برلين ـ واس
استقبلت أعلى القيادات السياسية اﻷلمانية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لدى وصوله إلى العاصمة برلين، وأجريت المحادثات في جوّ من الصراحة والوضوح، رداّ على العديد من اﻷسئلة الحسّاسة والدقيقة حول موقف قطر من اﻷوضاع المتوترة في منطقة الشرق اﻷوسط، وتحديدا في سوريا والعراق.
وانتهت المحادثات مع كل من رئيس جمهورية ألمانيا الاتحادية يواخيم غاوك، والمستشارة اﻷلمانية أنجيلا ميركل، وكل من وزير الخارجية فرانك ـ فالتر شتاينماير، ووزير الاقتصاد والطاقة زيغمار غابريال، بخاتمة سعيدة، كلّلها صاحب السمو بإعلانه للصحفيين عن استعداد قطر لزيادة حجم استثماراتها في ألمانيا الاتحادية.
جانب من زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لألمانيا
وقال وزير الاقتصاد والتجارة القطري سمو الشيخ أحمد بن جاسم بن حمد آل ثاني في ملتقى اقتصادي عقد في برلين: "نتوقع نمواً في حجم استثماراتنا في الاقتصاد اﻷلماني، في المستقبل القريب.. كما نتوقع في المقابل استغلال الشركات اﻷلمانية المزيد من فرص الاستثمار داخل قطر".. إلى ذلك، حيّا وزير الاقتصاد والتجارة العلاقات اﻷلمانية ـ القطرية، ووصفها بأنها: "علاقات صداقة جيدة وقوية"، مشيرا إلى أن العلاقات التجارية بين البلدين ارتفعت في عام 2013 في خلال عام واحد من نسبة 12.5 بالمائة إلى حوالي 2 مليار يورو.. فإنّ الصادرات اﻷلمانية إلى قطر تصل إلى حدود 1.3 مليار يورو، وتجري المساعي إلى زيادتها.. إن اﻷسواق القطرية أمام ألمانيا تتجلّى في منتجات قطارات الحديد ومعدات البناء والمواصلات والاتصالات والمعدات الطبية والصحية والطاقة.. ". وجاء هذا الجو من الصراحة والوضوح الذي ساد المحادثات الثنائية القطرية ـ اﻷلمانية، رداً على مجموعة من التساؤلات التي جمعتها قيادات الحزب المسيحي الديمقراطي، وحليفه الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأحزاب المعارضة في البوندستاغ اﻷلماني، وفي طليعتهم كل من أحزاب اليسار وحزب البيئة (اﻷخضر)، حول مواضيع تتعلق بقوانين عمل اﻷجانب في دولة قطر، وصحّة الموقف الرسمي، والواضح في رفض الإرهاب، وما رافقها من شائعات مغرضة، وصولا إلى الموقف القطري الرسمي والواضح حيال رفض الإرهاب واستنكاره.
سمو الأمير لدى إستقباله وزير الإقتصاد الألماني
الوضوح هو الثروة
ورحّب نائب رئيس اللجنة الاقتصادية في البوندستاغ اﻷلماني كلاوس بارتل (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) بجوّ الصراحة والوضوح، الذي شاب المحادثات، وقال لموقع صحيفة: "هاندلز بلات أونلاين": "ليس بإمكاننا تصوّر وجود سمو اﻷمير بضيافتنا من دون أن تتطرق محادثاتنا معه بصراحة ووضوح، إلى اﻷوضاع في سوريا والعراق، وحول موقف قطر من التطورات هناك". وإلى ذلك، تكلّلت المحادثات السياسية بين القيادتين القطرية والألمانية بإعلان من الناطق الاقتصادي في جبهة التحالف الحاكم في البرلمان اﻷلماني يواخيم بفايفر (الحزب المسيحي الديمقراطي)، حول رغبة ألمانيا بتدعيم أواصر التعاون مع قطر، مؤكداً أمام الصحفيين: "أن ألمانيا ترغب بتدعيم العلاقات الاقتصادية مع دول الخليج".
وأضاف بفايفر: "إن قطر هي صديق مهم ورئيسي لألمانيا، وتلعب استثماراتها دور "مرساة الاستقرار" للقطاعين الصناعي والتجاري اﻷلمانيين".. وأضاف يواخيم بفايفر لصحيفة "هاندلز بلات": "صحيح أنه لدى ألمانيا الكثير من اﻷسئلة السياسية التي كانت على رأس جدول المحادثات، مع سمو اﻷمير الحاكم وهي تتعلق بسوريا وحقوق الإنسان (اليد العاملة اﻷجنبية)، وهي كانت بحاجة إلى توضيح وصراحة من قبل سمو اﻷمير، ويجب ألا ننسى أهمية حجم الاستثمارات القطرية في ألمانيا، والتي تقارب 18 مليار دولار (ما يعادل 13.9 مليار يورو) في القطاعين الصناعي والتجاري، وهي مستعدة لزيادة حجم تلك الاستثمارات المالية، ولكن سمو اﻷمير الحاكم يدرك أكثر من سواه أهمية الصراحة، وبأن "ليس كل ما يلمع ذهبا..". وأكد الناطق الاقتصادي في جبهة التحالف الحاكم في البرلمان اﻷلماني يواخيم بفايفر على أهمية ألمانيا؛ كهدف ناجح ومربح للاستثمارات القطرية في مصانعها وشركاتها ومؤسساتها، مشيرا إلى الاستثمار القطري اﻷخير في القطاع المصرفي (دويتشه بنك) ووصول أسهمها في مصنع سيارات "فولكسفاكن" إلى نسبة 15.6 بالمائة، وأسهمها في شركة البناء "هوختيف" الألمانية إلى نسبة 10 بالمائة.. إضافة إلى الاستثمارات القطرية المتصاعدة في شركة "سيمنس".
سمو الأمير خلال لقائه الرئيس الالماني
ترحيب شعبي كبير
وكان صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصل قبل ظهر اليوم إلى العاصمة اﻷلمانية، وكانت في استقباله المستشارة اﻷلمانية أنجيلا ميركل ووزراء من البوندستاغ (البرلمان) اﻷلماني.. وجاء وصول صاحب السمو وسط ترحيب رسمي وشعبي كلّل عناوين الصحافة ووسائل الإعلام، المذاعة والمصورة، وركّزت على وصفه بـ "اﻷمير الشاب" من حيث نشاطه وحيويته، مشيرة إلى انتقاله إلى ولاية بافاريا، ومتابعته الميدانية لمصانع السيارات (فولكسفاكن وأودي)، ورعايته المباشرة للاستثمارات، التي تكشف عمق التعاون بين بلدين، والتي عمادها وثروتها "الصدق والصراحة".