجاه الدول العربية، حيث تستعرض الروابط التاريخية التي تجمع الصين بالدول العربية والسياسات ومجالات وآفاق التعاون المشترك."

وأصدرت الحكومة الصينية في 13 يناير الماضي وثيقة رسمية، هي الأولى من نوعها التي تصدر حول سياسة الصين تجاه الدول العربية، استعرضت خلالها الروابط التاريخية التي تجمع الصين بالدول العربية، والسياسات ومجالات وآفاق التعاون المشترك.

وتشتمل الوثيقة على مقدمة وخمسة أجزاء تتناول شؤون "تعميق علاقات التعاون الاستراتيجي الصينية العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة", و"سياسة الصين تجاه الدول العربية", و"تعزيز التعاون الصيني العربي على نحو شامل", و"منتدى التعاون الصيني العربي وأعمال المتابعة", و"العلاقات بين الصين والمنظمات الإقليمية العربية".

وأشار القصار في هذا الصدد إلى أن "هناك مجالات كثيرة لتطوير التعاون الاقتصادي بين البلدان العربية وجمهورية الصين الشعبية أبرزتها وثيقة الحكومة الصينية على مستوى القطاعين العام والخاص، وذلك عبر تشجيع ودعم شركات الجانبين على توسيع وتحسين الاستثمارات المتبادلة، فضلا عن دعم دخول مزيد من المنتجات العربية غير النفطية إلى السوق الصينية، ومواصلة تحسين الهيكلة التجارية، والعمل على الدفع بالتطور المستمر والمستقر للتجارة الثنائية."

وقال إن بين هذه المجالات "دفع ودعم التعاون الاستثماري في مجال النفط والغاز الطبيعي وخاصة في مجالات تنقيب النفط واستخراجه ونقله وتكريره."وتابع أنه "يمكن الدفع بالتعاون أيضا عبر تشجيع ودعم الشركات الصينية والمؤسسات المالية الصينية لتوسيع دائرة مشاركتها في التعاون مع الدول العربية في مجالات السكك الحديدية والطرق العامة والموانئ والطيران والكهرباء والاتصالات، وعلى صعيد التعاون المالي من خلال تعزيز التعاون النقدي بين البنوك المركزية والبنوك الخاصة لدى الجانبين."

ودعا الاقتصادي اللبناني البارز إلى "تشجيع الجهات المختصة للشؤون السياحية وشركات السياحة الصينية والعربية على تبادل ترويج الموارد والمنتجات السياحية وإجراء التعاون السياحي".