السويداء-سانا
تسلط رواية “زهر” للأديب والكاتب الراحل “جمال أبو جهجاه” الضوء على مقاومة أبناء الجولان السوري المحتل للعدو الصهيوني منذ عدوان عام 1967 والعمليات الاستشهادية في جنوب لبنان بثمانينيات القرن الماضي وتمجيد الشهادة.
وتحدثت الرواية المؤلفة من 296 صفحة عن الشهيدة “زهر أبو عساف” التي استشهدت خلال تنفيذها عملية فدائية جنوب لبنان في الثامن عشر من شهر حزيران عام 1987 كاشفة عن شخصيتها الوطنية الثورية وعزمها منذ نعومة أظفارها الانتقام من العدو الذي احتل مسقط رأسها الجولان السوري محاولة محو تاريخ ولادتها المتزامن مع نكسة حزيران واستبداله بتاريخ نصر جديد تنقله الأجيال مدى الحياة.
وتبرز الرواية ما كانت تحمله أبو عساف من انتماء وطني وتمسك بالأرض وعشق للمقاومة وقيادتها للمظاهرات الطلابية استنكارا لإجرام الصهاينة ودعما لانتفاضة الشعب الفلسطيني وتأثرها بالعديد من الشخصيات الوطنية.
وتفرد الرواية حيزا واسعا للتعريف بالبيئة التي نشأت بها زهر وانحدارها من أسرة وطنية تحمل إرثا نضاليا يتمثل بجدها الذي قارع المستعمر الفرنسي برفقة سلطان باشا الأطرش وأبيها عبد الكريم الضابط في الجيش العربي السوري الذي شارك بحرب تشرين التحريرية.
ويقوم أسلوب الرواية على تداخل الأزمنة والأمكنة وعلى تنوع الحديث بين السرد والحوار والمونولوج ونقل القارئ من العالم المتخيل إلى الواقعي.
ويشير تيسير أبو جهجاه إلى أن شقيقه الذي كتب رواية “زهر” يعبر عن كينونته الداخلية لأنه خاض حرب تشرين التحريرية منذ ساعاتها الأولى فضلا عن تركيزه على البطلة زهر أبو عساف التي ذهبت من السويداء إلى جنوب لبنان وزرعت بعمليتها الاستشهادية بساتين من الورد وقلدت كل مواطن عربي شريف طوقا من زهر الياسمين.
يذكر أن الأديب والكاتب الراحل جمال أبو جهجاه قدم عددا من الإصدارات الفكرية والأدبية منها “شهبا مدينة التاريخ والحضارة” عام 2004 و”الإنسان من الحياة إلى الموت” عام 2006 و”سلطان الأطرش باعث الفكر الثوري والشعور القومي” عام 2009 و”هن النعيم وهن الجحيم” عام 2007 و”أبو العلاء المعري والفكر النقدي” عام 2010 .