القاهرة ـ أ ش أ
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتابين جديدين للكاتب الراحل إبراهيم أصلان، الأول عنوانه "انطباعات صغيرة حول حادث كبير"، والثاني عنوانه "صديق قديم جدا"، ويعتبر آخر روايات أصلان.
في الكتاب الأول نصوص ليست محض كتابة نبعت من ثورة الخامس والعشرين من يناير ولهثت بموازاتها.. إنها كتابة نادرة جسدها أصلان بطريقته الأثيرة كحكايات تلتقط طرف الحدث الاستثنائى من التفاصيل الهشة والعابرة، ومن الأشخاص المنسيين الذين لا تعرف وجوههم الكاميرات، ومن الشوارع الجانبية التى تخاصمها الطرقات المضيئة صانعا محكية استثنائية تستعصى على التصنيف.
نص بديع خطته اليد الواهنة لأصلان في أيامها الأخيرة متزودة بالقوة اللازمة من طاقة أخرى افتقدها الجسد الناحل أو ظن.. طاقة زوده بها الحدث الهائل مثلما فعل مع جميع المصريين.
اختار أصلان أن يصف نصوص هذا الكتاب النادر ب "الانطباعات الصغيرة"، غير أن قارئها سيدرك منذ الوهلة الأولى انه أمام "انطباعات كبيرة" حول الحادث الكبير.
وفي رواية "صديق قديم جدا"؛ يأخذنا أصلان في رحلة مدهشة يتداخل فيها الذاتى بالخيالى ليقدم نصا بديعا يتوفر فيه جميع الخصائص الفنية والأسلوبية التى أسستها كتابة صاحب "مالك الحزين"، وحفرت لها بعمق في التربة السردية العربية.
كعادته يبدأ أصلان من لحظة عابرة ليحولها بيد صائغ إلى عالم واسع محتشد بالتفاصيل.. من البحث عن اسم صديق قديم غاب في غبار الأوراق المهملة وتخلت عنه الخرائط ، يبدأ البحث، وتتشكل رحلة الاستحضار، استحضار وجود غاب أبطاله الأصليون مخلفين بالكاد أسماء علقت بالذاكرة وتشبثت، رافضة مغادرتها.
هكذا يخوض أصلان في "صديق قديم جدا" بحثا محموما، مدعوما بذاكرة ما تزال واثقة في قدرتها، ليس فقط على استعادة عالم مندثر لينهض متجسدا مكتملا كأنه لم ينسلخ عن صاحبه يوما.