مشروع الجينات السعيدة لأسعد شعب

نظم مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام مساء أمس محاضرة حول " الأمراض الجينية " قدمتها سعادة الدكتورة مريم مطر مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية الإمارت للأمراض الجينية بعنوان "مشروع الجينات السعيدة لأسعد شعب " .

عقدت المحاضرة في مقر المركز في البطين..بحضور السيد منصور سعيد المنصوري مدير إدارة الشؤون الثقافية في المركز وجمع من المهتمين والإعلاميين والجمهور.

وقدمت الدكتورة مريم مطر نبذة عن جمعية الإمارات للأمراض الجينية التي يرأسها و يدعمها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع..مشيرة إلى أن الجمعية أنشئت لتكون صدقة جارية على روح القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه ".

وقالت إن جمعية الإمارات للأمراض الجينية تعمل على الحد من انتشار وتأثير الاضطرابات الوراثية في الدولة منوهة بأهداف إنشاء الجمعية و خططها الاستراتيجية وأعمالها الميدانية وإنجازاتها البحثية والنتائج التي تحققت خلال الأعوام الماضية .. بجانب مدى تأثيرها في خلق بيئة صحية خالية من الأمراض الجينية الوراثية.

واستعرضت الدكتورة مريم مطر مسيرة وجهود الجمعية للحد من حالات الأمراض الوراثية في كل إمارات الدولة..منوهة بالإنجازات والمشاركات التفاعلية للجمعية محليا ودوليا والمشاريع والأبحاث العلمية المتعلقة بالأجنة والمبادرات والحملات التوعوية التي قدمتها وأبرزها قانون فحص ما قبل الزواج الذي أقر عام 2006.

وأوضحت أن الجمعية تعد " جمعية غير ربحية " أسست عيادة متخصصة تضم مختبرا متكاملا للفحوص الجنينية وتقدم خدمات مجانية تشمل الكشف عن الاضطرابات الوراثية والبرامج التوعوية والوقائية والمسوحات المبنية على البحوث والتجارب الناجحة بواسطة فريق عمل متخصص وتسهل عملية التواصل مع المجتمع وتوفر استشارات مجانية للمجتمع.

وأكدت أن مختبر الجمعية تمكن من الحصول على الدعم العلمي للتدقيق على جودة ودقة العمل والأبحاث في المختبر من قبل كل من جامعة ياماغوتشي اليابانية ونيكاس البريطانية وهيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس .

وذكرت أن المختبر يجري فحوصات أمراض الدم الوراثية وهي فحص الثلاسيميا الفاوبيتا وفحص الأنيميا المنجلية وفحص حساسية البقوليات و الزهايمر وسرطان الثدي والسرطان عند الأطفال والتوحد وارتفاع الكوليسترول الوراثي.

ثم انتقلت الدكتورة مريم مطر إلى الحديث عن الأمراض الوراثية معرفة المرض الوراثي بأنه حالة مرضية ناتجة عن خلل أو اضطراب في الجينات أو الكروموسومات في الفرد بسبب ظروف بيئية ولم يرثه من أحد الوالدين ويمكن لبعض هذه الأمراض الانتقال من جيل إلى آخر.

وأوضحت أن اكتشاف الأمراض الجينية في الأجنة بصورة مبكرة يقي من الأمراض الوراثية ويشخصها ويحمي من التشوه الجنيني ويقلل من نسبة الخطورة على حياة الأم كما يساعد على اتخاذ القرار الطبي مبكرا في الإطار الشرعي ما يحمي الأم والطفل.

وأشارت الدكتورة مريم مطر إلى أن الجمعية قامت بالكشف عن أكثر من 14 ألف مواطن ومواطنة منهم 713 فردا يحملون أمراضا جينية حيث ساعد هذا الكشف على حمايتهم من ولادة أطفال يعانون من تلك الأمراض.

وأشارت إلى أنه تم اكتشاف 202 نوعا من الأمراض الوراثية الأولية والتركيز على الأمراض التي ممكن الوقاية ومنها أمراض الدم الوراثية والسرطان و الخرف الوراثي واكتشاف موقع الجينة على الكروموسوم والفحص الجيني قبل الحمل أو اثناء الحمل .. موضحة أن من أهم أسباب الأمراض الوراثية زواج الأقارب والنمط المعيشي والبيئة المحيطة .

وتطرقت إلى تفصيل الجينات ودورها في صياغة حياة الإنسان .. مشيرة إلى أنه بفضل الله توصل العلماء الى خريطة شاملة للجينات مكنت الأطباء من القدرة على اجراء الفحوصات الدقيقة والمتخصصة في مجال الأمراض للوقاية منها ومعالجتها .

وعرفت بدور هذه الجينات مؤكدة أن للأم دورا كبيرا في ذلك كما تطرقت الى تكوين الجينات ومسئولية كل جزء.

وبينت المحاضرة أهمية اجراء الفحصوات للوقاية منها .. مشيرة الى انها ستوفر على الدولة ملايين الدراهم التي تكلفها في الرعاية الصحية والعلاج.

وتطرقت في هذا الصدد الى أرقام و بيانات توضح حجم التوفير الصحي والمالي الذي يمكن أن نجنيه من خلال الوقاية ثم تحدثت عن الحملات التي تقوم بها الجمعية للوقاية من الأمراض الوراثية وتصنيع دواء خاص باسم الجمعية لمشروع منال " الوقاية من نقص حمض الفوليك " للوقاية من تشوهات الانبوب العصبي والاتفاق الرسمي مع/ جين دي إكس - Gene Dx المختبر المرجعي للسرطان لمشروع المسح الميداني لسرطان الثدي.

وفي ختام المحاضرة التي أدارتها جنات بومنجل الباحثة في إدارة شئون الثقافة جرى حوار تفاعلي بين الدكتورة مريم والجمهور تركز على اهمية الفحوص الوراثية وتحسين نمط حياة الانسان للوقاية من الامراض .. مشيدين بجهود قيادة الدولة الرشيدة في هذا المجال .

ثم قدم منصور سعيد المنصوري درعا وشهادة للدكتورة مريم تقديرا لجهودها في توعية المجتمع بأهمية فهم الأمراض الجينية وسبل الوقاية منها .