واشنطن - وكالات
قال محللون ماليون إن الذهب، وبعد سنوات من تسجيل ارتفاع متواصل بقيمته، قد دخل في نفق مظلم سيقوده إلى تراجعات سعرية كبيرة بدأت بوادرها منذ مطلع 2013 إذ خسر المعدن الأصفر 22 في المائة من قيمته، وقد يتراجع إلى ما دون ألف دولار للأونصة الواحدة خلال العام المقبل.وقال تقرير لبنك "غولدمان ساكس" إن الذهب قد يعود إلى مستويات أسعاره عام 2009، عند أقل من ألف دولار للأونصة الواحدة، مقارنة بـ1314 دولار حاليا، على ضوء متغيرات اقتصادية ومالية يشهدها العالم حاليا.فمن جهة يبرز التراجع الكبير لمستويات التضخم في الاقتصاد العالمي، ويساعد هذا على الحد من التوتر إزاء إمكانية تدهور قيمة العملة الورقية، ويبرر بالتالي تراجع الإقبال على الذهب، أما سبب تراجع التضخم رغم تزايد الكتلة النقدية العالمية بفعل خطط التحفيز الاقتصادي فيعود إلى الحدود التي وضعتها البنوك على الإقراض، ما يقلص السيولة المعروضة.ومن الأسباب التي تبرر التراجع المرتقب لأسعار الذهب واقع أن المعدن النفيس هو ملاذ للمستثمرين الراغبين في حماية أموالهم من خطر تآكل قيمتها، ولكنه لا يعود بفوائد كبيرة على أصحابه مقارنة بالأسهم أو الفوائد المصرفية، ومع تحسن الاقتصاد وانتعاش البورصات مجددا تقل جاذبية الذهب لدى المستثمرين.ومن بين الأسباب أيضا تراجع حدة التوتر الدولي على خلفية الأزمة السورية وإمكانية توجيه ضربة عسكرية لنظام الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي ساهم في تهدئة مخاوف المستثمرين الذين يخشون حربا جديدة في منطقة شديدة الأهمية.ويقول نوريل روبيني، خبير الاقتصاد المعروف في جامعة نيويورك وأحد الذين توقعوا حصول الأزمة المالية العالمية عام: "الوقت الأمثل لشراء الذهب هو عند تراجع عائد السندات، ولكن مع تزايد التفاؤل بالوضع الاقتصادي الأميركي ستتوقف برامج التحفيز وستعود المصارف المركزية بأميركا وغيرها إلى تحديد معدلات فائدة فسترتفع عوائد السندات عوض تراجعها."