دمشق-سانا
يتحدث المهندس فايز فوق العادة رئيس الجمعية الكونية السورية في مقدمة كتابه “بساطة العلم” عن قوى الطبيعة والقوى النفسية المقابلة لها كالإرادة والإبداع منتقدا العلماء الذين يتصورون مجالات فيزيائية مؤثرة كالمجال الكهرومغناطيسي ومجال الجذب الثقالي ولا يأبهون للمجال النفسي المتمثل بكليانية الفكرة ويعاملون العالم باعتباره جسيمات مركزة متناثرة ويكتفون بإشارات عابرة إلى المركزية الدماغية للفكرة.
ويتساءل عما إذا كان مبدأ البساطة ينسحب على ثنائية “الذات والوجود” موضحا أن الذات تنبثق على هامش صيرورة فيزيائية كونية مديدة وأن الذات تمنح بدورها قيمة وجودية للكون وأن فهم الثنائية على هذا النحو هو إبداع علمي صرف ينجم عن بساطة العلم.
ويرى أن غاية الفيزياء كما يقرر أينشتاين ليست اكتشاف العلاقات القائمة بين الأشياء المادية وإنما العلاقات القائمة بين الأحاسيس.. فالعالم الواقعي هو مركبات من الأحاسيس وغاية القوانين هي تصنيف الأحاسيس وحسب لافتا إلى أن علم الفيزياء يتحول لدى كبار الفيزيائيين إلى علم نفس وأن القانون الفيزيائي الأصح هو القانون الأبسط والأجمل لكونه منظومة باطنة تحقق تناغما أعلى في العالم الداخلي للمبدع.
ويوضح الكاتب أن المبدع يترجم الفعل الإبداعي في أبجدية معينة فالرموز الرياضية هي أبجدية القوانين الفيزيائية..والعلامات الموسيقية هي أبجدية الألحان والسيمفونيات ما يبرر لفيثاغورس محاولاته المتكررة الرامية إلى ترجمة الإبداعات الفيزيائية والكونية إلى رموز موسيقية وعلى العكس ترجمة الموسيقا إلى رموز رياضية.
ويستنتج فوق العادة أن العلم كان وما زال المرجع والملاذ في حل الاشكالات كلها فعندما انتشرت الجائحات المرضية في القرون الوسطى كان لا بد من انتظار إنجازات العلم للقضاء عليها من خلال ابتكار وسائل ناجعة لقتل البكتيريا وتتمثل هذه الوسائل بأصناف معينة من مركبات كيميائية هي الأدوية “إنها بساطة العلم”.
ويتطرق الكتاب إلى عناوين فرعية تندرج تحت العنوان الرئيسي ومنها .. بساطة الرياضيات- كيف يعمل الحاسوب -قمر الأرض- الكونيات المعاصرة- الثقوب الكونية السوداء – الهندسة البكتيرية- المدن الفضائية- ظواهر كونية محيرة.
ويقع كتاب “بساطة العلم” الصادر عن الهيئة السورية للكتاب في 120 صفحة من القطع الصغير ويوزع مجانا مع العدد الجديد من مجلة “المعرفة” الثقافية الشهرية.