دبي _صوت الأمارات
أكّد مصرفيون أن البنوك الإماراتية قطعت خطوات جيدة في توظيف حلول الذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز خدمة العملاء ومكافحة عمليات الاحتيال والجريمة المالية والتخاطب بين الأنظمة المختلفة في البنوك، وخفض التكلفة، وتعزيز أرباح البنوك وحّل العديد من التحديات التي تواجه البنوك في كافة أنشطتها، ما جعلها تقود القطاع الخاص في عملية توظيف حلول الذكاء الاصطناعي.
ونّوه المصرفيون بالدعم الحكومي الكبير للتوظيف الناجح لتقنيات الذكاء الاصطناعي والذي حفّز كافة الجهات على توظيف تلك التقنيات للارتقاء بالخدمات وتقديمها بكفاءة عالية، متوقعين أن يستمر الذكاء الاصطناعي في احتلال أولويات الاستثمارات التقنية في البنوك خلال المرحلة المقبلة، بالتزامن مع تحديد قدرة الذكاء الاصطناعي في تسريع عملية معالجة وتحليل البيانات المصرفية، مشيرين إلى أن من شأن هذه التقنيات تعزيز أداء موظفي البنوك وليس استبدالهم بالضرورة.
تجارب
وقال أحمد المرزوقي، نائب رئيس تنفيذي أول والمدير العام للخدمات المصرفية للأفراد في بنك الإمارات دبي الوطني: خصص بنك الإمارات دبي الوطني، الرائد على مستوى المنطقة في مجال العمليات المصرفية الرقمية، العديد من الاستثمارات الضخمة التي من شأنها تعزيز سلاسة وبساطة العمليات المصرفية وتسهيل الوصول إليها.
وعلى سبيل المثال، أطلق البنك روبوت الذكاء الاصطناعي "بيبر" الذي يعد أول روبوت مخصص للاستخدام في بيئة مصرفية على مستوى العالم، في عدد من فروعه خلال عام 2016.
ويتفاعل الروبوت ثنائي اللغة الذي يأتي ليضفي طابعاً من المرح على التجربة المصرفية، مع عملاء بنك الإمارات دبي الوطني في فرعي جميرا أبراج الإمارات ودبي مول ويقدم لهم المساعدة في الحصول على تذاكر انتظار الدور، والمعلومات حول المنتجات والخدمات المصرفية بأسلوب تفاعلي، إضافة إلى تسجيل انطباعاتهم عبر مقياسٍ مخصص لسعادة المتعاملين.
«روبوت» شرعي
قال موسى خوري، رئيس الإدارة الشرعية في بنك دبي الإسلامي إن البنك في طور التحضير ليطلق قريباً أول "روبوت" مدرب على الشريعة في الإمارات، متوقعاً إطلاق هذا الروبوت بحلول 2019.
وأضاف: سيكون من مهام هذا الروبوت تقديم جلسات التدريب على الشريعة التي تقدم بشكل شهري للموظفين الجديد في البنك، ونأمل أن يتمكن هذا الروبوت من إجابة كافة "الأسئلة الشائعة" التي قد تخطر على بال المتدربين. وسنقوم بشكل دوري بتعليم الإجابات لأي أسئلة طارئة لهذا الروبوت وذلك من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ابتكار
وأكّد عارف الرملي، رئيس الخدمات المصرفية الإلكترونية والابتكار في المشرق إن القطاع المصرفي يقود القطاع الخاص في عملية توظيف حلول الذكاء الاصطناعي، التي قال إنها من أولويات المشرق، مؤكداً أن الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي تحتل المرتبة الأولى في الاستثمارات التقنية للبنك، وذلك بهدف تقديم أفضل الحلول المصرفية الإلكترونية المبتكرة للعملاء وتحقيق مصلحتهم وتعزيز عمليات البنك، وتأكيداً على التزام المشرق بمواصلة قيادة الابتكار في القطاع المصرفي في الدولة والمنطقة، وتعزيز موقعه الريادي في القطاع المصرفي.
وأضاف: قمنا بتوظيف الذكاء الاصطناعي من خلال طرح "تشات بوت" قبل عامين من خلال تطبيق "سناب"، وتسريع عملية فتح الحساب للعملاء لتعزيز خدمة العملاء، بالإضافة إلى الاستفادة من هذه التقنيات في هذه الآونة في عمليات مكافحة عمليات الاحتيال ومكافحة الجريمة المالية، وعمليات التخاطب بين الأنظمة المختلفة في البنوك.
فرص
من جانبه قال أيمن الأشقر المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أوبوتيو" Oboteo للذكاء الاصطناعي ومقرها دبي إن البنوك في دبي والإمارات قطعت خطوات جيدة في توظيف حلول الذكاء الاصطناعي من خلال الاستفادة من هذه التقنية في تعزيز خدمات العملاء، مشيراً إلى أن البنوك تقوم باستكشاف فرص تعزيز تلك الحلول في مجال مكافحة الجريمة المالية وعمليات الاحتيال ورصد العمليات أو الأنماط غير الطبيعية في تعاملات البنك اليومية التي تقدر بملايين العمليات.
بيانات
وقال جايديب غوبتا رئيس قطاع الخدمات المصرفية لمنطقة أفريقيا والشرق الأوسط في بنك ستاندرد تشارترد إن استخدام البيانات المالية للعميل وتفضيلات المخاطر ومعرفة العائد المرجو من استثمار العميل، و»المستشار الآلي» وغير ذلك من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كلها تساهم بشكل أو بآخر في توفير خوارزمية شخصية لكل عميل في القطاع المصرفي، وتساهم أيضاً في إدارة المحافظ المالية دون إشراف أو تدخل العنصر البشري في تلك العمليات.
أنظمة حوسبة تحاكي القدرات الذهنية البشرية
قال جورج اوزبورن، رئيس تغطية التمويلات البديلة في بنك باركليز إن الذكاء الاصطناعي أصبح أحد أهم عناصر التحول الذي تشهده صناعة الخدمات المالية، حيث يأتي لتطوير أنظمة حوسبة قادرة على أن تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل التعلم والاستنتاج والتصحيح الذاتي، مشيراً إلى أن هذه التكنولوجيا تساهم بشكل كبير على الارتقاء بالنتائج المرجوة من خلال تطبيق أساليب مستمدة من جوانب الذكاء البشري ولكن بقدرات أوسع وأكثر شمولاً.
وأضاف: تعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل يمكن المؤسسات على التعلم ومراقبة أنماط السلوك لدى العملاء، وتحديد مؤشرات الاحتيال، والكشف عن خروقات الأمن الإلكتروني في وقت قصير جدا مقارنة بالوقت الذي يستغرقه العقل البشري لإكمال ذات التحليل. ولا شك أنه في مجال التكنولوجيا المتقدمة فإن جهود الابتكار والتطوير ما زالت متواصلة على جميع الأصعدة، وبالتحديد في مجال مواكبة تحديات الاحتيال.
وأوضح أوزبورن أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تساعد المؤسسات المالية على تقديم خدمات ومنتجات تركز بشكل أكبر على تلبية احتياجات العملاء. وهي تساهم أيضاً في إثراء تجارب العملاء للخدمات التي تقدمها المؤسسات المالية. وبينما تزداد التكنولوجيا ذكاءً، فإنها تزداد حاجة هذه المؤسسات إلى مواصلة الاستثمار في إدارة المخاطر المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي.