وزير المالية اللبنانية علي حسن خليل

كشف وزير المالية اللبنانية علي حسن خليل أن بلاده مهددة بأزمة في دفع الرواتب شهرين جراء الشلل السياسي التي تعانيه وأدى إلى تعطيل مجلس النواب وعرقلة عمل الحكومة.

وقال خليل لجريدة " السفير" اللبنانية إن قضية دفع الأجور والرواتب لموظفي القطاع العام اللبناني بدأت منذ الآن تشكل عنصر ضغط على وزارة المالية ، وأردف قائلا إنه في إحدى الوزارات لن يكون بمقدورنا منذ الآن دفع الرواتب وهذه المشكلة ستتفاقم في نهاية سبتمبر المقبل.

وأضاف إننا أمام خيار من إثنين ، أولهما التشريع في مجلس النواب ، خصوصا وأن وزارة المالية أعدت مشروع قانون أرسل إلى مجلس النواب منذ مارس الماضي لتسديد فرق الرواتب عن آخر موازنة مقرة في مجلس النواب ، أي موازنة العام 2005.

وأضاف أما الخيار الثاني، ، فيتمثل بتوقف الدولة نهائيا عن الإنفاق بما في ذلك وقف العمل بمراسيم (تتضمن صرف أموال) صدرت ونشرت في الجريدة الرسمية وصارت حقوقا للوزارات ، على أن تتغير وجهة الإنفاق لمصلحة الرواتب والأجور، وهذه المسألة تحتاج أيضا إلى موافقة مجلس الوزراء ، وإلا سنكون أمام مشكلة دفع رواتب بعد شهرين.

وقال إن الدولة اللبنانية عليها استحقاقات مالية من الآن وحتى نهاية العام الحالي بقيمة مليار و300 مليون دولار أمريكي، من ضمنها 500 مليون دولار دفعة مستحقة في السابع من أغسطس الحالي ، وهي عبارة عن استحقاقات سندات دين (يوروبوند) سيتولى مصرف لبنان المركزي دفعها.

وأضاف أن وزارة المالية اللبنانية تمكنت مبدئيا من إيجاد تغطية قانونية لهذه السندات كلها (يوروبوند) من خلال إصدار تتولاه وزارة المالية ، غير أن الوزارة تحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء من أجل القيام بالإصدار والاستبدال.(يعاني مجلس الوزراء من خلافات أدت تقريبا إلى التوقف عن إصدار القرارات ).

على صعيد آخر.. ذكرت صحيفة " السفير" أن النقاش سيُستأنف اليوم حول خيار تصدير النفايات إلى الخارج ، في وقت فاض الموقعان المؤقتان الذي وضعت بهما نفايات العاصمة بيروت ما يهدد بتجدد الأزمة في شوارع بيروت وضاحيتها الجنوبية.

وقال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام لـ " السفير" إن اقتراح التصدير يُدرس من ضمن اقتراحات أخرى ، وأوضح وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني آلان حكيم لـلصحيفة أن أربع شركات ألمانية أجابتا رسميا بالموافقة المبدئية ، علما أن كل شركة منها تستطيع نقل أربعين طنا شهريا ، مشيرا إلى أنه إذا لم تتم الموافقة على نقل النفايات إلى ألمانيا، ففرنسا والسويد مستعدتان أيضا للتعاون في هذا الموضوع.

في المقابل ، أبلغت مصادر وزارية لبنانية "السفير" أن هناك صعوبة في أن يتمكن لبنان من الالتزام بالمعايير الدقيقة التي يضعها الاتحاد الأوروبي للموافقة على استيراد النفايات ، لافتة الانتباه إلى أن الاتحاد يحدد شروطا فنية للفرز والشحن والنوعية ونسبة المياه في النفايات، إلى جانب اعتبارات أمنية مشددة تزيد فرضية التصدير تعقيدا.