دبي - صوت الامارات
توجه محمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية ومؤسس موقع noon.com، بالدعوة إلى الشركات للتحديث المستمر في هذا العصر الرقمي ومواكبة سرعته في التغيير، وذلك في حال أرادت الشركات أن تبقى على صلة معه.
وتحدث العبار خلال تقديمه للعرض التقديمي الختامي في المؤتمر الدولي للمعهد العالمي للمدققين الداخليين الذي اختتم أعماله أمس، والذي ناقش من خلاله العلاقة التي تربطه مع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتطرق كذلك إلى مجموعة متنوعة من الموضوعات التي تتدرج من النمو الرقمي إلى كامبريدج أناليتيكا، وقال في مداخلته: «يتم تحديث برمجية هاتفك كل شهر، وهذا هو عدد المرات التي يجب عليك فيها تحديث نشاطك التجاري، وذلك للاطلاع على التغيير الحقيقي الذي يحدث. ولا يكمن الشيء المخيف في الجزء الرقمي، بل في متوسط الفئة العمرية لهؤلاء القادة وتلك المؤسسات».
وقد حضر هذا المؤتمر الذي انعقد على مدار أربعة أيام، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله ، لفيف من أبرز الأسماء التجارية في المنطقة.
وحفلت الجلسة التي تحدث بها العبار والتي استغرقت ساعة واحدة وحملت عنوان «الوصول إلى آفاق جديدة من خلال الابتكار»، بالعديد من الإشارات لشركتيه «إعمار» و«نون دوت كوم»، حيث ناقش التحولات التكنولوجية التي شهدتها كلتا الشركتين.
وقال العبار إن مبادئ العمل الأساسية هي ذاتها منذ 20 عاماً حتى اليوم، فقد كان الابتكار موجوداً قبل 20 عاماً، وخطط العمل، والعمليات، والمخاطر، ورعاية العملاء هي في مجملها مبادئ أساسية لا تتغير.
وقال العبار: «حققت الشركات الرقمية نمواً بنسبة 30% شهرياً، فيما حققت شركاتي نمواً بنسبة 20% في السنة. والعملاء الرقميون موجودون على مدار اليوم والأسبوع، وبالتالي ليس هنالك من وقت لإغلاق المتجر».
وتحدث العبار أمام مدرج امتلأ بالكامل في الجلسة الختامية للمؤتمر، عن تجربته الخاصة في مجال العمل في التدقيق، وكيف منحته هذه التجربة الأسس اللازمة لإدارة أعماله.
وناقش العبار وبشكل جاء متناغماً مع هذا المؤتمر الدولي الأبرز على صعيد التدقيق الداخلي، كيفية إدارة المخاطر، وقدم أفكاراً ثاقبة حول الكيفية التي تدير بها شركاته الخاصة تلك المخاطر.
واستخدم العبار في معرض مناقشته لحاجة المدققين الداخليين للتكيف مع عالم متزايد الرقمنة، كامبريدج أناليتيكا وفضيحة فايسبوك التي حدثت أخيراً، كأمثلة على ذلك، وقال: «ما الذي قام به فايسبوك مع كامبريدج أناليتيكا، وكيف سيتعامل التدقيق مع ذلك؟ لقد اضطلعت كامبريدج أناليتيكا بدور محوري في عمل بريكسيت. كيف تتعامل مع أمر يتحكم بالحياة البشرية؟ يتوجب علينا أن نعيد تعلم كل شيء. من الذي كان يعتقد أن فايسبوك سينطوي على كل ذلك الحجم الكبير من البيانات التي قد تغيّر التفكير البشري؟».
تعلم وتطور
وفي ختام فعاليات المؤتمر العالمي للتدقيق الداخلي لعام 2018، عبر عبدالقادر عبيد علي، رئيس مجلس إدارة جمعية المدققين الداخليين في دولة الإمارات، عن فخره وسعادته بما حققه المؤتمر من نجاح كبير، حيث تمكن باستضافته 3500 مشارك من 114 دولة، أن يكسر الرقم القياسي لعدد حضور المؤتمر على مدار تاريخ عقده، كما أنه استطاع أن يكرس سمعة دبي عالمياً في المجال الاقتصادي وفي مجال التدقيق الداخلي الآخذ بالتطور والنمو بشكل متسارع.
وحول النتائج والتوصيات التي خلص إليها المؤتمر، قال عبدالقادر: «من أهم التوصيات التي خرجنا بها في هذا المؤتمر العالمي، ضرورة التعلم المستمر، فكل مهنة تحتاج إلى تعلم وتطور مستمرين، ولكن في مهنة التدقيق الداخلي نحن بحاجة ملحة لمواكبة الثورة المعلوماتية الرابعة والطفرة التكنولوجية التي تحدث من حولنا».
ولفت الأنظار خلال دورة هذا العام من المؤتمر العالمي، المحاضرات التي قدمت باللغة العربية، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الحدث، حيث ساهم استخدام اللغة العربية في استقطاب جمهور واسع من المدققين الداخليين العرب، لا سيما من دول منطقة الخليج العربي ومواطني الدولة الذين يشكلون نحو 22% من نحو 7000 مدقق يعملون في دولة الإمارات.