الصين ـ صوت الإمارات
عمقت مشكلات الصين الاقتصادية من خسائر الاسواق العالمية امس حيث تسببت الانباء حول تراجع احوال الاعمال في موجة جديدة من بيع الاسهم الصينية حيث هبط موشر سي.اس.اي 300 لاسهم الشركات الكبرى المدرجة في شنغهاي وشنتشن 4% موديا الى تراجع الاسهم في انحاء اسيا واوروبا اضافة الى اسواق العقود الاجلة للاسهم في الولايات المتحدة.
وهبط موشر نيكاي الياباني 4% وسنسكس الهندي 1.6% ويوروفرست الاوروبي 1.3% وداكس الالماني 1.8%. وعزز استطلاعان للصناعات التحويلية والخدمات في الصين المخاوف من تفاقم التباطو الاقتصادي. وتراجعت العقود الاجلة للاسهم الاميركية اكثر من 2%.
وفي اسواق العملات هبط الدولار اكثر من 1% الى 120 ينا بعد ان تراجع عن مستوى 121.76 ينا الذي حققه الاسبوع الماضي. وارتفع اليورو 1% الى 1.1332 دولار خلال التعاملات في لندن ليعزز تعافيه من انخفاضه الاسبوع الماضي لادنى مستوى في اسبوع عند 1.1156 دولار. وتوقع مورجان ستانلي ان يصل اليورو الى 1.15 دولار بنهاية الربع الثالث من العام في ظل دوره كعملة للتمويل وبالنظر الى الفائض في الحساب الجاري في منطقة اليورو.
وتخلص المستثمرون من رهاناتهم على اليورو والين اللذين يستخدمان على نطاق واسع لتمويل مراكز في اصول تنطوي على مخاطر اعلى. وباع المضاربون والمستثمرون العملات ذات العائد المنخفض لشراء العملات والاسهم ذات العائد المرتفع من اجل عوائد افضل.
وقال يوجيرو جوتو محلل اسواق الصرف في نومورا ان المخاوف بشان الصين محرك رئيسي للاسواق. واضاف: كانت موشرات مديري المشتريات اضعف وهذا ليس جيدا للرغبة في المخاطرة بشكل عام.
وقال بيل ادامز كبير الاقتصاديين لدى مجموعة بي.ان.سي للخدمات المالية ان الاضطرابات في اسواق المال جعلت الشركات والمستهلكين الصينيين اكثر حذرا في اشارة الى تراجع الاسهم الصينية اكثر من 40 % منذ يونيو.
وقال هي فان كبير الاقتصاديين لدى كاسين انسايت جروب ان التقلبات الاخيرة في اسواق المال العالمية قد توثر على الاقتصاد الحقيقي وربما تصبح النظرة المتشائمة للمستقل ذاتية التحقق.
موشر نيكاي
وتهاوت الاسهم اليابانية مواصلة خسائر اليوم السابق. وتضررت ايضا معنويات السوق بفعل بيانات الانفاق الراسمالي التي اظهرت تراجع استثمار الشركات اليابانية في التجهيزات والمعدات. وتراجع نيكاي 4% ليغلق عند 18165.69 نقطة متجها صوب ادنى مستوى في ستة اشهر والذي بلغه الاسبوع الماضي عند 17714.30 نقطة. وقال ستيفان ورال من كريدي سويس: يظل السوق في حالة ارتباك بعد التقلب الذي شهدناه في الاونة الاخيرة وفي ظل وجود احداث في الافق قد تتسبب في المزيد من التقلب.
وتراجع موشر توبكس الاوسع نطاقا 3.8 % ليغلق عند 1478.11 نقطة. واكد مورجان ستانلي المستوى المستهدف لتوبكس عند 1740 نقطة واوصى المستثمرين برفع الاوزان لليابان للشراء مرة اخرى خلال التراجع الحالي الذي اعتبره مبالغا فيه. وهبط الموشر جيه.بي.اكس-نيكاي 400 بنسبة 4% الى 13267.48 نقطة.
تراجع صيني
وفي الصين اغلق موشر بورصة شنغهاي المجمع في الصين منخفضا بنسبة 1.23% بعد التراجع الحاد الذي شهده في التعاملات الصباحية. وخسر الموشر موخرا كل المكاسب التي حققها منذ بداية العام الحالي، ما اثار موجة فزع بين المستثمرين دفعتهم الى البيع الكثيف للاسهم. كما اغلق موشر بورصة شينشن الصينية منخفضا بنسبة 3.67%، وكذلك تراجع موشر تشي نكست» لاسهم التكنولوجيا والشركات ذات معدلات النمو السريعة الاخرى 5.4% ليغلق على 1889.49 نقطة.
