منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك»

قال وزير الطاقة الإماراتي المهندس سهيل المزروعي، إن منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك» ستأخذ قراراً جيداً للسوق والمستهلكين، تعليقاً على النقاشات الدائرة حالياً في اجتماع المنظمة في فيينا بعنوان «البترول.. التعاون من أجل مستقبل مستدام»، برئاسة معالي وزير الطاقة.

وأكد معالي الوزير في كلمته الافتتاحية للمؤتمر أن تعاون أعضاء «أوبك» مع الدول غير الأعضاء حقق نجاحا كبيرا خلال الأشهر الـ 18 الماضية، لحرص المنظمة على توفير إمدادات الطاقة العالمية. وقال إن «المؤتمر منصة دولية تفاعلية تمنحنا فرصة النقاش الجماعي والتعاون المشترك والهادف لتحقيق تنمية مستدامة والبحث عن الفرص في عالم النفط»، مشيرا إلى أنه حدث يجمع وزراء وصناع قرار وأكاديميين وباحثين وإعلاميين وكل المهتمين بالاقتصاد.

وبحث المؤتمر تطلع «أوبك» إلى شراكة مؤسسية مع المنتجين خارجها لرفع الإنتاج تدريجيا، والصعوبات التي تواجه المنظمة في زيادة إنتاج النفط، وسط دعوات كبار المستهلكين العالميين لدعم نمو الاقتصاد العالمي.
كما ناقش الحدث مستقبل التعاون العالمي في الطاقة وتطورات التكنولوجية في القطاع والاستثمارات، إلى جانب الاقتصاد العالمي والتوقعات المستقبلية لصناعة النفط.

واستضافت الإمارات حفل عشاء بالتزامن مع انعقاد المؤتمر، حضره أكثر من 700 شخص بينهم وزراء وصناع قرار وأكاديميين ودبلوماسيين وإعلاميين وأعضاء من الوفود الدولية المشاركة في المؤتمر. وكرم معالي المزروعي، بحضور محمد باركندو أمين عام «أوبك»، معالي الدكتور مانع سعيد العتيبة وزير البترول السابق في دولة الإمارات تقديرا لإنجازاته وجهوده الواضحة في عالم الاقتصاد والنفط.جاء ذلك، فيما اقتربت «أوبك» أمس، من الاتفاق على زيادة إنتاج النفط، مع تخفيف إيران معارضتها للزيادة، وتحذير السعودية من نقص المعروض إذا ظل الإنتاج كما هو.

وتجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول اليوم، للبت في سياسة الإنتاج، وسط دعوات من كبار المستهلكين، مثل أميركا والصين والهند لتهدئة أسعار النفط ودعم الاقتصاد العالمي عن طريق إنتاج مزيد من الخام.

وتقترح روسيا، غير العضو في «أوبك»، زيادة الإنتاج 1.5 مليون برميل يومياً، فيما قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس، إن العالم بحاجة إلى ما لا يقل عن مليون برميل يومياً إضافية، لتفادي حدوث نقص في النصف الثاني من 2018.

وأضاف أن العالم قد يواجه نقصاً في المعروض يصل إلى 1.8 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من 2018، وإن مسؤولية «أوبك» تحتم عليها معالجة مخاوف المستهلكين.
وقال الفالح «نريد تحاشي النقص وشح السوق الذي شهدناه في 2007-2008»، مشيراً إلى الفترة التي صعدت فيها أسعار النفط إلى نحو 150 دولاراً للبرميل. وأكد أن الآليات الدقيقة لزيادة محتملة ستتقرر عن طريق الحوار بين أعضاء أوبك اليوم.

وقال مصدر مطلع على التفكير الإيراني أمس، إن «الزيادة مقبولة إذا بررها الطلب ووافق عليها جميع أعضاء أوبك، مشيرة إلى أنه إذا عادت أوبك إلى الالتزام العادي فإن زيادة المعروض الحقيقية من المنظمة ستبلغ نحو 460 ألف برميل يومياً، وأي زيادة بسبب ضغط خارجي على أوبك غير مقبولة».

وقالت مصادر في «أوبك»، إن إجماعاً يتشكل حاليا بين المنظمة والدول غير الأعضاء على زيادة الإنتاج نحو مليون برميل يومياً.

وفي حالة الموافقة على المقترح، فإن جميع أعضاء أوبك والمنتجين غير الأعضاء المشاركين قد يزيدون الإمدادات بشكل تناسبي، لترفع السعودية إنتاجها بين 0.25 و0.3 مليون برميل يومياً.

على الصعيد نفسه، تراجعت أسعار النفط أمس، حيث بدا أن مصدري الخام في «أوبك» يقتربون من إبرام اتفاق على زيادة الإنتاج.

وانخفض خام القياس العالمي برنت 1.76 دولار للبرميل، بما يزيد على 2%، إلى 72.98 دولار، ثم تعافى قليلاً إلى 73.34 دولار بانخفاض 1.40 دولار بحلول الساعة 0945 بتوقيت جرينتش.