ندوة في الهند

أقامت أكاديمة كيرالا الهندية للآداب ندوة للأدب العربي والماليالمي والترجمة المتبادلة بينهما، وذلك لأول مرة بعنوان «مهرجان الأدب العربي والماليالمي الدولي»، خلال يومي 8 و9 من الشهر الجاري في مدينة «تريشور» بولاية كيرالا الهندية، وقد ضمت فعاليات الندوة محاضرات في الأدب العربي والتاميلي والمليالمي، إضافة إلى قراءات شعرية شارك فيها كل من: د. شهاب غانم، صالحة عبيد غابش، مريم الشناصي، محمد عيد إبراهيم، علي كنعان، أزهار أحمد، ليانا بدر، محمود سعيد، سالم خالد الرميضي، إلى جانب عدد من الشعراء الهنود، ومنهم: مانامبور راجانبابو، أنور علي، ألانجود ليلاكريشنان , جوزيف وزير الثقافة في كيرلا، إلى جانب رئيس الجامعة ونائبه والهيئة التدريسية، وقد قام الوزير بتكريم الشاعر د.شهاب غانم الحائز على «جائزة طاغور للسلام»، وكان قد تسلمها في مدينة كالكوتا من «الجمعية الآسيوية» الهندية، قبل انعقاد الندوة بأيام.
واصلت الندوة جلساتها حيث تحدث كل من الروائي بيرومبادفام شريدهاران رئيس الأكاديمية مرحبا بالأدباء المشاركين، وأكد على أهمية العلاقات الثقافية بين الهند والبلاد العربية، مبينا أن انعقاد هذه الندوة لأول مرة في كيرالا سوف يكون منطلقا للقاءات ثقافية مستقبلية، وخاصة في مجال الترجمة المتبادلة بين العربية والهندية، مشيرا إلى أن الجامعات الهندية تولي أهمية كبيرة لدراسة اللغة العربية وآدابها.

ثم تحدثت الكاتبة ليانا بدر عن الأدب الفلسطيني وأهم أعلامه في أكثر من جيل، أما الشاعرة الهندية سلمى فقد استعرضت في حديثها لمحات من الأدب التاميلي، كما أشار الشاعر علي كنعان إلى ترجمات الدكتور بديع حقي لطاغور في الخمسينيات من القرن الماضي، ثم تحدث عن المتنبي وأهمية الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى بعد الألف لميلاده في السنة القادمة، من خلال موقع «واحة المتنبي» الذي يضم ديوان الشاعر وأربعين شرحا لقصائده، وقد أسس هذا الموقع الشاعر محمد أحمد السويدي وسوف يطلقه عبر شبكة جوجل العالمية خلال الاحتفال.

وحول الترجمة الأدبية وأهميتها في بناء جسور التواصل بين الشعوب، تحدث كل من د.شهاب غانم عن علاقته المبكرة بالهند وآدابها، مشيرا إلى الترجمات التي أنجزها شعراً ونثراً.
وفي معرض حديث الشاعر محمد عيد إبراهيم عن تجربته الطويلة في الترجمة، أشاد بالمكانة الرفيعة التي تتمتع بها الهند وآدابها في البلاد العربية، كما تحدثت الشاعرة العمانية أزهار أحمد عن قراءاتها في الأدب الهندي، سواء بالإنجليزية أو الترجمات العربية، مؤكدة أن انطلاقتها الأدبية بدأت من قراءاتها لشعر طاغور.

إلى جانب ذلك، شارك عدد من الأدباء الهنود وقدموا لمحات عن أبرز أعلام الأدب العربي من جبران إلى نجيب محفوظ والطيب صالح وغسان كنفاني ومحمود درويش.

وفي الأمسية الشعرية قرأ كل من الشعراء الضيوف د: غانم، مريم الشناصي، سالم الرميضي، أزهار أحمد، علي كنعان، محمد عيد إبراهيم، والشاعرة التاميلية سلمى، إضافة إلى مشاركة المترجمين بقراءة القصائد في نصوصها المترجمة إلى المليالمية.
ومما أثرى فعاليات هذه الندوة الحضور الكبير للشباب وأغلبهم من طلبة الجامعات الذين يدرسون العربية أو من الأساتذة الذين أنهوا دراساتهم في البلاد العربية، مما يعبر عن سعة العلاقات الثقافية وعمقها بين الهند والعالم العربي.
يشار إلى أن المستعرب والمترجم الهندي «سيد أبو بكر قدسي» هو الذي قام بالتنسيق والتواصل بين «أكاديمية كيرالا» الهندية والأدباء العرب المدعوين.
وهو كاتب قصة قصيرة ومترجم لأنطولوجيا تضم 40 قصة قصيرة لكاتبات من جميع البلاد العربية، ومنهن سحر خليفة، نوال السعداوي، رضوى عاشور، غادة السمان، مريم الساعدي، رجاء عالم، ليلى العثمان.