لم يكن الناس يعرفون أنهم يفتقدون أمرًا ما إلا بعدما عرض عليهم للمرة الأولى، فعلي سبيل المثال، كانت صناعة السيارات في بادئ الامر تحظى بشعبية كبيرة وتبيع الكثير من النماذج قبل عقود من الزمان ولم يلاحظ المشترون أنهم يشعرون بالملل دون جهاز راديو السيارة الاختياري، ولكن بمجرد ضبطه بسيارتهم، دهشوا كيف تمكنوا من العيش دون واحد كل هذا الوقت، وهذا هو الحال مع السيارات دون سائق اليوم والتي ستكون بأسواقنا في غضون 10 إلى 20 عامًا، ولكن ما هو غير واضح ما إذا كان أي منا يريد ذلك حقًا أم لا.

تعتقد فولكس واجن أننا قد نكون أكثر اهتمامًا بالسيارات التي تعمل دون سائق مما نحن عليه الآن، وربما ذلك بفضل تصميمها الكهربي بالكامل. كان مفهوم العلامة التجارية الشهيرة فولكس واجن، في هذا المجال، الأكثر وضوحًا في معرض جنيف للسيارات في مارس من هذا العام، فبعد الدراسات التي أجراها قسم الأبحاث لدى فولكس فاجن والتحدث إلى العملاء وأصحاب العلامات التجارية الأخرى، استنتج قسم الأبحاث بالفعل أن العملاء يحبون فكرة السيارات ذاتية القيادة باعتبارها ستوفر راحة في القيادة، أو تسمح لهم بالقيام بأعمال أخرى بدلاً من ذلك، أو الاسترخاء والاختلاط مع الركاب الآخرين.

ومثل جميع السيارات الأخرى دون سائق، فإن سيارة فولكس واجن " I.D. Vizzion" ستكون فعليًا عبارة عن روبوت ذي عجلات، يعتمد على التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي للتنقل. الفكرة هي أن كلا التقنيتين ستتطوران بسرعة كافية للقيام بعمل أفضل لتجنب الحوادث على الطريق أكثر من السائق البشري، إنه أمر مذهل بالنظر إلى أنه لا توجد آلة ذكية موجودة اليوم، ولكن على الرغم من النظرية الراسخة التي تفيد بأن السلامة لا تباع، فهناك سبب وجيه وراء حرص صناعة السيارات على كل ما نريده، من خلال تكنولوجيا السيارات الذكية الخالية من السائقين.

وتقول إحصائيات شركة الخدمات المالية "UBS"، أن سوق السيارات ذاتية القيادة سيصل إلى 2 تريليون دولار (1.5 تريليون جنيه إسترليني) بحلول عام 2030 ، وهو مصادفة مع التاريخ المخطط لوصول سيارة "I.D. Vizzion" إلى صالات العرض دون سائق (تتضمن الخطط إصدارًا أكثر تقليدية وإمكانية القيادة في عام 2022).

وتتسارع جميع شركات السيارات المعروفة للاستفادة من هذه الفرصة أيضًا، جنبًا إلى جنب مع عدد قليل من المتنافسين الأقل شهرة ولكن يحتمل أن يكونوا أكثر خطورة، مثل غوغل Spo-off Waymo. 

يجب أن تكون السيارات التي تعمل دون سائق لديها من الذكاء الاصطناعي ما يكفي حيث ستعمل في البداية على الطرق إلى جانب السيارات التي يقودها  البشر.وتوضح شركة "بوش"، عملاق التكنولوجيا والمورد إلى صناعة السيارات في العالم (بما في ذلك شركة فولكس فاجن)، أن السيارات الذاتية القيادة يجب أن تكون "مستقلة عن البنية التحتية" وقادرة على التعامل مع أي سيناريو يواجهها.

وتتوقع الشركة الألمانية بالتعاون مع شركة نفيديا لصناعة رقائق الكمبيوتر أن يكون لديها عقل آلي قادر على القيام بعمليات حسابية أسرع بثلاث مرات من الدماغ البشري في السوق بحلول عام 2020.ويكشف استطلاع سريع للرأي تم إجراؤه بواسطة فولكس واجن عن درجة عدم الارتياح من الاعتماد في قيادة سيارتنا بواسطة شريحة كمبيوتر ، ولكن يبدو أن شركات تصنيع السيارات التي تعمل في مجال الحكم الذاتي على ثقة من أننا سنتعود على ذلك مثل أي شيء آخر.

وأوضحت الشركة أن سيارتها Vizzion لا تحتوي على شاشات أو مداخل بل واجهة ذكية ثلاثية الأبعاد مدمجة، يمكن للراغبين الاختيار من بين أوضاع "الاسترخاء" أو "النشاط" أو "العائلة" والاختيار من بين مجموعة من الخيارات داخل كل منهم بمجرد النظر إلى الهولوغرام بنفس الطريقة التي أصبحنا نتصفح بها الصور على هواتفنا الذكية.

هذه هي السيارة الرابعة من ضمن أسطول ID الكهربائي والذي تحدثت عنه فولكس واجن في فترة سابقة بأن هذه السلسلة ستكون بمثابة مستقبل الشركة لعالم السيارات الجديد، وتتميز السيارة بأنها لا تحمل عجلة قيادة وتتميز داخليتها بأنها تجردت من الأسلوب التقليدي لداخلية السيارات.

 يمكن للبشر التفاعل معها عبر تحكم صوتي متطور وحتى بمقبض عتيق على مسند الذراع المركزي.

المناطق الداخلية من I.D. Vizzion تشبه غرفة المعيشة أكثر من كونها سيارة. ويقول Tobias May المصمم الداخلي لشركة فولكس فاجن: "إن لغة النموذج العام تتسم بالنعومة والتأقلم مع الطبيعة بحيث يكون لديك شعور ودي لطيف داخلها".

كما أن السلامة عند الاختلاط بالسيارات التقليدية تملي أيضًا المقاعد المواجهة للأمام. وقامت فولكس فاجن بتزويد السيارة بالعديد من الأنظمة المساعدة، التي تعتمد عليها في قيادتها الآلية والتوجيه والملاحة. ويمكن لركاب السيارة التواصل مع المضيف الافتراضي عن طريق الأوامر الصوتية والإيماءات.

وبالنسبة لنظام الدفع، تعتمد السيارة على محركين كهربائيين تتوزع قواهما على عجلات السيارة الأربع. وتبلغ قوة دفع المحركين 306 حصان تصل بالسيارة إلى السرعة القصوى 180 كلم/س.ويبلغ مدى سير السيارة الكهربائية 665 كلم بفضل البطارية، التي تبلغ سعتها 111 كيلووات ساعة.