أكد عمار علي حسن، الروائي والباحث في علم الاجتماع السياسي، أن روايته الأخيرة التي ستصدر في غضون أسابيع قليلة، تتجاوز الأحداث السياسية المرتبطة بثورة يناير لتغوص في الجوانب النفسية وترسم لوحة جمالية لها، وتحمل نبوءة عما سيأتي. وقال عمار في سياق ندوة عقدت مؤخرا في رحاب جامعة المنيا، إن ما عايشه وكابده في الثورة من تفاصيل إنسانية مبهر وكاف لتفجير طاقة إبداعية تحاول أن تكون على قدر هذا الحدث الفارق في التاريخ العربي برمته. وأضاف "كتابة رواية عن ثورة يناير الآن لا تعني كتابة نهاية للثورة، إنما هي محاولة للقبض على التفاصيل الإنسانية قبل هروبها، فالرواية تكشف للأجيال التي شاركت في الثورة وعايشتها جوانب خفية، وترسم لوحة متكاملة للأجيال القادمة بحيث إن قرأها من سيأتون بعدنا يشعرون وكأنهم قد شهدوا ما جرى كاملا". وتابع "اتبعت حيلة فنية كي أتغلب على هذه المعضلة بجعل البطولة جماعية في الرواية، مثلما كانت في الثورة، وأصبح بوسعنا أن نجد شخصيات تمثل المجتمع المصري برمته في تفاوته الطبقي والثقافي والجهوي وعلاقته بالسلطة ومطالبه". وقد ألقى عمار محاضرة عن الدور السياسي للأدب وقدرة المثقف والفنان على صنع التغيير في مجتمعه، مستشهدا بحالات لأدباء كبار وأعمال بعينها أثرت في تاريخ الإنسانية، مؤكدا في الوقت ذاته أن "المثقف الحقيقي يجب أن يمتلك عقلا نقديا وينحاز إلى مطالب الناس ولا يمشي وراء السلطان ولا حتى بجانبه إنما أمامه".