برلين - أ ف ب
توجه وزير الاقتصاد الالماني سيغمار غابريال الى ايران الاحد ليكون اول مسؤول غربي بارز يتوجه الى الجمهورية الاسلامية منذ التوصل الى اتفاق بشان برنامجها النووي مع الدول الكبرى.
ويبدأ غابريال، الذي يشغل كذلك منصب نائب المستشارة انغيلا ميركل ووزير الطاقة، زيارته التي تستغرق ثلاثة ايام على راس "وفد صغير من ممثلي الشركات والمجموعات الصناعية والعلوم"، بحسب بيان من وزارته.
ومن المقرر ان يجري الوزير الالماني محادثات مع الرئيس الايراني حسن روحاني وثلاثة وزراء وحاكم البنك المركزي الايراني ورئيس غرفة التجارة.
وذكرت وكالة الانباء الالمانية دي بي ايه ان غابريال سيتوجه الى مدينة اصفهان الجنوبية بعد زيارته طهران.
وقال غابريال في بيان ان الاتفاق الذي طال انتظاره "يرسي الاساس لعلاقات اقتصادية طبيعية مع ايران بشرط تطبيق الشروط التي ينص عليها".
ووصف رئيس الغرفتين التجارية والصناعية الالمانية ايرك شفيتزر الذي يرافق غابريال، الزيارة بانها "اشارة مشجعة" للشركات التي خسرت مكانها في ايران لحساب الشركات الصينية والكورية الجنوبية بعد ان حظر عليها القيام باية تعاملات تجارية مع ايران الغنية بالموارد الطبيعية بسبب العقوبات الغربية.
وتوصلت ايران ومجموعة 5+1 (روسيا، الولايات المتحدة، الصين، بريطانيا، فرنسا، والمانيا) الى اتفاق بشأن برنامج ايران النووي الثلاثاء بعد 13 عاما من الخلاف.
ويهدف الاتفاق الذي ابرم في فيينا الى ضمان عدم امتلاك طهران اسلحة نووية، وفي المقابل ترفع عنها العقوبات القاسية.
ودعا شفيتزر الى منح الشركات الالمانية حماية قانونية لاستثماراتها المستقبلية في ايران في حال انتهكت طهران شروط الاتفاق النووي واعيد فرض العقوبات الاقتصادية عليها.
وصرح لوكالة الانباء الالمانية دي بي ايه ان "مثل هذا الاطار سيمنح الشركات الامان القانوني الضروري للعودة الى ايران".
وصرح غابريال لاحقا لصحيفة بيلد في مقابلة تنشر الاثنين، ان العلاقات الطويلة الامد مع طهران ستعتمد على اعتراف ايران باسرائيل.
وقال "يجب ان لا يتم التشكيك في حق اسرائيل بالوجود. ولن تتطور علاقات قوية ومستقرة بحق (مع ايران) الا بعد ان يعترف صانعو السياسة الايرانيون بذلك".
واكد "ساوضح ذلك مرارا خلال زيارتي".
وتاريخيا فان ايران والمانيا شريكتان تجاريتان مقربتان، الا ان التعاملات التجارية بينهما تراجعت بشكل كبير بسبب العقوبات حيث سجلت العام الماضي 2,4 مليار يورو مقابل نحو ثمانية مليارات يورو في 2003-2004، طبقا للارقام الالمانية. واكد شفتيزر ان التجارة الثنائية بين البلدين يمكن ان تتضاعف اربع مرات خلال العامين او الثلاثة المقبلة بحيث تصل الى نحو 10 مليارات يورو.
وتحدث قادة قطاع الاعمال الالماني عن فرص مربحة في ايران من بينها تلبية الطلب في ايران على تحديث بنيتها الصناعية خاصة في قطاع النفط.
وتتطلع شركات الهندسة والكيميائيات والادوية وقطع غيار السيارات والسكك الحديدية الى ابرام عقود مع ايران.
وتمتلك ايران رابع اكبر مخزون للنفط في العالم وثاني اكبر مخزون من الغاز ما يعني انها تمتلك اكبر احتياطي من الموردين المهمين.
واعلنت وزارة النفط الايرانية عن نيتها استقطاب ما يصل الى 100 مليار دولار من الاستثمارات الخارجية لتحديث قطاع النفط الذي يعاني منذ اكثر من عقد.
الا ان بعض الناقدين دعوا غابريال الى عدم اغفال مسالة حقوق الانسان اثناء السباق على اعادة بناء العلاقات التجارية مع ايران.
وقال عم الشابة الايرانية ريهاني جباري (26 عاما) التي اعدمت شنقا العام الماضي بسبب قتلها ضابطا سابقا في الاستخبارات قالت انه حاول اغتصابها، لصحيفة بيلد ان غابريال "يتعامل تجاريا مع نظام غير انساني".
واضاف فاريبورز جباري "عندما يوقع (غابريال) عقودا، عليه ان يفكر في الاشخاص القابعين في السجون، ومنتقدي النظام والمعذبين والمدانين".
وصرح رئيس الفرع الالماني لمنظمة "مراسلون بلا حدود" كريستيان ميهر لصحيفة بيلد انه سيكون "من الكارثي" اذا تم وضع المصالح الاقتصادية قبل حقوق الانسان وحرية الصحافة" خلال زيارة غابريال.
ودعا غابريال الى اطلاق سراح الصحافيين والمدونين السجناء.