الدوحة - قنا
استضاف معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والثلاثين الأديب المغربي الدكتورعبد الإله بن عرفة للحديث عن مشروعه الروائي "الرواية العرفانية وذلك بحضور سعادة السيد المكي كوان سفير المملكة المغربية لدى الدولة وعدد من الكتاب والمثقفين الليلة الماضية .
وخلال الأمسية التي قدمتها الدكتورة حنان فياض الاستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم جامعة قطر، عرف الدكتور عبدالإله بن عرفة بمشروعه الروائي لافتا إلى ان به تماس مع الفواتح القرآنية أو الحروف المتقطعة في فواتح سور القرآن ، فكما أن هذه الحروف 14 حرفا فمشروعه 14 رواية تتناول التاريخ الإسلامي والحضارة عرفانا لها ولمن أسهموا في بنائها ، مشيرا إلى أنه اختار قراءة تاريخ الأمة العربية الإسلامية منذ 14 قرناً انطلاقاً من الأحرف النورانية المقطعة، وإزاء كل حرف نوراني قامة فكرية وروحية وقرن حضاري من هذه القرون الأربعة عشر.
وقال، إن هذه التجربة انطلقت من عام 2002م برواية "جبل قاف" وهي الرواية الأولى التي أسندها إلى الحروف القرآنية المفردة "جبل قاف حول سيرة ابن العربي الحاتمي وأشار إلى الرواية الثانية "بحر النون" مبيناً أنها رواية تغوص في التجربة الخاصة أثناء عملية البحث عن الإنسان الكامل من خلال البحث عن الجزيرة الأطلسية ثم الرواية الثالثة " بلاد صاد" عام 2009، وهي تتناول سيرة أبو الحسن الشوشتري المعروف بنظم موشحاته الكبرى و في روايته الرابعة "الحواميم " تحدث عن تهجير الموركسيون عن أرض الأندلس في مطلع القرن السابع عشر وأضاف أن الرواية الخامسة حملت عنوان "طواسين الغزالي" تناول فيها شخصية الإمام أبو حامد الغزالي بمناسبة مرور 900 عام على وفاته ، أما روايته السادسة فهي"ابن الخطيب في روضة طه" وتستعرض تجربة حياتية ومعرفية لشخصية لسان الدين ابن الخطيب الذي كان أديباً وشاعرا، وفي حياته الكثير من المأساة والدراما.
وقد كتبها بمناسبة مرور 700 عام على ولادته وجاء العمل السابع "يس قلب الخلافة " وتتحدث عن السيرة الذاتية للسلطان عبد الحميد الثاني نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وترسم صورة عن الأوضاع الفكرية والسياسة لهذه المرحلة الحرجة من تاريخ العالم الإسلامي والأطماع الاستعمارية ..لافتا إلى، أنه يعمل حاليا في رواية "طوق سر المحبة " وتتناول سيرة الامام ابن حزم الاندلسي .
ولفت الكاتب إلى،أن استراتيجية العنونة لديه ترتبط بذات الفواتح القرآنية موضحا أن هناك حضورا للأندلس في مشروعه لأنها نقطة الارتكاز الحضاري للمسلمين على حسب وصفه ، داعيا إلى ضرورة اعادة قراءة التاريخ حتى لا تكون هناك قطيعة معرفية .
وعقب ذلك تم فتح نقاش حول هذا المشروع ووكانت البداية مع سؤال حول سبب توجه الكاتب لهذه الفكرة وعدم الخوف من انصراف القارئ ليرد بأن لكل أدب متذوقه وقد وجدت قراء في العالم العربي متعطشون لهذه الأعمال وقد بدأ البعض عمل بحوث ودراسات حولها .
وردا على سؤال لوكالة الأنباء القطرية قنا حول استبعاد عدد من الحواضر الإسلامية التي كانت لها اسهامات واضحة في التاريخ الإسلامي مثل بغداد والشام من هذا المشروع قال لم أستبعد هذه الحواضر بل موجود في اسفار أبطال رواياتي ولكن ربما لم يتم التركيز على ذلك واعلن أنني أعمل حاليا في مشروع رواية جديدة تكون منطلقها بغداد رافضا الإفصاح عن التفاصيل .