القاهرة -صوت الامارات
يعد كتاب حنا بطاطو من الكتب المهمة والقليلة التي درست فئة الفلاحين في سورية، وربما يكون بطاطو، إلى جانب الباحث السوري الدكتور عبد الله حنا الذي ألّف عدة كتب حول القضية الزراعية والحركات الفلاحية في سورية، أهم من كتبوا في هذا الشأن. يتضح لدى قراءة كتاب بطاطو الجهد المبذول فيه خلال السنوات التي عمل فيها على الكتاب، والتي تمتد نحو عقدين من الزمن؛ إذ بدأ العمل به منذ عام 1980، كما يشير في مقدمته، بينما نشر الكتاب عام 1999. ويوثّق الكتاب كثيرًا من المعلومات التي تستند إلى كثيرٍ من الوثائق من جهة، كما أنه غني بمعلومات استقاها من كثيرٍ من المقابلات والزيارات الميدانية لمختلف مناطق سورية؛ مما يعطي للكتاب حيوية. وقد تجنّب "استخدام اللغة الأكاديمية في هذا العمل" (بطاطو، 591)، كي يكون في متناول شريحة واسعة من القراء.
يتكوّن الكتاب من أربعةِ أقسام وخمسةٍ وعشرين فصلًا في أكثر من 700 صفحة، ويعالج موضوعين يرتبطان ببعضهما، فالأقسام الثلاثة الأولى التي تشكل نصف الكتاب تدور حول الفلاحين السوريين من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية قبل عام 1963 وبعده حتى سيطرة حافظ الأسد على السلطة في عام 1970. أما القسم الرابع، الذي يشكل وحده أقل من نصف الكتاب بقليل، فهو يدور حول شخصية حافظ الأسد ومنهجه في الحكم كأول رئيس من أصل فلاحي ومن فئة اجتماعية كانت مهمّشة. وسنتناول في هذه المراجعة الموضوع الأول فقط، وسنترك ما يخص شخصية حافظ أسد ومنهجه في الحكم لمادة أخرى.