القاهرة ـ وكالات
بعيدا عن كل ما هو تقليدي ومألوف في الموسيقى والرقص، أحيت فرقة «ستومب» البريطانية عرضها المميز للمرة الأولى في عمان على مسرح قصر الثقافة لثلاث ليال متتالية، حيث قدمت ساعتين من الرقص والنقر والقرع على طبول استثنائية، بسينوغرافيا لا تخلو من الكوميديا والطرافة. وتذهب الفرقة في العروض التي تقدمها ابعد مما يمكن أن يتخيل الجمهور، إذ يشهد المسرح حضور ثمانية راقصين، يوازنون بين الرقص والإيقاع والتمثيل والرياضة الأكروباتية وbeat boxing، ويستخدمون كل ما يمكن أن يقع بين أيديهم لإصدار إيقاعاتهم. إذ تحول الفرقة كل ما يمكن أن نراه مجرد قمامة أو أدوات نستخدمها بحياتنا اليومية، إلى الآلات يصدرون منها شتى الإيقاعات، فمن مكنسة الأرض إلى سلات القمامة وأنابيب المياه وعلب الكبريت وإطارات السيارات وحتى بالوعة الماء.. كلها الآلات إيقاعية بين يدي الفرقة. ولا يملك المتفرج إلا أن يندهش بعرضهم، فالإيقاعات المعقدة متجانسة بصورة كبيرة، وتتناسق مع حركات الراقصين المنسجمين فيما بينهم، وبذكاء استطاعوا إضحاك الجمهور وحمله على التفاعل معهم، فكان الجمهور جزءا من العرض والإيقاع. وللوهلة الأولى، يخال للمتفرج أن ما تقدمه الفرقة ما هو إلا ضجيج.. إلا أنه ضجيج محسوب ومبرمج، والكوميديا التي تغلفه محسوبة كعدد دقات الإيقاعات، فيمزجون بين العفوية والاحتراف، وفي حركات تركيز وتناسق عاليين. فيجد الجمهور نفسه مستمتعا بالإيقاعات، ويضحك على كوميديا وطرافة الراقصين، ويعجب بحركاتهم ورقصاتهم الاحترافية، ويجلس مترقبا للآلات العجيبة التي يستخدمونها. وتستوحي الفرقة عروضها من واقع الحياة اليومية، محولة التفاصيل التي يراها معظم الناس مجرد خردة أو أدوات للاستخدام المنزلي، إلى مشهد فني ساحر، ويظهر ذلك من خلال الأواني وسلال القمامة وعربات التسوق والعصي التي يستخدمونها لإصدار إيقاعاتهم. ويندمج صوت الإيقاعات على الأدوات مع الأصوات الصادرة من الأيدي والأرجل والأفواه، لتؤلف مشهدا ساحرا، يزدحم بالتفاصيل المسرحية، ولا يغفل أعضاء الفرقة عن أي شيء، فالحواس كلها تعمل بتناسق، مستخدمين الصوت والضوء والأداء وحس الفكاهة لإيصال عرضهم بطريقة متكاملة. وتضم فرقة «ستومب»، التي اقامت عروضها في عمان بتنظيم من شركة شركة 16th of May، الراقصين: لوك كريس، نيك دوير، سارة ايدي، تيس جيرارد، فيرزر موسون، ديفيد أولرود، كارل سميث وفينونا ويكس. يذكر أن الفرقة الفائزة بالعديد من الجوائز العالمية، أهمها جائزتا «آمي» و»غرامي»، بدأت بالظهور بعد انفصال مؤسسها لوك كريس ومساعده المخرج ستيف ماك نيكولاس عن فريق «بوكي سناك آن برغر»، وشرعا في تأسيس فرقة لموسيقى الشارع، وكان أول عروضها على مسرح «يولمزبيري» في لندن، وحقق نجاحاً باهراً شجّعها على القيام بجولات غنائية حول العالم استمرت ثلاث سنوات. وفي العام 1994 رشحت «ستومب» لجائزة «أوليفر» الموسيقية، وحصلت على جائزة «أوبي» كأكثر تجربة مسرحية إثارة وتفرّداً على الرغم من غياب الأدوات والآلات الموسيقية.