كتاب "المسرح العربي في فلسطين 1975-2000"

أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينية مؤخرا كتاب "المسرح العربي في فلسطين 1975-2000"، للكاتبة نهى عفونة العايدي الذي يتناول بالتفصيل مسيرة المسرح الفلسطيني على مدى ربع قرن، مع العودة إلى بدايات الحركة المسرحية وكيفية وصولها إلى فلسطين
وتؤكد الكاتبة في مقدمة الكتاب أهمية أدب المقاومة باعتباره جزءا من المقاومة، لتوضح فيما بعد أن مهمة المسرح الفلسطيني صعبة جدا، نظرا لتأثير عوامل عدة أبرزها البيئة المحيطة والأنظمة التي تعاقبت على حكم فلسطين، موضحة أن المسرح الفلسطيني سعى ليكون مناضلا بكل معنى الكلمة، فتتبعت الحركة المسرحية في هذه الفترة بالأسماء والأماكن، ثم تجيب عن تساؤلها حول مدى نجاح المسرح الفلسطيني. 
وتقول العايدي :" إن الإرساليات التبشيرية، وتحديدا منذ أواخر القرن التاسع عشر رغم أغراضها المشبوهة، ساهمت في خلق نهضة مسرحية بفلسطين، حيث تأسس المنتدى الأدبي في القدس عام 1909، وظهرت بعض المدارس الوطنية في البلدان العربية لمواجهة الإرساليات". 
واستعرضت المؤلفة بالتفصيل النشاط المسرحي في فلسطين، وأسماء الفرق وما قدمت من عروض، ورصدت الكتابةَ المسرحية، ووثقت مجموعة من العروض بالرجوع لأرشيف المسارح والعاملين فيها. 
ثم انتقلت لتحلل بعض النصوص بين التأليف والأداء وعناصر النص الدرامي من حبكة وشخوص وصراع وحوار ولغة وغيرها، محاولة في نهاية الدراسة استجلاء موقع المسرح الفلسطيني من المسرح العربي وأثر التيارات الغربية فيه. 
وذكرت أنه حتى عام 1976 كان يتسم المسرح الفلسطيني بالتواضع الفني بسبب العزلة، موضحة أن كل ما تم من أعمال يندرج في اتجاه الواقعية لأن معظم الأعمال انطلقت من أرضية الواقع الاجتماعي والقومي الذي يحياه الناس. 
وبينت العايدي أن المسرح الفلسطيني واصل إسهاماته حتى بعد عام 1967، وكان لجامعة بيرزيت في رام الله دور ريادي في هذا المجال بعد ذلك وتحديدا عام 1975. 
وبالانتقال لمرحلة الثمانينيات ترى أن المسرح وصل إلى نوع من الاستقرار خلافا للعقد الذي سبقه، ثم تطور في مرحلة التسعينيات ووجدت مسارح يومية تحتضن الأنشطة المتنوعة، وتوسعت دائرة المشاركة الفلسطينية عربيا ودوليا وبالعكس. 
ورغم العقبات والتحديات والمآخذ على المسرح الفلسطيني، تقول الكاتبة إنه يتبوأ وبجدارة مكانة رفيعة بين غيره من المسارح في الوطن العربي.