المقهى التراثي

أكد د .عبد الستار عزاوي المتخصص في ترميم المباني الأثرية والتاريخية، إن الشارقة تولي اهتماما كبيرا للحفاظ على المباني التراثية، منها المساجد والمدارس القديمة والبيوت، بينما كشفت فتحية النمر، قاصة وروائية، احتياجها إلى توظيف التراث في أعمالها الأدبية، وسعيها إلى ذلك، لإظهار الجوانب المضيئة في تراثنا .

وأضاف عزاوي في المحاضرة التي ألقاها في مقهى الأيام، أمس الأول الثلاثاء، بعنوان "ترميم المباني التاريخية" أن هناك أولوية للشارقة، للحفاظ على الإرث الضخم الذي تحظى به، ليبقى طويلا عبر الأجيال .

ويرى عزاوي أن ترميم الآثار والمباني المتهدمة، خطوة لتعريف الجيل القادم بماهية العيش على هذه الأرض الطيبة في عصور سابقة، وأن المعنيين بالأمر يبذلون جهودهم في هذا الجانب .

وفي ندوة ثانية حول التراث في الرواية العربية، قدمت فتحية النمر ملخصا لتجربتها في كيفية الاستفادة من التراث وتوظيفه عبر أعمالها الأدبية، وتؤكد النمر" أسعى إلى تأليف عمل يعالج السلبيات والإيجابيات التي لم يتطرق إليها أحد خلال فترة الثلاثينات، وجدتي هي ملهمتي في هذا الجانب، ومن خلال فهمي لها، ومعرفتي المسبقة بها، كونت صورة عن هذه المرحلة، وأحاول من خلالها استنباط صور أخرى .

وعن تناول التراث في الأعمال الفنية والروائية وبينت النمر "الكثير أخذ جوانب سلبية في عرضه التراث الإماراتي، منها كيف كانت الحياة الماضية والتشويه واضح في الكثير من الأعمال التي تناولت هذا الجانب، ومنهم من أبرز الجوانب الداعية إلى الإحباط، ومنها محدودية الإمكانات، وأن الناس لم يكونوا يستطيعون العيش وعرض المشاكل الاجتماعية المتراكمة، وعدم القدرة على مواجهة الطبيعة والحياة، ومنهم من عرض سيطرة المجتمع على المرأة، وسلبها جميع حقوقها وضعفها وعدم مبالاة المجتمع بها، ومن الآخرين من سلط الضوء على الجوانب المضيئة في التراث، وهذا ما أنوي فعله بالضبط .

وتضيف النمر إن توظيف التراث في عمل فني يحتاج إلى دراسة عميقة وجهد بالغ، خاصة في الرواية، فتحتاج الرواية إلى التفاصيل المهمة، منها شكل البيوت والمباني والشوارع والأزقة وتجاور الفرجان، والناس وطبائعهم وصفاتهم وأعمالهم وغيرها من التفاصيل التي تحتاج إلى الرجوع إلى التراث والاستفادة من المتاح من الكتب والروايات التي تناولته، وقدم الندوة محمد ظاهر الصحافي والإعلامي .