واشنطن - (أ ف ب)
أعلن صندوق النقد الدولي الاحد ان التوصل لاتفاق بشأن ازمة اليونان يتطلب "قرارات صعبة" من جانب اثينا ولكن كذلك ايضا من جانب شركائها الاوروبيين الذين يتعين عليهم القيام بمبادرة بشأن ديونها.
وقال اوليفييه بلانشار كبير الخبراء الاقتصاديين في الصندوق ان التوصل الى "اتفاق ذي مصداقية يتطلب قرارات صعبة من جميع الاطراف"، وذلك في اعقاب انتهاء جولة جديدة من المفاوضات في بروكسل بين اثينا ودائنيها الاحد الى الفشل.
واضاف في تعليق نشره الصندوق انه لا سبيل للتوصل الى اتفاق اذا لم يوافق حزب سيريزا اليساري المتشدد الحاكم في اليونان على رفع نسبة الضريبة على القيمة المضافة وعلى اجراء تخفيضات اضافية على المعاشات التقاعدية بغية تخفيف الاعباء التي ترزح تحتها مالية البلاد.
وكتب بلانشار "اذا لم تطبق هذه الاصلاحات لا يمكن لليونان ان تعود لتسجيل معدلات نمو صلبة وسيصبح عبء الدين اكثر ثقلا"، معترفا في الوقت نفسه بأن الناخبين اليونانيين رفضوا "بعض الاصلاحات" بانتخابهم سيريزا.
ولكن كبير اقتصاديي الصندوق اكد ان التوصل الى اتفاق يتطلب كذلك جهدا اضافيا من الاوروبيين الذين يتعين عليهم في آن تقديم خطة مساعدة "مهمة" لليونان وتخفيف عبء الدين عن كاهل هذا البلد عبر تمديد فترات السداد وخفض الفوائد.
واقر المسؤول في المؤسسة المالية الدولية المتهمة باعتماد موقف متشدد ازاء اثينا بأن المعادلة المطروحة صعبة جدا.
وقال "كما ان هناك حدودا لما يمكن لليونان ان تفعله، هنا حدود على صعيد التمويل وتخفيف عبء الدين الذي ترغب المؤسسات العامة الدائنة بالموافقة عليه لا بل انها تريده ولكن عليها ايضا التفكير بدافعي الضرائب لديها".
من ناحية ثانية وفي بيان منفصل نفى صندوق النقد ان يكون "نسف" مقترحا توافقت عليه اثينا والاتحاد الاوروبي كما اتهمته بذلك الاحد صحيفة فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ.
وقال المتحدث باسم الصندوق غيري رايس ان ما نشرته الصحيفة الالمانية "عار عن الصحة"، مشددا على ان الصندوق "مرن" ازاء الاجراءات التي يطالب اثينا باعتمادها.
ولكن المتحدث شدد على ان هذه الاجراءات يجب ان "تمول بالكامل" من اجل ان يدعمها الصندوق.
وقال "الموقف الثابت لصندوق النقد الدولي لا يزال على حاله وهو ان برنامج (الاصلاحات) يجب ان يكون متجانسا وقابلا للاستمرار".
وتخوض اثينا ودائنيها (صندوق النقد والمفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروربي) منذ اسابيع عدة مفاوضات صعبة للتوصل الى اتفاق ينقذ البلاد من حافة الافلاس.
والاحد انتهت المحادثات التي جرت منذ السبت في بروكسل بين اثينا والجهات الدائنة من دون التوصل الى اتفاق بسبب "خلافات كبرى" لا تزال قائمة بين الطرفين فيما نددت اثينا بمطالب الترويكا معتبرة اياها "غير منطقية".
وقال الناطق باسم المفوضية ان "الاقتراحات اليونانية لا تزال غير كاملة" مؤكدا في الوقت نفسه ان رئيس المفوضية جان كلود يونكر "لا يزال على قناعة" بانه يمكن التوصل الى حل "بحلول نهاية الشهر" حين تواجه اليونان استحقاقا مهما لتسديد دفعة الى صندوق النقد الدولي قد لا تكون قادرة على الالتزام به.