دبي - صوت الامارات
تتصاعد المخاوف في بورصات الأسهم العالمية من موجة تصحيحية وشيكة تضرب الأسواق خلال الأسابيع الأخيرة من فصل الصيف.
ووفقاً لتقرير نشرته أمس شبكة «سي إن بي سي» الإخبارية الأمريكية، تبدو الموجة الآن في طور التكوين، بعد أن ظهرت إرهاصاتها بالفعل على أرض الواقع، ممثلة في هبوط أسواق الأسهم العالمية بصورة حادة على خلفية عدة عوامل.
يتمثل العامل الأول في الارتباك والغموض اللذين سادا الأسواق العالمية بعد التصريحات التي أدلى جيروم باول، رئيس البنك المركزي «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» الأمريكي، الأربعاء الماضي.
وبرغم أن نفس هذه التصريحات تضمنت الإعلان عن القرار المنتظر بخفض سعر الفائدة بقيمة ربع نقطة، فإنها لم تفصح عن نية محددة لدى «الاحتياطي الفيدرالي» بشأن مزيد من الخفض في سعر الفائدة، من عدمه.
وثمة عامل ثانٍ، وهو التوقعات المتزايدة بأن يفتح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جبهة جديدة في حربه التجارية التي يشنها منذ عام ونصف العام على الصين، ولا تبدو لها نهاية قريبة في الأفق.
وكان ترامب قد هدد الخميس الماضي بفرض تعريفات جديدة على مجموعة جديدة من الصادرات الصينية إلى أمريكا تبلغ قيمتها الإجمالية 300 مليار دولار بدءاً من مطلع الشهر المقبل، ما لم تتخذ الصين إجراءً فعلياً ملموساً بشأن المفاوضات التجارية مع أمريكا. ومن غير المتوقع أن تجري مفاوضات بين البلدين أصلاً قبل سبتمبر. ويكاد يجمع الخبراء الاقتصاديون على تزايد خطر الركود الاقتصادي في أمريكا إذا نفذ ترامب تهديده وفرض التعريفات الجديدة في مطلع سبتمبر المقبل، خاصة إذا ما أدت التعريفات إلى إحجام الشركات الأمريكية عن الاستثمار، بل وربما عن توظيف عمالة جديدة أيضاً.
ويأتي العامل الثالث متمثلاً في الهبوط التقليدي المعتاد الذي تتعرض له الأسهم الأمريكية في هذا الوقت من العام بصفة موسمية عندما يبدأ الصيف في الاستعداد للرحيل. ولم يعد من كبريات الشركة المالية والبنوك الأمريكية المدرجة ضمن مؤشر «إس آند بي 500» سوى 60 شركة فقط لم تُفصح بعد عن نتائجها المالية للفصل الثاني من 2019، ومن المنتظر أن تفعل خلال الأسبوع المقبل. وبالتالي، لن تكون هناك تقارير مالية هامة حقاً في انتظار الإفصاح بعد ذلك حتى يضع الصيف أوزاره.
وحتى النتائج المتبقية المنتظرة الأسبوع المقبل ليس من المتوقع أن تأتي بمؤشرات إيجابية. ويتوقع جوليان إيمانويل، رئيس قسم استراتيجيات الأسهم والمشتقات المالية لدى شركة «بي تي آي جي» الأمريكية للاستشارات الاستثمارية أن يشهد «إس آند بي 500» تراجعاً في قيمته إلى 2,789 نقطة خلال العام الجاري.
ويقول إيمانويل: «المشكلة الحقيقية فيما يتعلق بموجة التصحيح المنتظرة هي أن هناك فراغاً هائلاً في المعلومات».
وأضاف بقوله: «ويبدو أن هذا الفراغ سيستمر لمدة شهر ونصف حتى نهاية الصيف مُخَلّفاً عاصفة صيف تضرب الأسهم. ويطال هذا الفراغ عدة قضايا، وهي على الترتيب الصين ثم «الاحتياطي الفيدرالي»، فالخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي «البريكست». وطوال فترة الفراغ، لن تسمع أي شيء عن أي قضية من هذه القضايا».
قد يهمك ايضاً :
صندوق النقد يتوقع تراجع النمو في زامبيا إلى 2% خلال 2019
ارتفاع المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية بمستهل تعاملات جلسة الثلاثاء