صدر حديثاً عن دار الفارابى للنشر والتوزيع كتاب تحت عنوان "العقل.. سفر فى عالم مجرد" للكاتب ماهر أبو شقرا، الكتاب يتطرق إلى العديد من الإشكاليات التى تتعلق بالعقل على المستويين الفردى والجماعي. وأن الأفكار التى يتناولها الكتاب، هى نفسها الأمور التى تطرحها الفلسفة،وبالرغم من ذلك يرفض الكاتب إدراجه ضمن لائحة الكتب الفلسفية، وينفى أيضا تصنيفه بأنه يطرح نظرية فلسفية "لأن ذلك سيجعله خاضعاً لمعايير أكاديمية" بحسب ما يقول. الكتاب يشبه إلى حد كبير التحركات الشبابية الثورية، وهو جزء من النضال الهادف إلى التغيير، لكنه يقوم به على المستوى الفكرى. كما ينفى الطابع السببى للوجود، ليس نحو اتجاه لاسببى، بل نحو اتجاه يقول إن كلّ شىء هو سبب لكلّ شىء ضمن وجود مترابط بجميع عناصره. الرسالة الأساسية التى يوجهها الكتاب، بالنسبة إلى الكاتب، سواء أيّد الناس مضمونه أم لا، أن يعمدوا دوماً إلى مساءلة قناعاتهم، "وإلا لن يتطوروا، فمستحيل على الإنسان الذى يسعى إلى تأكيد قناعاته، بالتالى فالهدف البعيد للكتاب هو التغيير، الذى يتم حتما بالممارسة. ما يميز هذا الكتاب هو أنه طرح مسألة العقل من منظور شامل ومترابط، عبر تبويب فصوله بطريقة شيقة توضح تناوله للأمور. إضافة إلى محاولة الكاتب توجيهه للجميع، من خلال اللغة السهلة والأسلوب الذى يبتعد قدر الإمكان عن التعقيد ويتيح الكتاب هذا للقراء الذين لا علاقة لهم بالفلسفة أن يستمتعوا بقراءته وأن يفهموا بسهولة محتوياته. كما يلفت الكاتب إلى أنه استغرق نحو أربع سنوات من القراءات والأبحاث المعمقة كى ينهى كتابه، تخللتها مقابلات مع أشخاص كثر، واستطلاعات رأى واستمارات، إضافة إلى رصده حالات متميزة من الناس " كأشخاص متطرفين دينياً، أو شخص ما كان يؤمن كثيراً ثم صار ملحداً والعكس..". محاولاً قدر الإمكان إتباع منهج علمى.