وتصدر قطاع السيارات وصناعة الصلب القطاعات المتراجعة. وانخفضت قيمة اكثر من 2000 سهم في البورصتين حيث تعرضت قطاعات الات النسيج والسيارات وصناعة الصلب لاكبر الخسائر. واصدرت الحكومة المركزية في الصين اشعارا لتشجيع الاندماج، والمكافات النقدية، وعمليات اعادة شراء الاسهم من قبل الشركات المدرجة في البورصة لتسريع اصلاح الموسسات المملوكة للدولة وتحقيق استقرار الاوراق المالية، الا ان البورصة تجاهلت الخطوات الاصلاحية وواصلت التراجع.
هبوط اوروبي
وهبطت الاسهم الاوروبية حيث تراجع موشر يوروفرست 300 لاسهم كبرى الشركات الاوروبية عند 1414.74 نقطة في احدى مراحل التداول مع هبوط اسهم قطاع الموارد الاساسية 2% ليكون اكبر القطاعات الخاسرة. وفي انحاء اوروبا نزل الموشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 1% بينما هبط كاك 40 الفرنسي 1.5 % وداكس الالماني 1.8 %.
انكماش صناعي
وانكمش نشاط قطاع التصنيع في الصين باسرع وتيرة في ما لا يقل عن ثلاث سنوات في اغسطس اب حيث سجلت الطلبيات المحلية وطلبيات التصدير تراجعا حادا مما عزز مخاوف المستثمرين بشان قوة ثاني اكبر اقتصاد في العالم.
وما يزيد من القلق ان قطاع الخدمات الصيني الذي كان احد النقاط المضيئة في اقتصاد البلاد المتعثر اظهر هو الاخر اشارات على التباطو كما جاء في مسح مشابه للمسح الذي جاءت فيه نتائج نشاط قطاع التصنيع. ومع ما يعانيه بسبب تراجع الطلب والاستثمارات في ظل زيادة الطاقة الانتاجية عن المطلوب تضرر الاقتصاد الصيني ايضا من هبوط الاسهم وتخفيض قيمة اليوان بصورة مفاجئة فيما اسماه البعض عاصفة مكتملة» من العوامل تضرب الاسواق العالمية وقد تضر العلاقات بين الصين وكبار شركائها التجاريين.
وقال ادامز ان الاقتصاد الصيني قد ينمو بنحو 6.5 % خلال النصف الثاني من العام و6.2 % في 2016. ويعتقد بعض المحللين ان مستويات النمو دون ذلك بالفعل ما يضع مستوى النمو الرسمي الذي تستهدفه الصين والبالغ سبعة بالمئة على المحك.
وقال محللون ان القراءات السيئة توكد المراهنة على ان الصين التي خفضت اسعار الفائدة خمس مرات منذ نوفمبر تشرين الثاني يتعين عليها تخفيف سياستها النقدية مرة اخرى في وقت قريب لتجنب تراجع الاقتصاد بشكل اكثر حدة بما قد يوثر على النمو العالمي حتى في ظل تاهب البنك المركزي الاميركي لرفع اسعار الفائدة.
وسجلت عمليات تسريح العمالة في قطاع الصناعات التحويلية اعلى وتيرة مع تقلص حجم الطلبيات من المصانع. ومن المرجح ايضا ان اغلاق مصانع في شمال الصين لاخلاء سماء العاصمة بكين لاجراء عرض عسكري كبير هذا الاسبوع كان له اثر على حجم الناتج الصناعي كما كان لتفجير كبير في مدينة تيانجين الساحلية اثر ايضا.
شركات الخدمات
كما تظهر شركات الخدمات الصينية اشارات واضحة على الضعف الى درجة تجعل النمو في هذا القطاع غير كاف ربما للاستمرار في تعويض الضعف المستمر في قطاع المصانع. وتراجعت القراءة الرسمية لقطاع الخدمات قليلا الى 53.4 نقطة لكنها ظلت في منطقة النمو الا ان موشر مديري المشتريات في القطاع سجل هبوطا حادا الى 51.5 وهو ادنى مستوى له منذ يوليو تموز 2014. وقال اقتصاديون في بنك ايه.ان.زد: نعتقد ان هناك حاجة لتخفيف السياسة النقدية بشكل اكبر ولسياسة مالية فاعلة الى جانب التحرير المالي من اجل المحافظة على نمو بنحو 7%.
تباطو الارباح
واظهرت عدة تقارير ارباح من البنوك الصينية الكبرى الاسبوع الماضي ان هذه البنوك تكافح في ظل ابطا نمو للارباح في ست سنوات على الاقل وزيادة القروض المعدومة وان هبوط اسواق الاسهم في الاسابيع الاخيرة يرجح الحد من اسهامات القطاع المالي في الاشهر المقبلة. واطلقت السلطات الصينية اكبر حملة لتخفيف السياسة المالية منذ الازمة المالية العالمية في عامي 2008-2009 في مسعى لوضع حد لتراجع النمو. لكن البعض يتشكك في مدى فاعلية المزيد من التخفيف في السياسة النقدية في ظل تحذير البعض من فخ سيولة» اذا واصلت الصين ضخ السيولة في سوق اخر ما تريده الشركات فيه هو تحمل المزيد من الديون.