أقبال المستثمرين الإماراتيين علي شراء العقارات فى تركيا

تراجع إقبال المستثمرين الإماراتيين والمقيمين في الإمارات والمنطقة على شراء العقارات بتركيا، مع زيادة المخاوف من تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، لاسيما مع تراجع سعر صرف الليرة التركية مؤخراً، بحسب خبراء ومسؤولين بشركات متخصصة في تسويق عقارات الخارج.

وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إن الفترة الأخيرة بوجه عام شهدت تراجعاً ملحوظاً في توجه الإماراتيين والمقيمين بالدولة في شراء العقارات بتركيا، لصالح دول أخرى مثل البوسنة وجورجيا وبلغاريا وقبرص، بجانب الأسواق التقليدية المفضلة للمستثمرين بأوروبا والولايات المتحدة، مشيرين إلى وجود حالة من القلق والترقب بين المستثمرين بشأن مستقبل القطاع العقاري في تركيا.

وأكدوا أن التطورات الاقتصادية الأخيرة والأوضاع السياسية في تركيا، وتزايد الخلافات التركية مع عدد من الدول العربية، زادت من مخاوف المستثمرين بشأن التوجه لشراء عقارات في البلاد، موضحين أن تراجع سعر صرف الليرة مؤخراً أثار مخاوف المشترين، من تراجع العائد الاستثماري لوحداتهم السكنية أو التجارية في ظل تدهور سعر صرف العملة التركية.
وأوضح خبراء أنه رغم أن تراجع سعر صرف العملة بأي دولة يفترض أن يكون له تأثير إيجابي على توجه المستثمرين لشراء عقارات بهذه الدولة، فإن مخاوف المستثمرين من الجوانب الأمنية في تركيا، يحول دون ذلك.

وقال مسعود العور، الرئيس التنفيذي لشركة «ميداليان أسوشيت» الاستثمارية، إن المستثمرين العقاريين بوجه عام يفضلون الاستثمار في الدول التي تشهد حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، مع الاهتمام بوجود قانون عقاري ينظم ويضمن حقوق المشترين، ولذلك فإن الكثيرين يفضلون الاستثمار في دول أوروبا والولايات المتحدة في المقام الأول.

وأضاف العور أن استقرار العملة يلعب دوراً مهماً في قرارات المستثمرين بالقطاع العقاري، موضحاً أنه على سبيل المثال، فإن استقرار العملة الإماراتية يشجع كثيراً من المستثمرين على شراء العقارات بالدولة.

وقال العور إن تراجع سعر صرف الليرة التركية مؤخراً يثير مخاوف أصحاب الاستثمارات العقارية القائمة بتركيا، ما قد يدفعهم لدراسة فرص بيع هذه العقارات، نتيجة مخاوفهم من تراجع العائد الاستثماري.

وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تغيراً في خريطة استثمارات الإماراتيين بالخارج بوجه عام، موضحاً أن توجهات المستثمرين الإماراتيين لشراء عقارات بالخارج غالباً ما ترتبط بالسفر والسياحة، حيث يميلون لشراء عقارات بالدول التي يفضلون قضاء إجازاتهم الصيفية بها.
من جهته، قال بشار أبو زيد استشاري العقارات بشركة الوادي الأخضر للعقارات، إن إقبال الإماراتيين على شراء العقارات بالخارج بوجه عام لا يزال جيداً، ولكن بوتيرة أقل من الأعوام الماضية، موضحاً أن المستثمرين يهتمون باقتناص الفرص المناسبة من حيث السعر وطريقة السداد الميسرة وموعد التسليم.

وأوضح أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعاً في الإقبال على شراء العقارات بتركيا، لصالح دول أخري مثل البوسنة والمغرب وجورجيا، مرجعاً ذلك إلى التوجهات السياسية لتركيا، والتي تعد غير مناسبة لكثير من الشعوب العربية.

وأكد أبو زيد أن هناك مخاوف بين المشترين لعقارات في تركيا حالياً، موضحاً أن كثيراً من المشترين السابقين لعقارات في تركيا يفكرون في بيع عقاراتهم تجنباً لتراجع العائد الاستثماري.

ولكن روي شهوان، مدير تطوير الأعمال في شركة بروكريج بلاس، يرى أن مخاوف المستثمرين من غياب الأمن والاستقرار في تركيا، فضلاً عن مخاوف الانهيار الاقتصادي مع تراجع الليرة، يحول دون استفادة القطاع العقاري في تركيا من انخفاض سعر صرف العملة.

وأوضح شهوان أن الأوضاع الأمنية في تركيا صارت غير مطمئنة لكثير من العرب، موضحاً أن سوق العقارات بتركيا عموماً يشهد حالة من الزيادة الملحوظة في المعروض مقارنة بالطلب.

وكشف شهوان عن نجاح دول أخري في جذب المستثمرين الإماراتيين والعرب بقطاع العقارات، مثل جورجيا وبلغاريا، لاسيما مع تقديم عروض خاصة للإقامة والجنسية، بما يناسب كثيراً من الجنسيات العربية، موضحاً أن القطاع العقاري في قبرص كذلك استقطب شريحة واسعة من المستثمرين، وسط توقعات بنمو ملحوظ في الطلب على شراء العقارات بقبرص خلال الفترة المقبلة.