القاهرة - وكالات
وقعت الكاتبة لنا عبد الرحمن روايتها ‘ ثلج القاهرة’ الصادرة عن دار آفاق، في مكتبة الديوان بالزمالك ، بحضور عدد من الكتاب والمثقفين. قدمت الأمسية الكاتبة العراقية سولاف هلال التي كشفت أن أجواء الرواية تدور بين عالمين واقعي وميتافيزيقي، وبين زمنين ماض ومعاصر، وتحضر القاهرة كمكان رئيس للحدث كما يتضح من العنوان، كما تحضر دمشق والاسكندرية كأماكن أخرى يتحرك فيها الأبطال، حيث قدمت الكاتبة لوحات متجاورة من حياة بطلتيها ‘ نورجهان’ و’ بشرى’،مع ارتكاز السرد حول التساؤلات الوجودية التي تطرحها بشرى عن حياتها السابقة والآنية، ورحلة بحثها لتتبع صور وخيالات تأتيها من ماض بعيد، ولا تملك لها تفسيرا. وتوقفت سولاف هلال عند عنوان الرواية معتبرة أنه لافت للانتباه، قائلة :’إن الثلج في الرواية له دلالة رمزية، وهذا يتضح في حوار داخل الرواية، فالرغبة برؤية مدينة جديدة تقاوم انهيارها، يطغى على فكرة أن الثلج يرمز لبرودة العلاقات الانسانية، حيث تحضر فكرة ‘الانصهار’ في مقابل الثلج، لكن دلالة الانصهار تأتي محملة بالتلاشي السلبي، في مواجهة الحلم بمدينة يغمرها الثلج ويُحيل شحوبها الرمادي إلى بياض ناصع، تخرج من تحته ‘ قاهرة جديد’. وأضافت هلال: ‘ تطرح الرواية فكرة الحيوات السابقة، عبر شخصية بشرى التي تتبع صورا وخيالات تلح عليها، ولا تملك لها تفسيرا واضحا، ويتضح الجهد الذي بذلته الكاتبة في مقاربة هذه الفكرة. تتماس هذه الرواية أيضا مع فكرة المصير من جانب السعادة المنقوصة، كما لو أنها قدر حتمي للإنسان لذا يرغب في تكرار حيواته بحثا عن هذه السعادة.وهذا يتضح من خلال تقاطعات حياة بطلتي الرواية نورجهان وبشرى، والظروف الحياتية المفروضة على كل منهما’. توقفت سولاف هلال عند عنصر الزمن في الرواية، موضحة : ‘ إن عنصر الزمن يعتبر بطلا رئيسيا في العمل لأن النص يتحرك بين أكثر من زمان ومكان. فالسرد في شخصية بشرى يدور في الزمن المعاصر، أما في شخصية نورجهان فيسيطرعليه الزمن الماضي، وهذا يتضح أيضا في لغة النص التي تختلف مع كل خيط سردي،حيث تطغى اللغة الصوفية عندما تتكلم نورجهان، فيما يحضر سرد محاذ للغة الواقعية حين يتتبع القارئ حياة بشرى وتنقلاتها، في أكثر من مكان.’ وتحدث د. حسين حمودة أستاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة عن رواية ‘ ثلج القاهرة’ من زاوية الإضافة، موضحا أن الكاتبة لنا عبد الرحمن مشغولة بهاجس الإضافة، فهي من الكاتبات والكتاب الذين يشتغلون بدأب على نصوصهم، وتتميز بالصبر للعمل على النص أكثر من مرة. وتحدث المترجم مصطفى محمود عن الهاجس النفسي في الرواية قائلا : ‘الرواية مثيرة وممتعة جدا عند القراءة، وأنه شخصيا استمتع بالنقلات المختلفة التي قدمتها الكاتبة، وأوضح أن لنا عبد الرحمن يسيطر على كتاباتها هاجس الزمن، ومرور الوقت، وهذا يتضح من أعمالها السابقة، كما في روايتيها ‘أغنية لمارغريت’ و’تلامس′، وكما في مجموعتها القصصية ‘الموتى لا يكذبون’.. ولعل هذا الهاجس هو الذي دفعها إلى مقاربة فكرة الحيوات السابقة، والخوض فيها حتى النهاية، حيث الكتابة عن فكرة الموت تحضر في الرواية من جانب تناول ‘العدم’ عبر شخصية نورجهان، التي تسرد حكايتها من عالم الموتى. وانتقد محمود على الكاتبة أنها لم تتجرأ على الخوض أكثر في دلالات ‘العدم’، متمنيا لو أنها غاصت أكثر في فكرة الموت. وتحدثت الكاتبة سمر نور، عن علاقتها مع نص ‘ثلج القاهرة’، وأنها قرأته قبل النشر، وأشادت بقدرة الكاتبة على الحذف، معتبرة أن لنا عبد الرحمن تمتلك شجاعة الاختصار، وهذا بحد ذاته ميزة مهمة للكاتب. وقبل أن توقع الكاتبة الرواية للحضور، شارك الكاتب وحيد الطويلة في قراءة فقرات من الرواية، كما قرأت سولاف هلال فصلا صغيرا بعنوان ‘ظلال الحكاية’. وشارك عدد من الحضور في القراءة. ومن الأسماء التي شاركت في الأمسية: د. شيرين أبو النجا، د. لبنى اسماعيل، الكاتبة والناشرة سوسن بشير، الروائي المكاوي سعيد، والكُتاب نائل الطوخي، وطارق إمام، وأحمد عبد اللطيف، والطاهر الشرقاوي، وسامية بكري. الجدير بالذكر أن الكاتبة لنا عبد الرحمن صدرت لها في الرواية: ‘حدائق السراب’، ‘تلامس′، ‘أغنية لمارغريت’، كما صدر لها في القصة القصيرة مجموعتان قصصيتان هما: ‘أوهام شرقية’ و’الموتى لا يكذبون.’