مابوتو - صوت الامارات
بدأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الخميس جولة تشمل اربع دول افريقية، متعهدا بأن يكون "صديقا موثوقا" لموزمبيق اثر محادثات مع الرئيس فيليبي نيوزي في مابوتو.وأعلن مودي أنه سيوقع خلال زيارته مجموعة من اتفاقيات التعاون، في وقت تسعى الهند للحاق بركب منافستها الآسيوية الصين التي لديها وجود قوي في كل أنحاء أفريقيا.
وسيزور مودي خلال جولته التي تستمر خمسة ايام كلا من جنوب أفريقيا وتنزانيا وكينيا. وشدد على ان "نقاط القوة في موزمبيق تلبي حاجات الهند. وما تحتاج إليه موزامبيق متاح في الهند"، مضيفا "ستخطو الهند كل خطوة في مسيرة موزمبيق نحو الازدهار الاقتصادي".
وقال ان الهند "ستكون صديقة يمكن الوثوق بها" خلال مسيرة موزمبيق نحو التنمية و"شريكا صادقا في ضمان مستقبل آمن مشرق لشعبينا".واشار مودي، وهو أول زعيم هندي يزور موزمبيق منذ 34 عاما، الى ان البلدين سيعملان معا في ميادين الزراعة والدفاع والأمن والرعاية الصحية.
وتعمل الهند على بناء علاقات مع الدول الافريقية وللحصول على حصة أكبر من الموارد الطبيعية للقارة. واستضافت نيو دلهي العام الماضي قمة الرؤساء الأفارقة.
لكن البصمة الاقتصادية للهند في افريقيا تعتبر صغيرة مقارنة بالصين التي بلغت قيمة صادراتها التجارية الى القارة الافريقية العام الماضي 200 مليار دولار. ومع ذلك تحقق الهند مكاسب من خلال أصحاب المشاريع الخاصة الذين يبدون اهتماما كبيرا بقطاع الطاقة المزدهر في افريقيا.
وقال مدير معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا جاكي سيلييه لوكالة فرانس برس الخميس "الهند هي القوة العظمى المقبلة، مع معدل نمو سنوي قدره 7 بالمئة. وكلنا أمل في افريقيا، في ان الطلب الهندي (...) سيغذي الطفرة المقبلة للمواد الاولية في افريقيا".
واضاف ان للهند افضلية على الصين "لأنها تتشارك مع افريقيا إرثا وماضيا استعماريا، ولان عددا كبيرا من الهنود يتحدثون الانكليزية على غرار افارقة كثيرين". من جهتها قللت وزارة الخارجية الهندية من اهمية التنافس مع الصين في القارة الافريقية. وقال مسؤول كبير مكلف العلاقات الاقتصادية في وزارة الخارجية الهندية عمار سينها "إن أفريقيا قارة ضخمة، ولديها حاجة كبيرة للحصول على دعم لبناء البنية التحتية وتطويرها. الجميع يمكن ان يجدوا مكانا لهم فيها".
وشهدت العلاقات بين الهند وافريقيا توترات في الماضي بسبب حوادث ذات طابع عنصري، وقال السفراء الأفارقة في ايار/مايو بعد عملية قتل وحشية استهدفت مدرسا كونغوليا إن المواطنين الأفارقة في العاصمة الهندية يعيشون في "مناخ يسوده الخوف وانعدام الأمن".
- جنوب افريقيا -
وستركز جولة مودي في افريقيا على النفط والغاز والأمن البحري والتجارة والاستثمار والزراعة والغذاء، وفقا لمسؤولين هنود.وفي وقت لاحق الخميس، سيتوجه مودي الى جنوب افريقيا في زيارة دولة تستغرق يومين، وسيعقد محادثات مع الرئيس جاكوب زوما الجمعة في بريتوريا ويلتقي كبار رجال الأعمال.
وتعتبر الهند سادس أكبر شريك تجارى لجنوب أفريقيا، اذ بلغت التجارة بينهما 5,3 مليار دولار خلال السنة الاخيرة.وتحدثت جنوب افريقيا بصوت عال عن الحاجة إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي، الامر الذي يجعلها حليفا طبيعيا للهند في الحملة التي بدأتها منذ فترة طويلة لتكون عضوا دائما في المجلس.
وتضم الهند وافريقيا معا ثلث عدد سكان العالم، لكن أيا منهما لا يملك مقعدا دائما في مجلس الامن الذي يتألف من الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة.وتضم جنوب افريقيا أكبر عدد من المغتربين في افريقيا، بينهم 1,3 مليون شخص من أصل هندي يشكلون دعامة رئيسية للجهود الدبلوماسية التي يبذلها مودي في كل أنحاء العالم منذ توليه منصبه قبل عامين.