الدوحه - قنا
تواصلت فعاليات مهرجان كتارا الثالث للمحامل التقليدية، الذي يعد أحد أكبر المهرجانات المتخصصة في التراث البحري. وقد تميز المهرجان في ثاني أيامه بفعالياته المتنوعة، والتي شملت محاضرات تراثية وعروض شعبية وفرق تقليدية. وتنوعت الأنشطة والعروض الشعبية وعروض المياه الراقصة التي شهدتها جماهير غفيرة من المواطنين والمقيمين من مختلف الجنسيات، كما تابع الجمهور مختلف برامج المهرجان بالرغم من الأجواء الممطرة . وعرض خلال المهرجان فيلم "غرق محمل الريان" على الشاشة المائية حيث تناول قصة المحمل الذي انطلق في رحلته البحرية ينشد الرزق في عرض البحر لتباغته الأجواء المتقلبة التي أدّت إلى غرقه، مصّورا حالة الخوف والمخاطر التي تعرض لها البحارة عند ارتفاع الموج. ومما ميّز الفيلم أنّه عُرض على الشاشة المائية وهو ما أثار إعجاب الحضور، فضلاً عن المؤثرات الصوتية التي أشعرت الحاضرين بحجم الخطر الذي كان يواجهه البحارة حينها ليستشعروا حجم التضحيات والصعوبات التي مروا بها حين ألقوا بأنفسهم وتخلوا عمّا كان بحوزتهم. كما استقبل الحيّ الثقافي اليوم الأربعاء أكثر من 400 طالب وطالبة جاءوا من العديد من المدارس للاطّلاع على فعاليات المهرجان والتعرف على خصوصية الموروث الشعبي في إشارة الى أهمية التواصل بين الأجيال. وإضافة إلى ذلك، استقبل مالكو المحامل التقليدية وطواقمها الزوار وشاركوهم أسرار التجارة البحرية التي اكتسبوها من خبرتهم الطويلة في عالم البحار، وذلك سعياً منهم لإبراز غنى التراث القطري وأهميّته خاصة إثر عرضهم لمحاملهم التقليدية على طول شاطئ كتارا، وهو ما أتاح الفرصة للكثير من الحضور للقيام برحلات على متن هذه المحامل. كما استمتع الجمهور بعروض فرق شعبية كويتية وعمانية وقطرية، عرضت أهازيجها وموسيقاها العتيقة المستمدة من رحم الموروث الشعبي القطري والخليجي في سماء كتارا. يذكر أنّ النسخة الثالثة من مهرجان كتارا للمحامل التقليدية تميزت بمشاركة 105 محامل تقليدية من قطر ومن الخليج بالإضافة إلى الهند وزنجبار وساحل فارس إلى جانب مشاركة 24 عارضا في القرية التراثية. فقد تنوعت المعروضات في مختلف الأجنحة المشاركة والتي كان من بينها معرض المحامل القطرية، الطواويش، ورشة المحرق لصناعة السفن ، معرض هيئة متاحف قطر، عمارة الحداف، المكتب الهندسي الخاص (قسم السفن الخشبية) ومتحف الخور الطبيعي الذي عرض أنواعا مختلفة من الأسماك المحنطة علاوة على متحف بيت العثمان الذي ميّز الجناح الكويتي، فضلا عن مجلس أهل البحر الذي أقامته وزارة الثقافة والفنون والتراث وتعقد فيه الندوات حول الموروث البحري وحكايات الأجداد. كما ضمّت القرية معرض سرادلة الغوص للفنان القطري الراحل جاسم زيني، والذي وثق في سلسة الأعمال التي عرضها العادات والتقاليد من واقع الذكريات حيث تميز المعرض بمجموعة من الأعمال المشبعة بالعناصر اللونية والخطوط المنسجمة في التكوين الإنشائي متعمقاً في التراث رغبة منه في خدمة هذا التراث العريق والمميز بالعناصر المهمة في مجال الثقافة.