قصة "أليس في بلاد الأقزام"

تعد  قصة "أليس في بلاد الأقزام" واحدة من أبرز القصص حضوراً في أدب الأطفال العالمي، لما تحمله من معان جميلة، وما تمتلكه من قدرة على اصطحاب الأطفال نحو عوالم خيالية تفيض بالسحر والموسيقى، ليعيشوا حكاية صديقتهم "اليس" مع "الأقزام، وهي الحكاية التي جسدت في مسلسلات تلفزيونية وأفلام سينمائية كثيرة، وكذلك عروض مسرحية، آخرها حمل العنوان "أليس في بلاد الأقزام" والذي تعرضه حالياً فرقة أوريون آرت الكويتية، على خشبة مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته الثامنة.
 
عرض "أليس في بلاد الأقزام" استطاع أن يجذب زوار المهرجان من الصغار والكبار على حد سواء، والذين استمتعوا بما قدمته الفرقة من عروض موسيقية راقصة خلال المسرحية التي تحكي قصة "أليس الطفلة التي اعتادت اللعب واللهو بجانب بئر يقع بالقرب من بيتها، إلا أن شغف أليس ورغبتها بالاكتشاف يقودها إلى البئر لاكتشاف ما في داخله، خاصة بعد أن شاهدت شعاع ضوئي يخرج منه، حاولت جاهدة لتعرف مصدره وماهيته، إلا أن قدمها تخونها لتقع في داخل البئر لتجد نفسها في عالم الأقزام، وقد دخلت حياة جديدة حياة ملؤها الفرح والتفاؤل، يعيشها الأقزام الذين يكدحون ويجتهدون في بناء قصرهم الخاص، وسط أجواء من الفرح والغناء والكثير من الموسيقى".
 
ورغم أن القصة عالمية إلا أن فرقة أوريون آرت تمكنت من إعادة صياغتها بطريقة تتناسب مع الأطفال العرب، من حيث الأغاني والرقصات وكذلك الحوارات الغنائية، الأمر الذي زاد من تفاعل الأطفال مع العرض الذي جاء محملاً بالكثير من الرسائل، من بينها تلك الداعية للاهتمام بالثقافة والتعليم والدراسة، وما يمكن أن تشكله في حياة الإنسان، والمثابرة أيضاً على تحقيق الأحلام  وعدم السماح لأحد أن يهدمها، كما دعت المسرحية الأطفال إلى ضرورة التسلح بخلق التسامح لأهميته في الحياة، ولتأثيرة في نشر قيم  السلام والمحبة بين الجميع.
 
تميزت الفرقة خلال المسرحية بسرعتها في تغيير الملابس، وتنفيذ أشكال الأقزام بطريقة جميلة، كما تميزت أيضاً باختلاف السينوغرافيا بين كل مشهد وآخر، فضلاً عن تنفيذها للرقصات المصاحبة، الأمر الذي زاد من شغف الأطفال ورفع من نسبة تفاعلهم مع المسرحية الغنائية.