دبي صوت الامارات
تغيَّرت الحياة بشكل شبه كامل في شمال الأردن، وخاصة في مدينة المفرق التي كانت صغيرة الحجم وقليلة السكان في السابق، وذلك بسبب التدفق الكبير للاجئين السوريين الذين أنعشوا الحياة هناك وتسببوا بقفزة هائلة في الحركة التجارية بالمنطقة، لكن المشكلة الوحيدة التي يُعاني منها السكان هو ارتفاع الأسعار، بسبب الطلب المتزايد على الخدمات هناك.
ولفتت جريدة "ديلي تلغراف" في تقرير لها الى أن إيجارات المنازل في مدينة المفرق والمناطق المحيطة بها تسجل أسعاراً باهظة وصلت إلى 250 ديناراً شهرياً (350 دولاراً)، فيما اضطر بعض المالكين الى تحويل أماكن كراج لغسيل السيارات ومزارع دجاج ومواش إلى مبان سكنية يتم تأجيرها للاجئين السوريين.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن الكاتب والشاعر الأردني أمجد ناصر الذي يقيم في لندن لكن أصوله تعود الى مدينة المفرق القريبة من الحدود مع سوريا، قوله إنه عاد ليزور عائلته بعد غياب 30 عاما ولكنه لم يعرف البلد الذي نشأ فيه حيث تغير كثيرا، فهناك أحياء جديدة وشوارع جديدة، بينما ثمة شوارع قديمة لم تعد موجودة.
ويقول ناصر إن بيت عائلته في حي الضباط لم يكن يوجد بعده سوى بعض القواعد العسكرية، لكنه اليوم أصبح محاطاً بمشاريع بناء للسوريين الذين يستطيعون دفع الثمن، وبينما كان الدونم الواحد من الأرض يُكلف في حدود 300 دينار أردني أصبح يكلف اليوم 150 ألف دينار.
وتقول "ديلي تلغراف" إن عدد سكان مدينة المفرق كان قبل خمس سنوات 60 ألفاً فقط، بينما يصل اليوم إلى 138 ألفاً، بينما يصل عدد السوريين الذين يعيشون في المفرق و20 قرية حولها إلى 288 ألف لاجئ سوري.
وبحسب الصحيفة فإن عدد السوريين الفارين من الحرب رفع عدد سكان الأردن بنسبة 10%، وهو ما يساوي انتقال جميع سكان فنلندا إلى بريطانيا، على افتراض أن ذلك حدث.
ويوجد في مدينة المفرق الأردنية 43 مدرسة يدرس فيها ما بين 15 ألفاً الى 16 ألفاً من الأطفال السوريين يقوم بتعليمهم 800 أستاذ جديد.
وبسبب الأعداد الكبيرة للاجئين السوريين ارتفع الطلب على السلع والمواد الأساسية، إضافة الى ارتفاع الطلب على السكن، ما أدى الى قفزة كبيرة في أسعار العقارات وانتعاش في حركة تداولها، إضافة الى انتعاش في حركة البناء لاستيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين.
ويقول الأردن إنه يوجد حالياً أكثر من 670 ألف لاجئ سوري على أراضيه، من بينهم 15% فقط يعيشون في مخيمات، والباقي يعيشون في المدن بشكل طبيعي، أما الموجودون في المخيمات وحدهم فهم يستهلكون نصف مليون رغيف وخمسة ملايين لتر من الماء يومياً، بينما لا يستطيع أحد أن يحصي بشكل دقيق قيمة استهلاك من يعيشون في المدن وتأثير وجودهم في ارتفاع الطلب على السلع الأساسية والخدمات بسبب أنهم باتوا جزءاً من السكان الأصليين في هذه المدن.