مهرجان الفجيرة الدولي

انطلقت مساء أمس فعاليات الدورة الأولى من مهرجان الفجيرة الدولي للفنون وسط حضور أكثر 700 شخص من 65 دولة في العالم، ومشاركة مصرية متميزة بحضور كوكبة من الفنانين المصريين منهم الفنانة بوسي، وسامح الصريطي، وشيري عادل، وسمية الخشاب، وهاني رمزي.

وافتتح المهرجان بعرض أوبريت (إشراقه المجد) والذي استمر لمدة 45 دقيقة تتناول قصة الإمارات وأبرز الإشراقات التي حدثت في تاريخ الدولة، عبر لوحة مبهرة تمتزج فيها الرقصات المسرحية مع الأضواء الفنية على إيقاع موسيقى ما بين العالمية والشرقية في قالب يحمل الهوية الإماراتية بطابع حضاري، وشارك في هذه اللوحة أكثر من 400 فنان على خشبة مسرح المهرجان.

وقال المهندس محمد سيف الأفخم مديرعام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام مدير مهرجان إن فكرة المهرجان جاءت نتاجا لرؤية الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس الهيئة واللجنة العليا للمهرجان، وذلك انسجاما مع رؤية الدولة القائمة على الوسطية والاعتدال وفهم الآخر، إذ يشكل المهرجان بتعدد فعالياته وتنوعها فضاءا تتحاور فيه النخب المثقفة والمبعة وتتفاعل مع الجمهور لتلعب دورها المناط بها في التنمية الاجتماعية والثقافية والإصلاح وبناء السلام.

وأضاف أن المهرجان سيشكل حدثا فنيا دوليا ضخما يعبرعما تحمله النخب الفنية وحاجة الجمهور بسبب تراجع الاهتمام بالثقافة في أجزاء كثيرة من العالم العربي وسوف يتضمن العديد من ألوان الموسيقى العالمية والرقص، وعروض المونودراما، وبطولة السيف وأنشطة فنية وثقافية وندوات وورش لفنون التشكيل والنحت وفعاليات أخرى مجتمعية، بمشاركة فنية واسعة.

وأشار إلى أن المهرجان تشارك فيه فرق موسيقية عالمية كفرقة هياشيني كاغورا اليابانية، وفرقة أمباوبا من البرازيل، والثلاثي جبران من فلسطين، وفرقتا تروفيث وكيوشي الموسيقية من الفلبين، وفرقة وجدة الألفية للغناء الغرناطي إلى جانب عروض الفرق الاستعراضية مثل سوهاج للفنون الشعبية من مصر، وفرقة أطفال جورجيا، وفلامنكو من إسبانيا، وموسيقى مامي خان منغانيار من القارة الهندية.

كما ستشهد فعاليات المهرجان مشاركات خليجية ومحلية مثل فرقة المجد للفنون من سلطنة عمان، وفرقة الرزيف الحربي من الإمارات وفرقة الدان الشعبية، وفرقة جدة للفنون الشعبية من السعودية إلى جانب أوركسترا الفجيرة بقيادة الفنان الإماراتي علي عبيد، وفرقة صوت الأردن للفنون الشعبية، ويستضيف المهرجان أصواتا موسيقية رائدة في عالم الغناء كالفنان كاظم الساهر، وعبير نعمة من لبنان، والفنانة تاميلا هيدستروم من كوستاريكا.

وأوضح مدير المهرجان أن هناك عروض مسرحية للمونودراما من معظم دول العالم: جلال الدين الرومي من تركيا، وميرا من الجزائر، وعرس الدم من اسبانيا، والحكواتي من تونس، وثلجتان بليز من لبنان، وليدي ماكبيث من منغوليا، وايموتا مانيه: لا تتحرك من إيطاليا، وفي ظل الشهيد من فلسطين، و"ماجي" من المملكة المتحدة، ومرسيل من أرمينيا.

كما خصص المهرجان لعشاق الفنون التشكيلية والنحت والرسم موقعا خاصا في أحد البيوت التاريخية الأثرية المجاورة لقلعة الفجيرة التليدة ليستضيف أكثر من 13 فنانا وفنانة من أفريقيا والصين وأوروبا والعالم العربي لعرض إبداعاتهم في الرسم والتشكيل والنحت، وإنتاج أعمال فنية جديدة، خلال مدة المهرجان بخامات جديدة مثل الصخور والقرع والخشب والنحاس، لتشكيل منحوتات فنية تستقي جمالها من الطبيعة الجبلية الخلابة المحيطة بمقر مركز الفنون المختار في وسط إمارة الفجيرة.

وكشف الأفخم عن جهود لبحث تأسيس إدارة ذاتية ومقر خاص بالمهرجان، باعتباره احد أنشطة هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، واستشراف المستقبل بنقل أنشطة المهرجان إلى دول أخرى، مؤكدا أن المهرجان ليس نشاطا موسميا بل استثمار ثقافي بعيد الأمد يعيد للفنون العالمية قيمتها وتفاعلها بين الحضارات والشعوب.

وأشار إلى أن المهرجان جاء لإضفاء مزيد من التنوع الفني والثقافي، وسيتم عقد عدد من الورش والندوات التخصصية التي من شأنها تأمين نقل وتبادل الخبرات الثقافية بين المشاركين من كافة الدول حول العالم.