دمشق ـ وكالات
يقدم الكاتب السوري أسامة قفاش في كتابه "فن الكتابة الكوميدية" مجموعة من الأدوات التي تساعد على ضبط هذا النوع الخاص من الكتابة عبر تحديد سماتها العامة والعناصر المكونة منها متكئاً على التاريخ كوسيلة إيضاح مبيناً أن الفراعنة كان لهم إلههم الخاص بالضحك وهو الإله بس لكن الإضحاك وقتها لم يكن مهنة محترمة أما عند اليهود فتتجلى الكوميديا في شكل شخصية المخادع أو الفهلوي والاحتفالات المرافقة التي ترتبط بها والتي تسمى عيد البوريم أو عيد النصيب.ويوضح قفاش أن الإغريق والرومان هم أول من وضع قواعد الكتابة الكوميدية وأول من ظهر عندهم كتاب مسرح أو دراما كوميدية أمثال أريستوفان وميناندر، في حين احتفظت كتابات العرب بالكثير من النوادر والطرف كالتي تلف حياة جحا ملك الحمق والحكمة في آن ونوادر أشعب الطفيلي والصحفي النعيمين المحب للهزل وعمل المقالب الطريفة. ويحلل الكاتب مجموعة من الأسئلة التي يرتكز عليها لتحديد سمات الكوميديا العامة وهي: هل هناك شخصية كوميدية وأخرى غير كوميدية؟ وهل ينطبق ذلك على المواقف أيضا؟ وهل هناك أفكار لا تصلح إطلاقا لعمل الكوميديا؟ ثم هل ينبغي أن يكون كاتب الكوميديا خفيف الظل ومرحاً؟هذا التحليل يقود قفاش إلى التأكيد على أن العنصر الغريب يصنع الكوميديا ولا يتحقق ذلك بدون إطلاق العنان للخيال والتداعي الحر للأفكار المرتكز على الحقيقة والذي لا يخلو من الهجوم وحتى العدوانية في بعض الأحيان مع الانتباه للإيجاز والتكثيف.ويحدد الكاتب السوري عناصر الكتابة الجيدة التي تبدأ بالبحث عن الفكرة والشخصية الرئيسية والتفاصيل والخطوط الدرامية وتستمر عبر تحليل كل عنصر وربطه ببقية العناصر بطريقة تجعل الخط الدرامي متصاعداً وفي غاية التوتر قدر الإمكان وذلك باستخدام الخيال وتشبيكه بمحتويات الذاكرة الشخصية والعامة مع المحافظة على خلق الاستمرارية والإنسيابية في تكوين البنية الكوميدية الصحيحة للعمل ككل.ويبحث "فن الكتابة الكوميدية" أيضاً في أهم ميزات الكتابة الدرامية انطلاقاً من تحديد المواضيع التي تشغل الناس وتحميلها بأبعاد اجتماعية تولد أفكاراً يتفاعل معها الجمهور وتكون بالنسبة إليه ما يسميه قفاش بـ الموضوع العالي سواء كانت تلك الأفكار تدور حول الشخصية بذاتها أو حول الموضوع العام أو قائمة على المبالغة أو الاستخفاف بهما مع الاستفادة من تقنيات المفارقة والعبث وسوء الفهم المتعمد أو غير المتعمد وغيرها.كما يتضمن الكتاب ثلاثة ملاحق الأول بعنوان: "إعادة اكتشاف فيلم مصري مختلف" الذي يحلل فيه فيلم "حكاية الأصل والصورة" للمخرج مدكور ثابت المأخوذ عن قصة الصورة لنجيب محفوظ ضمن ثلاثة مستويات درامية وسينمائية ومعنوية بحيث يتفحص بنية الفيلم بمشاهده المختلفة العامة والخاصة والبنية الداخلية لكل مشهد ملحمي فضلاً عن تحليله للخاتمة.أما الملحق الثاني فيتضمن مجموعة تدريبها تهدف إلى تنشيط الذاكرة والمخيلة والقدرة على البحث والربط وخلق الاستمرارية كما تسعى لتطوير صياغة الفكرة وبناء الشخصية وتطوير الحدوتة وصياغة البنية من أجل الوصول إلى الخاتمة القوية وذلك لتحقيق كتابة كوميدية جيدة. بينما يتضمن ثالث الملاحق نماذج للمعالجة والسيناريو حسب طريقة الكتابة الأميركية لفيلم "رجال سونيا" سيناريو آلان جرسون وريتشارد بلوم