وزارة الثقافة تستعرض مبادراتها لتنمية ثقافية

 أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع أن مبادرة التنمية الثقافية والمجتمعية المستدامة التي تضطلع بها الوزارة وتتواكب مع مؤتمر تنمية المنطقة الغربية إنما تأتي اتساقا مع رؤية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية الذي يمثل القدوة والمثل لكافة ابناء المنطقة ويجسد حالة متميزة لإيمان القائد بقدرات أبناء المنطقة وإمكانية أن يسهم الجميع في عملية التنمية الشاملة وفقا للمبادئ التي أرساها الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والتي رسمت الطريق لنهضة الإمارات ورفعتها وهي المبادئ نفسها التي تنتهجها قيادتنا الرشيدة ممثلة بصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

واشار إلى حرص وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على القيام بدورها في التنمية الشاملة بالمنطقة الغربية في المجالات الثقافية والتكنولوجية والشبابية والمعرفية من خلال عشرات المبادرات الكبرى التي تركز على الثقافة بمعناها الشاملة كرافعة مهمة لعمليات التنمية.

   جاء ذلك خلال الجلسة التي نظمتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع على هامش مؤتمر تنمية المنطقة الغربية الذي عقد بأبوظبي تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية ويتناول الخطط الاستراتيجية للتنمية الشاملة للمنطقة الغربية على المستويات الاقتصادية والثقافية والمجتمعية .

حضر الجلسة - التي ألقت الضوء على مبادرات وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع من أجل تنمية ثقافية ومجتمعية شاملة ومستدامة بالمنطقة - الدكتورة أمل عبدالله القبيسي مديرة عام مجلس أبوظبي للتعليم ومحمد حمد بن عزان المزروعي وكيل ديوان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية وسعادة عفراء الصابري وكيلة وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وكبار المسؤولين المحليين بالمنطقة الغربية وعدد من الخبراء الدوليين الذين عملوا على ملف المنطقة الغربية على مدى أكثر من 6 اشهر إضافة إلى خبراء من شركات أبل وميكروسوفت.

وتناولت الجلسة الجهود التي قامت بها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع خلال الفترة الماضية برعاية ودعم كبيرين من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان لإنجاز خطة استراتيجية متكاملة من أجل تنمية ثقافية ومجتمعية مستدامة بالمنطقة الغربية حيث ان هذه الخطة استغرق إنتاجها أكثر من 6 اشهر ووضع معالمها الرئيسية حوالي 25 خبيرا دوليا في هذا المجال بعدما قاموا بعمل مسح ميداني شامل التقوا خلاله بأهالي المنطقة الغربية في المدن والقرى وتعرفوا بشكل تفصيلي على احتياجاتهم ومتطلباتهم من خلال أكثر من 4 زيارات ميدانية استغرق بعضها ما يزيد على الأسبوعين ثم قدموا تقريرا متكاملا ينقسم إلى ثلاث مستويات ويحوي عشرات المبادرات التي تلبي الهدف الرئيسي وهو تنمية ثقافية ومعرفية شاملة لكافة أهالي المنطقة.

أول هذه المستويات يركز على مبادرة إنشاء فعاليات ومؤسسات ثقافية معرفية متكاملة في 7 مناطق مختلفة بالمنطقة الغربية تحت شعار " واحات الإبداع" من أجل اكتشاف المواهب والمبدعين من اهالي المنطقة وتفجير الطاقات لخلق حالة ثقافية متميزة ..في حين يركز المستوى الثاني على الاقتصاد المعرفي من خلال مبادرات البوابة الإلكترونية للتعليم المستمر وإنشاء الأكاديميات الإقليمية والدولية إلى جانب المسارح والمؤسسات الثقافية الأخرى.

ويركز المستوى الثالث من خطة وزارة الثقافة لتنمية المنطقة الغربية على تحويل المنطقة إلى وجهة سياحية لأبناء المنطقة العربية والعالم من خلال ثلاث مبادرات رئيسية أولها يعتمد اقتصاد المعرفة بحيث تتحول المنطقة الغربية / وادي السيلكون في جزيرة العرب / لتلبية احتياجات التنمية في المنطقة والوطن العربي بشكل عام وتقديم حلول تكنولوجية مبتكرة لكافة التحديات التي تواجه التنمية الصناعية والاقتصادية بالمنطقة كما يركز هذا المستوى على إنشاء ما يسمى "الحدائق الثقافية" لتشمل ثقافات العالم بما تحتويه من معارف ومعالم وتراث بحيث تقدم صورة مضيئة للإمارات باعتبارها ملتقى ثقافات وحضارات العالم.

وقال المتحدثون في الجلسة أن الخطة المتكاملة التي قدمتها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لم تغفل احتياجات الشباب فاهتمت بإنشاء مدينة متكاملة للأنشطة الشبابية تحرص على تقديم الانشطة الثقافية والرياضية والترفيهية في مكان واحد.

وأشاد أحد شباب المنطقة الغربية الذين حرصوا على حضور الجلسة والمساهمة فيها بالجهود التي تقوم بها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع برعاية ودعم من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان لتنمية المنطقة الغربية ثقافيا ومعرفيا ومجتمعيا ..مؤكدا أنه حرص على تقديم العديد من المقترحات والمبادرات إلى لجنة الخبراء التي زارت المنطقة اكثر من مرة معربا عن سعادته ان تضمن التقرير النهائي للتنمية الإشارة إلى هذه المبادرات وتطويرها لصالح أهالي المنطقة.

وأشار الدكتور صفي الدين خربوش مستشار وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع إلى أهمية دور الشباب في عملية التنمية الشاملة ..مؤكدا أن تنمية المنطقة الغربية تعد التجربة الأكثر تفردا على المستويين العربي والعالمي لتكاملها واهتمامها بالشق الثقافي والمعرفي جنبا إلى جنب مع الشق الاقتصادي والمالي بما يؤهلها لتكون بداية انطلاقة حقيقية لهذه المنطقة .

وأكد ان التنمية الشاملة تعني وجود المصانع والشركات والمدارس إلى جوار واحات الإبداع والثقافة التي تؤهل الشباب ليكونوا الرقم الصعب في عملية التنمية ..مشيدا بدور القيادة الرشيدة للإمارات في رعاية هذه المشروعات العملاقة التي تؤسس لنهضة مستمرة.

كما تطرقت الجلسة إلى أهمية دور التنمية الشاملة التي لابد أن تركز على اقتصاد المعرفة باعتباره رافعة هامة لأي عملية تنمية في المنطقة والتي تركز على دمج الشباب لكي يكون فاعلا في تنمية مجتمعه وأن ينطلق بالثقافة - بمعناها الشامل- إلى الإسهام الفاعل في حركة النهضة والتنمية باعتبار أن الإنسان هو هدف التنمية وصانعها.