محمد بيطار

أكد محمد بيطار، رئيس الأعمال التجارية في شركة الصكوك الوطنية الإماراتية ، أن الصكوك الوطنية انتهجت خطة لتعزيز مستوى السعادة الحقيقية في مجتمع الإمارات، من خلال إرساء ثقافة مغايرة لنمط الاستهلاك السائد في هذا العصر، والذي يتسبب بظواهر عديدة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي.
وأضاف البيطار قائلاً: "أفرز النمط الاستهلاكي، أنماطاً من السلوكيات لم تتسبب إلا في زيادة الضغوط على الأفراد وعلى العائلات وحتى المؤسسات. ويوضح بيطار: "ثقافة الآن" التي راجت في السنوات الأخيرة، وعززت مفهوم "عيش اللحظة الراهنة" من دون القلق على المستقبل، أو مراجعة الماضي ونقده، أغرت كل المجتمعات الغارقة في مشاكلها الاقتصادية والاجتماعية في دوامة الديون والإسراف. إن عولمة الاستهلاك جرفت الجميع إلى نمط حياة يسلب الإرادة، ويعزز الميول اللحظية والرغبات الآنية ويبيع وهم السعادة".
يضيء محمد بيطار على مكمن الخلل الذي أدى إلى هذا الانحراف في السلوك المالي لدى غالبية المجتمعات، فيشير إلى انعدام التثقيف المالي لدى غالبية المجتمعات: "نحن نحتاج إلى إدماج الثقافة المالية في مناهجنا التعليمية. على كل فرد أن يتعلم في الصغر كيف يدير ميزانيته. إنها مسؤولية المدرسة أولاً ومسؤولية الأهل ثانياً.
 وإلا سيبقى العالم يعاني من أزمات اقتصادية على مستوى الأفراد والمؤسسات والحكومات أيضاً. نحن بحاجة إلى تغيير جذري لهذا النمط من التفكير والسلوكيات التي لم توفر للإنسان إلا القهر والضغوط النفسية، فهو لم يعد قادراً على التحكم بحياته أو التخطيط للمستقبل. يومياً يرتكب الإنسان المعاصر أخطاء فادحة بحق نفسه، لأنه بات عاجزاً عن ضبط ميوله إلى الاستهلاك والإسراف وشراء ما لا يحتاجه".
وتابع بيطار: "إن ثقافة الادخار التي حرصت الصكوك الوطنية على إرسائها، هي حتمًا نقيض كل المسار الذي تتبعه البنوك والثقافة المالية التي تسعى الصكوك الوطنية إلى تعزيزها، تركز على دورة الحياة الحقيقية التي تستوجب اتباع نمط حياة أكثر التزاماً ومسؤولية تجاه الحاضر والمستقبل.
فالتخطيط للمستقبل هو فعل إرادة ووعي، هو نهج وسلوك يومي واستثمار ذكي ومستدام، يرتكز على احترام الإنسان ليوميات تعبه، وللأموال التي يجنيها في سبيل تحقيق النجاح وتوفير حياة أفضل له ولعائلته.
على عكس البنوك والمؤسسات المصرفية، نحن في الصكوك الوطنية، نفكر بعملائنا، لا لنلبي متطلباتهم الآنية كشراء سيارة ومنزل، بل لنخطط معهم لتحقيق مستقبل أكثر ازدهاراً لهم ولأحبائهم، بحيث يمتلكون على المدى الطويل كل ما يحلمون به من خلال تخطيط مالي صحي وسليم».
وعن مزايا منتجات الصكوك الوطنية المصممة للادخار والاستثمار وفق أحكام الشريعة الإسلامية، قال بيطار: «عندما بدأت الصكوك الوطنية خطتها الاستراتيجية لتعزيز ثقافة الادخار قبل ثماني سنوات، صممت برنامجاً ادخارياً بسيطاً، يتيح للجميع البدء بتوفير المال بمبلغ لا يتعدى المئة درهم، إضافة إلى العوائد السنوية التي تعد الأعلى، مقارنة بعوائد البنوك، فضلاً عن فرص الفوز بملايين الدراهم من خلال برنامج الجوائز الشهرية والأسبوعية واليومية».
ويكشف بيطار: "صممنا صكوكاً لأجل سنة، وأخرى لأجل ثلاث سنوات، مستهدفين شريحة المستثمرين من الأفراد والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم".
تضم قائمة عملاء الصكوك الوطنية اليوم أكثر من 750 ألف شخص، وهؤلاء ينتمون إلى ثقافات مختلفة، وبالتالي، تختلف تطلعاتهم وأحلامهم وأنماط حياتهم. فبدأنا بتصميم منتجات ادخارية واستثمارية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، تتلاءم مع رغبة البعض في الحفاظ على مدخراتهم لمدة أطول، واستثمارها للحصول على عوائد أكبر. كما يرغب قسم من العملاء في هامش مخاطر أكبر، كرجال الأعمال والمستثمرين وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة.