الدوحة - قنا
نظمت وزارة الثقافة والفنون والتراث ممثلة في الصالون الثقافي بالتعاون مع شبكة الجزيرة الاعلامية ندوة حول"اللغة العربية في الاعلام"، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الجزيرة للأفلام في دورته العاشرة،المقامة ، هنا، حاليا.
ووجه سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، كلمة إلى حضور الندوة، تناولت وضعية اللغة العربية في وسائل الإعلام المختلفة، والتحديات التي تواجهها في وسائل الاعلام.
وقد أدار الندوة الدكتور علي الكبيسي، رئيس تحرير مجلة الدوحة الثقافية والأستاذ المشارك بجامعة قطر، وشارك فيها كل من د. محمد لطفي اليوسفي استاذ الادب بجامعة قطر، ود. صبري حافظ استاذ الادب المقارن بجامعة قطر، والاعلامي بقناة الجزيرة جميل عازر.
وفي كلمته لحضور الندوة، اعتبر سعادة الوزير أن اللغة العربية هي المرآة العاكسة للفكر أو أنها الوسيلة التي يتم بها التعبير،" فهي ليست رموزا وليست مواصفات فنية فحسب، ولكنها الى كل ذلك منهج فكر وطريقة نظر واسلوب تصوير، كما أنها رؤية متكاملة، تمدها خبرة حضارية متفردة ويرفدها تكوين نفسي مميز".
وقال سعادته " إن العربية هي لغة القرآن الكريم ، ووعاء العقيدة الاسلامية ، ثم أنها أداة الفكر العلمي في مرحلة ازدهاره، ما جعلها لغة العلماء في العالم على مدى قرون ولغة الثقافة الخصبة والفن الانساني المبدع".. مؤكدا أن " تنمية الفصحى والارتقاء بها شرط من شروط تنمية مجتمعاتنا، ومن ثم فإن التنمية اللغوية يجب ألا تنفصل عن التنمية الشاملة المستدامة التي تتدخل فيها العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية جميعا".
وانتقل سعادة الوزير إلى الحديث عن التأكيد على أن اللغة هي حجر الأساس في العملية الاعلامية على تعدد قنواتها وتنوع وسائلها واختلاف اللغات التي تستخدم فيها،" وكلما كانت اللغة سليمة محافظة على قوتها ونصاعتها ، وافية بمتطلبات التعبير عن روح العصر كان الاعلام ناجحا في ايصال الرسائل الى الجمهور العريض ، واذا فسدت اللغة الاعلامية فسد بالتبعية الذوق العام، وفسد الفهم للأمور، وتعذر التواصل، فتكون البلبلة ، ويحدث الخلل في الرأي العام".
ولفت الدكتور الكواري الى إن المتابع لوسائل الاعلام يتأكد له أن وضع اللغة العربية فيها ليس على المستوى المطلوب ، سواء على المستوى الاعلامي أو مستوى المتلقي،" فالإعلامي هو نتاج المدرسة أو المعهد أو الجامعة التي تخرج فيها، فبقدر جودة التعليم والتأهيل والتدريب على مستوى تلقين اللغة والتخصص والتمكن منها ، يكون مستوى الاعلامي".
وتابع " إن مواجهة الخطر الذي يتهدد اللغة العربية في وسائل الاعلام يعد قضية بالغة الأهمية ".. مشيرا الى ان هذا الامر يتعلق بمستقبل اللغة العربية في هذا العالم المتغير الذي تسيطر عليه آليات العولمة، وضغوطها وسرعة تدفق اللغة الأقوى التي تملك مقومات القوة والهيمنة والسيطرة على اللغات الأخرى.
واعتبر سعادته أن التحدي الأكبر الذي سيواجه اللغة العربية في المستقبل ، متمثلا في الحفاظ على خصوصيتها وضمان استمرارها واشعاعها ، وحماية المكونات والمقومات والقيم التي تشكل العناصر الجوهرية للكيان العربي الاسلامي، مؤكدا حرص قطر على سلامة اللغة العربية في وسائل الاعلام .
وحمل سعادة الوزير الاعلاميين مسؤوليتهم تجاه جعل اللغة العربية ركيزة أساسية للإعلام العربي، منبها بخطورة أن تجر الغربة الاعلاميين إلى إهمال اللغة وأن تصبح اللغة العربية مع الأيام ضحية بدلا من أن يعزز الاعلام مكانتها ويحافظ على سمو استخدامها.
من جانبه، تعرض د. صبري حافظ إلى تحولات اللغة العربية في الأفق الإعلامي ، وتناول خلال ورقته إسهام الإعلام المكتوب ثم المسموع ثم المرئي على مدى قرن ونصف منذ انطلاق الصحافة العربية في القرن التاسع عشر وحتى عصر الفضائيات ضمن مجموعة التحولات التي انتابت اللغة العربية والتعرف على أدواره المختلفة في تحديث اللغة وتمكينها من استيعاب متغيرات العصر والاستجابة لمختلف تحدياته التصويرية واللغوية .
وبدوره، قدم د. محمد لطفي اليوسفي ورقة بعنوان "اللغة العربية والإعلام والحب القاتل"، ودارت حول إلحاح البعض على أن وسائل الإعلام توهم في الظاهر بأنها تخذل اللغة العربية وتسهم في تعطيل قدراتها، والحال أنها ظلت منذ نشأة الصحافة العربية وظهور القنوات الفضائية في ما بعد توسع من دائرة انتشار اللغة العربية وتخدمها. وركز في ورقته على كشف المغالطات التي ما فتئ أصحاب التصور الصفوي للغة يكرسونها ويروجونها بحجة الدفاع عن اللغة وهم يقومون بتنفير الأجيال من اللغة العربية.
ومن جانبه، تعرض الإعلامي جميل عازر إلى معايير الإعلاميين في القنوات الإخبارية والأسس التي يقوم عليها .. موجها في بداية ورقته الشكر إلى وزارة الثقافة على دورها في الحفاظ على اللغة العربية، والحرص على حمايتها، في ظل التقنيات الحديثة.
وشدد على ضرورة أن يكون الاعلاميون ملمين بالمعايير المهنية كأحد شروط اختيارهم للعمل في العمل الاعلامي، والالمام بهذه المعايير وكيفية استغلالها في جميع مراحل نقل الخبر، وصولا الى المتلقي.
وشدد على أهمية المام الاعلاميين بمتطلبات السياسة التحريرية للوسيلة الاعلامية والتزام ميثاق الشرف الصحفي ، والتمتع بالحس الصحفي، ومراعاة قواعد اللغة من حيث بيئتها وتراكيبها.