أبوظبي-وام
أكدت ورشة علمية نظمتها " هيئة الإمارات للهوية " أهمية تطبيق منهجية إدارة المخاطر في عملياتها كافة بهدف استخلاص العبر والدروس من أية مخاطر تواجهها بما يدعم قدرتها على الحد من تأثيرها مستقبلا عند إعداد خططها الاستراتيجية والتشغيلية بجانب التنبؤ بالتحديات المستقبلية بحيث يمكنها التعامل معها بشكل أكثر إيجابية وبوسائل تعتمد على الفعل وليس على رد الفعل تجاه ما يحدث.
ودعت الورشة التي شارك فيها عدد من مدراء القطاعات ومدراء الإدارات والوحدات التنظيمية في الهيئة.. إلى ضرورة الاستفادة من عمليات تقييم وتحليل المخاطر وتصنيفها بشكل ينعكس على عملية اتخاذ القرارات المستقبلة بحيث تأخذ بعين الاعتبار المخاطر التي يمكن ان تواجه أيا من مشاريعها الأمر الذي يسهل على القائمين على المشروع تجاوزها ويمكنهم من تحقيق النجاح المنشود إلى جانب مساهمة ذلك في تعزيز الحوكمة المؤسسية في الهيئة.
وأشارت الورشة إلى أن عملية تحليل المخاطر تتم بناء على عدد من العناصر والجوانب ذات العلاقة بعمل المؤسسة من ناحية وبدور شركائها الاستراتيجيين في مشاريعها من ناحية أخرى والتي تشمل احتمالية حدوث الخطر ومستوى تأثيره وتبعاته بجانب البحث عن السبب الرئيسي لوجوده والتحقق منه ومراجعته ثم تصنيف المخاطر وتجميعها وترتيبها وفق درجات تأثيرها على عمل الهيئة ووضع أولويات للتعامل مع كل منها بحيث يتم التغلب عليها وتجاوزها دون أن تترك أية آثار سلبية على الخطط والبرامج التي يجري تنفيذها.
وأوضحت الورشة التي قدمها كرم علوان مدقق نظم معلومات في إدارة التدقيق الداخلي في الهيئة .. أن السيطرة على المخاطر التي قد تهدد أي مشروع أو خطة مؤسسية تتطلب بجانب التحليل تقييما يتم من خلاله تحديد مستوى الشهية للخطر ومستوى القابلية لتحمله ومستوى قبوله إلى جانب إجراء مراجعات دورية لمستوى الاستعداد لكل ذلك والأخذ في الاعتبار الكلفة المتمثلة في الموارد اللازمة لإنجاز المشروع.
وحذرت الورشة من خطورة التهرب من التعامل مع التحديات التي تواجهها أي مؤسسة باعتبار أن ذلك يشكل أكبر وأسوأ مخاطرة على مشاريعها وكذلك من غياب ثقافة الوقاية من المخاطر .. مؤكدة أن أية عقبات تعترض أنشطة المؤسسة غالبا ما تترك سلبيات وإيجابيات يمكن الاستفادة منها كعوامل رئيسية لتحقيق التقدم في شتى مجالات العمل.
وأوضح مقدم الورشة أن الهدف من تطبيق منهجية إدارة المخاطر في الهيئة هو الوصول بها إلى مرحلة التكامل في الأداء والتركيز على التعلم من الأخطاء والمخاطر منبها في هذا الإطار إلى ضرورة الابتعاد عن ممارسة ثقافة اللوم عند حدوث المخاطر والتركيز بدلا من ذلك على الإقرار بالخطأ والتعلم منه وتأمين مناخ الثقة لمناقشته علنا بلاخوف أو خجل ثم استخلاص العبر والدروس بدلا من توزيع الاتهامات ونقل المعرفة الناتجة من ذلك للآخرين.
وأجمع المشاركون في الورشة على أهمية نشر ثقافة الدراية بالخطر لدى جميع كوادر الهيئة من خلال التعريف بمكوناتها التي تتضمن مجموعة القيم والمعتقدات والمعارف والسلوكيات والفهم للمخاطر المحيطة بالهيئة وأهدافها ثم العمل على استدامة الجاهزية لإدراكها وإداراتها من خلال استيعاب مفاهيم إدارة المخاطر وتوحيد لغة الحوار عند التحدث عنها.
وعرفت الورشة معنى " الخطر " بأنه حالة عدم التأكد المتعلقة بالنتائج المستقبلية لأحداث حالية واحتمالية حدوث مردود سلبي يعيق تحقيق الأهداف الاستراتيجية والتشغيلية للهيئة أو تهديد أو فقدان لفرصة الأمر الذي قد يحول دون تحقيق الهيئة لأهدافها أو قد يتسبب بإلحاق أضرار بها.
وأكدت الورشة ضرورة الفهم الكامل للعمليات والأنشطة الرئيسة والفرعية للهيئة وكيفية ربطها مع الأهداف الاستراتيجية والتشغيلية وهو ما يتطلب من كل إدارة معرفة وتحديد المخاطر والأحداث التي قد تواجهها أثناء تنفيذ عملياتها ووضع خطة متكاملة لإدارة هذه المخاطر والتعامل معها بما يضمن تحقيق الأهداف المنوطة بها وأن تحرص على الاستفادة من الأحداث التي قامت بإدارتها عند قيامها بإعداد مشروعاتها للأعوام القادمة وتتخذ قرارات مبنية على مخاطر محسوبة.