اثينا ـ أ.ف.ب
قبل ايام من احتمال اعلان اليونان عجزها عن سداد ديونها، اجرى رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس الثلاثاء سلسلة من الاتصالات مع مسؤولي الاحزاب السياسية الرئيسية في البلاد، واعرب امام ممثلي المعارضة عن استعداده للقيام "بخطوتين او ثلاث" باتجاه الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي.
واستقبل تسيبراس الثلاثاء على التوالي ستافروس تيودوراكيس زعيم حزب تو بوتامي الصغير من يسار الوسط، وفوفي غنيماتا الرئيسة الجديدة لحزب باسوك الاشتراكي، ودورا باكويانيس المسؤولة الثانية في حزب الديموقراطية الجديدة الذي يعتبر ابرز احزاب المعارضة والذي يتراسه رئيس الحكومة السابق انطونيس ساماراس.
ودعت غنيماتا وباكويانيس من الائتلاف اليميني الاشتراكي الحاكم سابقا، الحكومة الى بذل كل ما هو ممكن لتجنب انقطاع المفاوضات التي قد تؤدي الى خروج البلاد من منطقة اليورو.
من جهته اعاد تيودوراكيس الامل باستئناف المحادثات عندما اعلن ان تسيبراس اعرب امامه عن استعداده للقيام ب"خطوتين او ثلاث" باتجاه الدائنين في اطار المفاوضات القائمة بين الطرفين.
وبعد حالة الخوف التي سادت اثر فشل اللقاءات الاخيرة بين اثينا ودائنيها يبدو ان الامور عادت تتحرك على الجانبين.
وفي هذا الاطار حصل اتصال هاتفي بين رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يانكر الاثنين وتيودوراكيس وساماراس.
بموازاة ذلك ومع اصرارهما على اعتبار الكرة في ملعب اثينا اكد زعيمان اوروبيان الثلاثاء ان الباب لا يزال مفتوحا.
وقال نائب رئيس المفوضية الاوروبية فالديس دومبروفسكيس من فيلنيوس "نواصل العمل للتوصل الى اتفاق"، في حين اعلن وزير الاقتصاد الاسباني لويس دي غويندوس في سانتاندر ان حكومته "تأمل كثيرا" بالتوصل الى اتفاق، مضيفا "علينا جميعا ان نبذل جهودا".
ويعرب اليونانيون عن استعدادهم للعودة في اي وقت الى طاولة المفاوضات، في حين يعقد الخميس في بروكسل اجتماع لوزراء مالية منطقة اليورو يمكن ان يكون اجتماع الفرصة الاخيرة لاعطاء اثينا مبلغ ال7،2 مليار يورو التي هي بامس الحاجة اليه.
وافاد خبير مالي ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان اثينا لم تعد قادرة هذا الشهر على دفع الرواتب ومعاشات التقاعد اضافة الى مبلغ مستحق عليها بقيمة 1،5 مليار يورو لصندوق النقد الدولي بحلول الثلاثين من الشهر الحالي.
الا ان وزير المالية اليوناني يانيس فاروفاكيس اعلن في تصريح لصحيفة بيلد الالمانية ان اجتماع مجموعة اليورو الخميس "ليس الاجتماع الذي يمكن خلاله تقديم اقتراحات لم تتم مناقشتها قبلا على مستوى منخفض".
ولا بد في هذه الحالة من التحرك قبل الخميس، ما لم تكن الامال معلقة على القمة الاوروبية في اخر الشهر، او ربما الدعوة الى قمة استثنائية في بروكسل.
ولا يخفي اليونانيون خيبة املهم من عدم ورود اجوبة على اقتراحاتهم الاخيرة حتى انهم باتوا يكشفون عن بعض تفاصيل اقتراحاتهم رغم سرية المفاوضات.
وكشف تسيبراس الثلاثاء عن الخلافات بين "صندوق النقد الدولي الذي يطالب باجراءات صعبة واعادة هيكلة للديون والاخرين (القسم الاوروبي) الذين يطالبون باجراءات صعبة من دون اعادة هيكلة".
وفي بيان باسمه بالانكليزية لم يوفر المسؤول اليوناني عن المفاوضات السياسية اوكليد تساكالوتوس الدائنين بانتقاداته. وبعد ان ندد بمواقف الدائنين المشككة بالاجراءات الادارية التي اتخذتها الحكومة اليونانية خصوصا لتنقية مالية الدولة ووضع الموازنة، اتهمهم بانهم يفضلون الاقتطاعات في الرواتب ومعاشات التقاعد على "برنامج متين لمنع الهدر".
وخلص المسؤول اليوناني تساكالوتوس الى القول "حان الوقت لنعرف ما اذا كانت اوروبا قادرة على استيعاب حكومة وشعب وضعا اولويات اجتماعية واقتصادية تختلف قليلا عما تعرفه حتى الان".