أبوظبي

 

 انطلقت صباح اليوم الجلسات النقاشية للدورة الثانية من القمة الثقافية " أبوظبي 2018 " في منارة السعديات تحت شعار " إمكانات غير محدودة: بناء روابط جديدة بين التراث والابتكار، القريب والبعيد، الإبداع والغاية ".

وتواصل القمة أعمالها حتى 12 أبريل بمشاركة أكثر من 400 شخصية من 80 دولة للتباحث حول الدور الذي يمكن للثقافة أن تلعبه في مواجهة التحديات العالمية الملحة.

وبدأت الفعاليات بكلمة ترحيبية لعضوي اللجنة التوجيهية للقمة معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة وديفيد روثكوف الرئيس التنفيذي لمجموعة روثكوف.. تلتها جلسة نقاش بعنوان " إمكانات غير محدودة: عولمة الإبداع ".

ووجه معالي محمد خليفة المبارك شكره لجميع المشاركين في القمة. مثمنا الدور المؤثر الذي يلعبه كل منهم في قيادة التغيير نحو فهم أفضل لما يمكن أن تحققه الثقافة والعمل على تعزيز دور الفن والإبداع والتعليم والتكنولوجيا لتفاهمات خلاقة بين ثقافات مختلفة.

وأكد تأثير الثقافة القوي والإيجابي على جمع الشعوب معاً في حوار يتم فيه تبادل أفكار تعزز من التسامح وتقبل الآخر على تنوع الخلفيات.

وأشار إلى أن المفتاح الأساسي لإدراك ما يمكن إنجازه عبر نشر رسالة الثقافة هو التعليم .. مؤكدا أن هذا أمر يتم دعمه والعمل عليه من خلال كل البرامج والمؤتمرات والمشاريع التي تنظمها الدائرة.

وقال " رأينا ما يمكن للحوارات الثقافية المستمرة أن تحققه من خلال متحف اللوفر أبوظبي ونسعى للمضي قدماً في تفعيل دور الثقافة لتحفيز التغيير الإيجابي في العالم ".

وأضاف " لالطالما كانت الثقافة هي الدافع للتغيير والتمكين والتسامح تقبل الآخر.. وقد أثبتت أبوظبي أنها مركز عالمي يجمع قادة الفكر من أنحاء العالم لمواصلة حوار هام عن ما يمكن أن نحققه بشكل جماعي من خلال قوة الثقافة ".

وخلال الجلسة.. ناقشت سارة دوغلاس رئيس تحرير آرت نيوز ومعالي محمد خليفة المبارك وكريستي إدموندز المدير التنفيذي والفنية لمركز فنون الأداء في جامعة لوس أنجلوس بكاليفورنيا وناتالي بونديل المدير التنفيذي والقيمة الفنية الرئيسية لمتحف مونتريال للفنون الجميلة آليات الإنتاج الثقافي مسلطين الضوء على السبل المتنوعة التي تجعل الأفكار تنشر متجاوزة الحدود المرسومة بين الدول.

وأدار ديفيد روثكوف الرئيس التنفيذي لمجموعة روثكوف وعضو اللجنة التوجيهية للقمة الثقافية أبوظبي 2018 حلقة النقاش الثانية " تعزيز الإبداع: السياسات التي من شأنها تشجيع الإبداع " التي تمحورت حول دور الحكومات في بناء سياسات متزنة وبناء المهارات الإبداعية ضمن قطاعات الفنون والتكنولوجيا والثقافة المتداخلة في عصرنا الراهن.

وشارك في النقاش كل من مايكل إيليس وزير الدولة لشؤون الفنون والتراث والسياحة بالمملكة المتحدة وغانتويا بادامغاراف مؤسس ومدير جمعية دعم الفن المنغولي المعاصر ونورا هالبيرن نائب رئيس "ليدرشب ألاينس- أمريكانز فور ذا أرتس" والدكتور ويبر ندورو مدير عام المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية «إيكروم».

وأدارت ربيكا بروكتور، رئيس تحرير هاربر بازار آرت حقلة نقاشية بعنوان " الاتجاهات الناشئة في الفنون ووسائط الإعلام العالمية: الخطوة التالية " والتي ناقشت من خلالها كيف تؤثر التقنيات الحديثة على الإنتاج الفني مع كل من توريا الجلاوي المدير المؤسس لمعرض "1:54 معرض الفن الإفريقي المعاصر" ونانسي سبيكتور المدير الفني ورئيس أمناء متحف سولومون آر. جوجنهايم وكريم سلطان مدير وقيّم فني من مؤسسة بارجيل للفنون.

وأدارت ميليسا جرونلند المراسل الفني في صحيفة ذي ناشيونال حلقة نقاش عن " دراسات حالة بشأن التعاون غير المتوقع " والتي أخذت بعين الاعتبار الأفكار والأساليب الناجحة التي تلهم الآخرين في تطوير الشراكات الإبداعية العابرة للوسائط والقطاعات والأمم.

شارك في النقاش.. هوب أزيدا مؤسس "ماشريكا للفنون المسرحية" ودرو بينيت مؤسس ومدير برنامج الفنان المقيم على فيسبوك وإدواردو برانيف المدير التنفيذي لفرقة "سيلك رود".

واتفق المتحدثون على أن الثقافة ممكن تعبر عن روح المجتمع و يجب تحقيق التكامل بين التكنولوجيا والثقافة والفن وجعلهم متواصلين.. منوهين إلى برامج حول العالم تشجع على استخدام التكنولوجيا وتخلق وعيا كبيرا بطريقة استخدامها لدعم الأعمال الفنية والثقافية.

واستجابة لشعار " إمكانات بلا حدود ".. قدم عدد من الفنانين عرضاً موسيقياً مشتركاً ضم ألبيرغ هيمسنغ من النرويج على آلة الكمان، وليولين سانشز- فيرنر من الولايات المتحدة الأمريكية على البيانو.

وشملت الأنشطة والعروض الخاصة عرضاً موسيقياً بعنوان " من الجانب الآخر لطريق الحرير " وهو عبارة عن موسيقى صينية تقليدية عزفتها كل من سون يوي بو /على آلة إرهو/ وسن يي /على آلة بي - با/.. إضافة لعرض موسيقي آخر من لفرقة سيلك رود وأداه كل من وو تونغ /على آلة شنغ، باو/ ومارك سوتر /على آلة فريم درمز، شيكرز/.

وشهد اليوم الأول من القمة انطلاق مجموعة من ورش العمل التي تركزت حول استكشاف كيف يمكن للسياسات والتكنولوجيا ووسائل الإعلام الجديدة والفنانين ومؤسسات الفنون والمجتمعات الخيرية إنشاء علاقات تعاون جديدة وفعالة لمعالجة القضايا في جميع أنحاء العالم.

على صعيد آخر .. بدأ أكثر من 50 فنانا اجتماعاتهم ضمن برنامج مختبر الفنان الذي يهدف إلى تحديد طرق وفرص جديدة للتعاون الإبداعي.

وتتابع القمة جدول أعمالها غداً بسلسلة أخرى من حلقات النقاش وورش العمل تحت عنوان " إعادة تعريف الفن، التكنولوجيا، الإعلام الجديد والثقافة ".