دبي -صوت الإمارات
كشفت دراسة أمس أنّ دولة الإمارات تسعى لكي تكون مركزا عالميا للابتكار والإبداع وتطوير الأعمال، فتساهم بذلك في خلق اقتصاد أكثر تنوعا ومستقبلاً مستداماً للبلاد، مما يشجّع بدوره العديد من روّاد المشاريع على إنشاء شركات ناجحة في مجال الاقتصاد القائم على المعارف، وهي الشركات التي لا تمتلك عادة الأصول الكبيرة إنما تتمتّع بتدفق نقدي كبير.
وأكدت الدراسة التي أجريت قُبيل دورة ميد الخامسة من جوائز جلف كابيتال للشركات الصغيرة والمتوسطة، أنه يجب على تلك الشركات الناشئة أن تجمع الأموال من مصادر بديلة، وأن تحرص على استخدامها بشكل فعال، حيث يشكّل الحصول على التمويل أكبر تحدٍ يواجه الشركات الصغيرة وروّاد الأعمال في الإمارات بحسب ما أشارت إليه ميد، الشركة المتخصصة في مجال ذكاء الأعمال.
هذا وجاءت النتائج ضمن الاستطلاع الذي قامت به ميد حيث طُلب من 250 مشاركاً أن يعددوا ثلاثة تحديات رئيسية تواجه أعمالهم. واحتلّت هذه الإجابة المرتبة الأولى بنسبة 36% من أصل شركة شملها الاستطلاع، وجاءت في المرتبة الثانية والثالثة على التوالي بالنسبة إلى 12 و13% من المشاركين في الدراسة.
وتشمل أبرز التحديات الأخرى التي تؤثر على آفاق النمو لهذا العام بحسب أصحاب الشركات: استقطاب العملاء بنسبة 12.4%، ونقص التوعية في قطاعات السوق الخاصة بكل شركة بنسبة 12%.
نمو وازدهار
وقال الدكتور كريم الصلح، الرئيس التنفيذي لشركة «جلف كابيتال»، وهي إحدى الشركات المتخصصة في مجال إدارة الأصول البديلة في الشرق الأوسط، والراعي الرئيسي للجوائز منذ انطلاقها:
«تكمن أكبر العقبات التي تواجه الشركات الناشئة في الحصول على التمويل المناسب من أجل نموّها وازدهارها في المستقبل»، فمعظم هذه الشركات يواجه صعوبة في العثور على المصارف وغيرها من مؤسسات التمويل التقليدية لدعم نموّها في هذه الأوقات العصيبة، ولا سيما الشركات التي لا تمتلك الأصول الكبيرة أو التي تتمتّع بسجلّ ربحية محدود.
وتابع الدكتور كريم الصلح قائلاً: تضمّ الشركات المتوسطة والصغيرة حوالي 300 ألف شركة وتمثل 86% من القوى العاملة في القطاع الخاص، وهي تلعب دورا حاسما في اقتصاد دولة الإمارات وتساهم بشكل جوهري في الدخل، والإنتاج، وخلق فرص العمل. إن الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تتميّز اليوم بأدائها الجيّد هي تلك التي تتمتّع برؤية محددّة حول ما تودّ أن تحققه..
ولكنها تحافظ على مرونتها من حيث الخطوات التي يجب أن تتخذها للوصول إلى هدفها. فهي بحاجة إلى التخطيط المناسب، والمرونة، والقدرة على التنفيذ الفعال، والعزم لتحقيق رؤيتها وبلوغ مستوى معيّن من الربحية.
يحصل أكثر من نصف الشركات المشاركة في الدراسة، أي 51% منها، على التمويل من المصارف وموارد التمويل التقليدية، في حين ما زال 21% منها تعتمد على دعم العائلة والأصدقاء. هذا ويؤمن كلٌّ من المستثمرين الرعاة والشركات الخاصة التمويل لـ9% من الشراكات التي شملتها الدراسة.
حوافز
قال روي نهرا، مؤسس ورئيس شركة «أسيس بوتس» لصناعة القوارب، الشركة الفائزة بجائزة «جلف كابيتال لأفضل شركة» في العام الماضي: تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة تحديات من داخل المؤسسة وخارجها للحصول على التمويل.
على الصعيد الخارجي، من الممكن أن تشجع الحكومات الاتحادية المصارف، من خلال زيادة الحوافز، بهدف تشجيعها أكثر على منح القروض للشركات الناشئة والمؤسسات التي تفتقر إلى الأصول الكبيرة. أما داخليا، فتحتاج الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى تطبيق الحوكمة الصحيحة داخل الشركة، وحفظ سجلات المحاسبة، ووضع خطة عمل متينة.
وفي هذا الإطار، قال ريتشارد طومسون، مدير التحرير في ميد: إنّ الشركات الصغيرة هي التي تتأثر أكثر من غيرها عند تباطؤ الحركة الاقتصادية. إلا أنها الشركات التي تقترح أفكارا وابتكارات جديدة تساهم بدورها في تعزيز النمو.
تهدف الجوائز إلى تقدير إنجازات أفضل الشركات الصغيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى زيادة الوعي وتقديم الدعم لها لمساهمتها الحيوية في تحقيق نجاح دولة الإمارات في المستقبل.
برنامج الجوائز
قال الدكتور الصلح: لقد لاقى برنامج الجوائز على مرّ السنين رواجا لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات العربية المتحدة..
حيث كرّم العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي أثبتت حقا ما هي الصفات التي يتفرّد بها روّاد المشاريع الناجحون الذين يتمتعون بقدرة إنشاء الشركات المتميزة من خلال التفاني والابتكار وحسن التدبير. فالعديد من هذه الشركات الصغيرة وفّرت فرص العمل لآلاف من المهنيين وساهمت إيجابياً في حركة الاقتصاد بشكل عام.