المركز الثقافي الأردني

انطلقت عروض الافلام الوثائقية الاسبانية مساء امس  في المركز الثقافي الملكي.

واستهلت العروض التي تستمر لغاية 11 حزيران المقبل بواقع عرض كل مساء خميس بالفيلم الوثائقي "غابور" من انتاج 2013 ومدته 68 دقيقة،ويتحدث عن قصة صداقة بين مخرج شاب ومصور سينمائي كفيف، يقومان برحلة الى البيرو لتصوير مشاهد واقعية في احدى المدن لعدد من الاشخاص الذين يعانون من فقدان نعمة البصر ومنهم جدة تعيش مع حفيدتها وخباز وعامل دهان وغيرهم بعضهم سيخضع لاجراء عملية جراحية للقرنية حيث يتتبع الفيلم مشاهد من مفارقات حياتهم اليومية قبل العملية وبعدها.

وعالج الفيلم بمشاهد ثرية بالتقنيات الادائية المشرعة على اجواء من البيئة السائدة في البيرو خصوصا مناطقها الريفية التي تتمتع بمرتفعات جبلية عالية، قضية فقدان البصر وضرورة مواكبة الحياة والتغلب على هذه الاعاقة من خلال تطويع الذات على اكتساب مهارات استثنائية قد يفتقدها المبصرون وهو ما تجلى في قدرات المصور الكفيف ذاته الذي كان قد فقد بصره قبل حوالي 10 سنوات الا ان ذلك لم يعيقه عن تأدية عمله بمهارات عالية متجاوزا نظرائه في هذا المجال ومتخطيا مختلف المعيقات الفنية التي قد تواجهه اثناء التصوير كما ظهر في الفيلم.

تنطوي احداث الفيلم على قدرات ابداعية للمخرج سيباس والمصور غابريال حيث تنقلت الكاميرا باحداث الفيلم ومن خلال مقاربات بصرية للحالات وبين ارياف البيرو والمدينة التي فيها المستشفى حيث تجرى عمليات القرنية والحراك الانساني فيهما وشكلت فضاء رحبا يجمع بين حيوية الاداء الهادىء في الغوص بدواخل الذوات الانسانية على بساطتها ورغم معاناتها وتحديها لتلك المعاناة، ثم والخروج منها الى نافذة مشرعة بالامل والاصرار على الحياة.

وجاءت تقنيات الصوت والموسيقى ذات الايقاع الهاديء اللاتيني مكملة لسلاسة النص وحيوية الاخراج من خلال مفردات مشهدية ودرامية وتقنية لقطات طويلة وقصيرة تعمل على تحقيق فيلم ذي بعد انساني ومتميز.

وتستكمل العروض في الاسابيع المقبلة بافلام "سنوات الجموح" و"اضطراب كبير تحت السماء" و"مكان لي في الحياة" و"اسكتلندا".