الدوحه - صوت الامارات
يوماً بعد يوم، ينكشف حجم الأزمات التي تلاحق الاقتصاد القطري، حيث ظهرت أزمة جديدة ضمن بوادر انهيار يخيم على قطاعات الاقتصاد كافة، حيث هبطت واردات السيارات في سبتمبر بنحو 40 في المئة مقارنة بمستواها قبل عام، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الشحن الإضافية ما بين 20 و40 ٪.
وبحسب «رويترز»، فإن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن قطع غيار السيارات باتت قضية تؤرق كل سكان قطر، الذين يؤكدون أن اسعار السلع ،باتت مرتفعة جداً مع انعدام الكثير منها خاصة قطع غيار السيارات. ففي المنطقة الصناعية التي يكسو جنباتها الغبار جنوب الدوحة، حيث تقبع مراكز صيانة السيارات، تقف سيارة زرقاء من طراز هيونداي سنتافي الرياضية تتنظر قطع الغيار منذ ما يقارب الخمسة اشهر.
سيارات
السيارة الزرقاء لم تأتها قطع الغيار، حيث إن قطر التي تعتمد على ميناء جبل علي في دبي، الوجهة الأولى لشركات توزيع قطع غيار السيارات في أنحاء المنطقة، لم يعد ممكناً لها الاستيراد عبر الميناء بعد المقاطعة. وفي قطر حيث الهوس بالسيارات الفارهة التي تعد رمزاً للمكانة الاجتماعية تسمع أزيز السيارات من طرز بنتلي وبي.إم.دبليو وهي تشق طريق الكورنيش ليلاً.
لكن البلد الذي كان وصول قطع غيار السيارات إليه لا يستغرق سوى أيام قادمة من دبي، بات ينتظر أسابيع أو شهوراً لتقبع السيارات في مراكز الصيانة طويلاً، وهو ما يوجد شعوراً بالإحباط لدى أصحابها.
ووصف مدير أحد مكاتب وكلاء السيارات الأميركية في المنطقة الصناعية الموقف بأنه بائس، طالباً عدم نشر اسمه. وأردف قائلاً «لديك زبائن يأتون ويصيحون قائلين (سيارتي هنا منذ شهرين أو ثلاثة أشهر) وأنت عاجز! ماذا تقول»؟
مسار طلبيات
ويقول المدير «إن محاولات تغيير مسار الطلبيات من جبل علي إلى سلطنة عمان والكويت لإعادة التصدير جرى التخلي عنها بسبب سداد الرسوم الجمركية مرتين وارتفاع تكاليف الشحن الإضافية ما بين 20 و40 في المئة». وقال «إن الوكلاء تحولوا إلى الاستيراد مباشرة جواً من الولايات المتحدة، لكن العملية تستغرق أشهراً كي تتم».
واردات
وفي عام 2016، جاء نحو 58 في المئة من واردات قطر من الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب سواء من إنتاج تلك الدول أو من الشحنات القادمة عبر موانئها، وفقا لتقدير وزارة التخطيط التنموي والإحصاء.
ومن غير الممكن تحديد نصيب السيارات وقطع الغيار من تلك النسبة، لكن شركتين لقطع غيار السيارات في الدوحة تقولان إن نحو 80 في المئة من إمداداتهما كانت تأتي عبر جبل علي في السابق.
وفي مركز لإصلاح السيارات الفاخرة حيث تنتظر سيارة بورشه 911 تربو الإصلاح، قال المدير العام «إن مركزه أسس في الأشهر الأخيرة علاقات للاستيراد المباشر مع موردين أوروبيين ليخفض وقت التسليم في المتوسط إلى نحو ثلاثة أسابيع، وهو ما يزيد بنحو المثلين عن فترة ما قبل المقاطعة».