وضعت كبريات شركات الإلكترونيات اليابانية نصب أعينها استعادة قوتها السابقة بأن تبدأ بداية جديدة وأجرت تغيرات جذرية على إداراتها بعد أن منيت بخسائر قياسية، غير أن إعلان شركتي سوني وشارب المتراجعتين عن نتائجهما الصادمة مؤخراً يشي بأنه لا يزال أمام الشركتين رحلة طويلة لبلوغ أهدافهما المنشودة. إن التغير التكنولوجي الهائل الذي أوصل منافسين أجنبيين هما شركة آبل وشركة سامسونغ إلكترونيكس إلى تحقيق أرباح قياسية، لا يزال يؤثر سلباً على نظائرهما اليابانية التي بدلاً من أن تجني أرباحاً من رواج الهواتف الذكية تلحق بها خسائر في مجال أجهزة التلفاز المسطحة. كما أظهرت الشركات اليابانية أنه ليس لديها حلول لمشكلة ارتفاع قيمة الين الذي زادت قيمته زيادة مطردة خلال السنوات القليلة الماضية، إن ارتفاع العملة وضع على المحك الحكمة من تصنيع بضائع في اليابان بالنظر إلى أن ذلك يزيد من أسعار تلك البضائع لدرجة يصعب معها بيعها خارج اليابان. وقالت شارب إنها تنوي تسريح أعداد كبيرة من العاملين فيها للمرة الأولى منذ عام 1950، حيث يأتي معظم تسريح الخمسة آلاف عامل المخطط أو نحو 9% من قوتها العاملة العالمية من اليابان. كما تخطط شارب إلى تقليص حجم اثنين من المصانع المحلية وهما عبارة عن موقع يصنع أجهزة التلفاز وغيرها من المنتجات السمعية البصرية ومنشأة أخرى تصنع ألواح الطاقة الشمسية. وقال تاكاشي أوكودا الذي تولى رئاسة شارب في شهر يونيو في أحد المؤتمرات الإخبارية: “لو لم نفعل ذلك الآن لن يكون لشركة شارب نمو مستقبلاً”. وقالت شارب إنها تتوقع الآن خسائر يبلغ صافيها 250 مليار ين أو 3٫2 مليار دولار في السنة المالية التي تنتهي في شهر مارس المقبل من توقعات سابقة بخسائر 30 مليار ين. ويأتي هذا التعديل فيما تسعى شارب إلى التعافي من نتائج السنة المالية السابقة المروعة التي انطوت على أسوأ خسائر منيت بها الشركة بلغ صافيها 376٫07 مليار ين.