دبي - صوت الإمارات
يحيط الدكتور محمد بن حمود حبيبي، في كتاب واحد عنوانه "سوانح"، بتجربة الشاعر الكبير علي بن أحمد النعمي الصحافية، بعد أن دُرس بصفته شاعراً عبر دواوينه الشعرية، لقد خاض النعمي تجربته الصحفية، في التسعينيات الهجرية من خلال شطريها،: صحافة الأفراد، وصحافة المؤسسات، وتنقّل بين أكثر من صحيفة حسب مسمياتها بتلك الفترة فكتب وعمل بكل من صحيفة "الدعوة"، و"اليمامة" و"الرياض" و"الجزيرة" وكان عمله بهذه الصحف في مدينة الرياض، كما عمل مراسلاً لصحف أخرى خارج مدينة الرياض، كصحيفتي "البلاد" و"المدينة" في جدة، فكان له إسهامات كثيرة في كتابة المقالات عبر الأعمدة والزوايا المختلفة بتلك الصحف وغيرها، فكتب في وقت مبكر، المقالة السياسية، والوجدانية، والاجتماعية، ومقالات المناسبات الدينية، والأدبية النقدية المتخصصة.
ولأن الكاتب هو أكثر من يستطيع أن يقدم نفسه وعمله للقارئ اختصر الشاعر والصحافي علي بن أحمد النعمي تجربته بعبارات يقول فيها "رأيت أن أنشر هذه الأوراق المبعثرة وأنا بذلك لا أدعو القارئ لأن يرفعني إلى مصاف كبار الأدباء ولا إلى عرش كبار الشعراء فلست – ولله الحمد – من أولئك الأدباء ولا من أولئك الشعراء الذين يكتبون أحاديثهم عن أنفسهم بأيديهم وأيدي المتزلفين، ولا من أولئك الذين يحيطون أنفسهم بهالات من التفخيم والإكبار لتجعل منهم – في نظرهم أو نظر من يتعاطف معهم بشكل أو بآخر – أدباء كبارا، وإنما أنا مجرد امرئ قال كلمته ومشى يعيش على هامش الحياة، أعطى للحياة وللناس من نفسه ومن عقله ومن قلبه، ما لا يستطيع الحكم عليه بالجودة والرداءة إلا القارئ المنصف، ومتى وجد ذلك القارئ المنصف الذي يستطيع أن يقول الحقيقة مجردة من الهوى؛ عندها سأعرف من أنا، وما مدى أهمية ما قدمته للحياة وللناس؟".
وتحدث الدكتور محمد بن حمود حبيبي/الأستاذ المشارك في كلية الآداب جامعة جازان؛ في "المقدمة" التي سبقت مقالات الكاتب النعمي عن طريقة اشتغاله في جمع وإعداد وتوثيق هذا الكتاب، مشيرًا إلى أنّه "تم فرز المقالات في هذا الكتاب بحسب الصحف التي نشرت فيها بدءاً بمقالات وكتابات النعمي في صحيفة الدعوة التي اشتملت ما يقارب الـ "20" مقالة تمثل زاوية "سوانح"، وغيرها من الكتابات في صحيفة الدعوة؛ بحيث تشكل القسم الأول من الكتاب، ثم أتبع هذا القسم بالقسم الثاني الذي يتكون من كتابات ومقالات النعمي في صحيفة اليمامة، التي تشتمل زاوية "أما بعد" مسبوقة بكتابات أخرى له سابقة على هذه الزاوية بالصحيفة نفسها، ثم ختم الكتاب بالقسم الثالث الذي يتكون من مقالات النعمي وكتاباته في صحيفة الرياض من خلال زاوية "أوراق محرر"، وهذا الفرز والتوزيع فيه جاء مراعاة للتسلسل الزمني الذي كانت عليه تجربة النعمي ومشواره في الكتابة الصحافية...".