أعلن رئيس مجلس إدارة شركة "هايبرلوب لتقنية النقل - الإمارات"، بيبوب غريستا، أن البدء الفعلي لتشغيل أول خط لـ«هايبرلوب» في العالم سيكون بالإمارات قريباً، على امتداد 10 كيلومترات، انطلاقاً من حدود إمارتي أبوظبي ودبي وحتى مطار آل مكتوم الدولي، ليصل لاحقاً إلى مطار أبوظبي، فيما أكدت هيئة الطرق والمواصلات في دبي أن سعي الهيئة لتوفير وسائل نقل متطورة مثل «هايبرلوب» و«التاكسي الجوي»، سيكون بمثابة خيارات إضافية لرفاهية وخدمة المتعاملين، والتكامل مع وسائل النقل الجماعي الحالية، وليس لاستبدالها أو إلغائها في غضون سنوات.

وتفصيلاً، قال غريستا خلال جلسة تناولت مستقبل وسائل النقل المستخدمة، ضمن أعمال اليوم الثالث لمؤتمر «النقل للشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، الذي اختتم أعماله أمس في دبي، إن خط الـ"هايبرلوب" الذي يطلق عليه خبراء تقنية تشغيله الـ«ترام الهوائي»، سيربط مطار أبوظبي بمطار آل مكتوم الدولي في دبي، ومن ثم منطقة معرض «إكسبو دبي 2020»، على أن تشهد المراحل المقبلة مد خط "هايبرلوب الإمارات" إلى بقية دول المنطقة، ومنها إلى دول العالم في أول نموذج لنقل الركاب عبر تقنية "هايبرلوب" وضمن منظومة وسائل النقل الجماعي العامة.

وأضاف أن فكرة "هايبرلوب" تتلخص في دمج أنابيب منخفضة الضغط وخالية من الهواء، تربط بين محطتين، وتوجد داخل الأنابيب كبسولات تحمل ركاباً، وتندفع بسرعات عالية على وسادة هوائية مضغوطة، دون احتكاكها بجدران الأنبوب بفعل حقل مغناطيسي يولده جهاز كهربائي يستمد قوته من الطاقة الشمسية، ما يجعل التقنية خياراً صديقاً للبيئة، وهو يتميز بقلة الكلفة والسرعة.

وقال غريستا إن خبراء تقنيات ومشروعات وسائل النقل والمواصلات في العالم انشغلوا خلال السنوات الماضية ببناء مدن تخدم المركبات عبر تطوير شبكات الطرق، ونسوا احتياجات الإنسان، مشيراً إلى أن شركته تطمح إلى أن تحل معضلة توفير أكثر وسائل النقل العام فاعلية بأقل سعر ممكن باستخدام مصادر طاقة نظيفة.

وأضاف أن نموذج «خط هايبرلوب الإمارات» سيكون مثالاً مطبقاً ليس فقط وفق أفضل المعايير والمقاييس والتقنيات التكنولوجية الحديثة، بل أيضاً بأفضل وأهم أنظمة السلامة والأمان المطبقة في صناعة وسائل النقل.

وقال غريستا إن الشركة بدأت قبل أسبوعين العمليات الإنشائية للمشروع في مدينة تولوز الفرنسية، ليكون بذلك أول نظام اختباري بالحجم الكامل الذي سيعمل على نقل الركاب والبضائع، مضيفاً أنه من المتوقع أن يجري إنجاز وتسليم أول كبسولة ركاب لنظام «هايبرلوب» في الإمارات في وقت لاحق من هذا العام، وأنه سيتم تجميع الكبسولة واختبارها في مدينة تولوز قبل أن تدخل حيز الاستخدام في دولة الإمارات.

من جهته، أكد المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أحمد هاشم بهروزيان، أن كل مشروعات التنقل ذاتي القيادة التي تعمل الهيئة على تنفيذها ستكون عند توفيرها بمثابة خيار إضافي تتكامل مع وسائل النقل الجماعي المتوافرة عبر منظومة النقل والمواصلات الحالية، مؤكداً أن أي خدمة للنقل العام ينبغي أن تثبت جدواها بالنسبة للمتعاملين أولاً وتحديداً الجدوى الاقتصادية لضمان استمرارها.

وقال إن الهيئة تبذل جهداً مكثفاً في تغيير ثقافة المجتمع نحو استخدام وسائل النقل الجماعي، مشيرا الى نجاحها عبر عددا من المبادرات والمشروعات من رفع نسبة استخدام وسائل المواصلات العامة الى نحو 17% خلال العام 2017 مقارنة ب 6% في العام 2006 ، وانها تعمل على رفع تلك النسبة  لتصل الى 30% بحلول 2030، من خلال العمل على تبني حلول نقل مبتكرة وواعدة مثل «هايبرلوب» والتاكسي الجوي والوحدات ذاتية القيادة والحافلات تحت الطلب، بالإضافة إلى إنشاء محطات انتظار مكيفة لركاب الحافلات في مناطق متفرقة من الإمارة.

إلى ذلك، ناقشت الجلسة تطور أنظمة المواصلات وضرورة مراعاة قضايا الصحة والبيئة والتلوث والتكنولوجيا، بما يضمن أن تكون الاستدامة إحدى أهم صفات النقل في المستقبل، كما أكد مشاركون في الحلقة ظهور تحديات جديدة للسلامة والأمن وتحديداً خطر تعرض أنظمة التقنية المشغلة لأنظمة النقل الذكية للقرصنة والاختراق، الأمر الذي يتطلب جهداً واهتماماً يكفل حماية تلك الأنظمة.